كاتب إسرائيلى يرصد تأثير ما فعلته "عهد التميمى" على إسرائيل مستقبلاً

العدو الصهيوني

عهد التميمى
عهد التميمى


يوم تلو الاخر ،يثبت الإحتلال الصهيونى، مدى ضعفه وهشاشته، أمام أى صورة من صور المقاومة، حتى وإن كانت رمزية لا تقوى على مواجهة الأسلحة والدبابات أوتحمل التعذيب والإعتقالات.

بعد إعلان ترامب المستفز عن الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل  ،ظهر نوع جديد من المقاومة ,فشل قادة إسرائيل وجنودها الاغبياء فى فهمه ،والتعامل معه ,تمثل فى فتاه صغيرة تدعى عهد التميمى تحمل ملامح أوربية ، وشجاعة عربية ، قامت بصفع وركل جندى إسرائيلى مدجج بالسلاح قام أعوانه قبل ساعات من الواقعة بإغتيال 3 شبان فلسطينيين عُزل بإطلاق النار على رؤسهم .

وبعد أن تناقلت مواقع التواصل الإجتماعى فى العالم فيديو الواقعة سارع "نفتالى بينت" وزير التعليم الإسرائيلى وطالب رئيس الأركان بإصدار أمر إعتقال ضد عهد التميمى ،لافتاً أن عقوبة الإعتداء على جنود الجيش الإسرائيلى ،تصل إلى 7 سنوات .

 "جدعون ليفى" الصحفى بهاآريتس كتب  تحت عنوان "الطفلة التى أربكت الدولة" تطرق خلال مقاله بالصحيفة ,لتأثير ما فعلته التميمى بإسرائيل ،وأشار متسائلاً ,كيف تجرأت  الطفلة الفلسطينية على فعل ذلك ولم تضع فى حسبانها حادث مقتل الشبان الفلسطيينين الثلاثة ،وكيف قامت هى  بدور الجنود الإسرائيليين الذين لا يتوقفون عن صفع وقتل  الفلسطينيين كل يوم .

وأضاف ،لم يردع الطفلة الفلسطينية أيضاً ،أن والدها تم إعتقاله لمدة أربعة أشهر ،بعد مشاركته فى تظاهرة تندد بالإحتلال الصهيونى ,ولم تتراجع عن فعلتها ،رغم مقتل ثلاثة من أقاربها فى واقعة مشابهة ،إسرائيل أصيبت بحالة من الذهول والإنزعاج إزاء هذا المشهد المستفز ،وتسائل  هل كان على الطفلة الفلسطينية أن تقع فى حب الجندى الإسرائيلى الذى أقتحم منزلها ،أو تلقى عليه الورود مثلاً .

وتابع  قائلاً :نجحت عهد التميمى  فى كسر بعض الأساطير والتابوهات  المتعارف عليها فى إسرائيل  أخطرها جرئتها فى إلحاق الضرر  بأسطورة الفتوة الإسرائيلية ومن خلالها ضاعت هيبة  الجندى البطل الذى يحمى المواطنين فى الليل بكل شجاعة وضاعت معها البطولة والفحولة الإسرائيلية بفعلتها هذه ".

وأشار "ليفى" ساخراً  إسرائيل فقدت صوابها بالكامل ،أمام مشهد الطفلة ذات الضفائر ، وأدركوا فجأة شكل العدو الذى يهددهم وينغص عليهم نومهم ,مشهد الطفلة التى ترتدى السويتر الأزرق ,قضى على الحملات الإعلامية المتصاعدة ضد الفلسطينيين ,فكثيراً ما سمع الإسرائيليين عن الإرهابيين والسفاحين ,ولكن الطفلة  التى تم وصفها ب"المجرمة" لم يكن بحوزتها حتى مقص صغير ,لتهاجم به الجندى الإسرائيلى .

وتابع  قائلاً :نجحت التميمى فى خلط الاوراق فجأة بين الإسرائيليين الذين تسائلوا ماذا فعلت الطفلة الصغيرة أين العنف أين الخطر واين الشر فالعدو بدا أمامنا إنسانى للغاية "وأضاف" لكن فى المقابل من الممكن الإعتماد على المنظومة الإعلامية الإسرائيلية التى ستتولى مهمة غسيل المخ و تدمير صورة التميمى فى أسرع وقت ممكن وربما يتم تصنيفها كإرهابية متوحشة ولدت لتقتل الإسرائيليين وأنه ليس لديها أى دوافع عادلة تبرر فعلتها ".

الكاتب الإسرائيلى تمنى أن يظهر على الساحة ،المئات مثل "عهد التميمى "،لإيقاظ الإسرائيليين من غفلتهم وربما تنجح "إنتفاضة الصفعات " ،عن صور المعارضة الاخرى العنيفة والغير عنيفة - حسب قوله .

إسرائيل كما تقول الصحيفة تعاملت مع الامر بالطريقة التى تجيدها ولا تعرف غيرها ،قامت القوات الإسرائيلية بإعتقال الطفلة فى المساء ، ومعها أمها ، ورغم ذلك ، أى إنسان عاقل سينجح فى تحديد  من هو صاحب  القضية العادلة ،الجندى المدجج بالسلاح من رأسه حتى قدميه ،والذى يقرر إقتحام منزلاً غريباً عنه ،أم الطفلة التى تحاول الدفاع عن منزلها  وشرفها الضائع ، بيديها العاريتين .