معلومات استخباراتية وراء منع النساء من السفر إلى دبى الجمعة الماضى

العدد الأسبوعي

الاخوان في‮ ‬تونس‮
الاخوان في‮ ‬تونس‮


إخوان تونس يصطادون فى الماء العكر

الرئاسة التونسية حاولت إطفاء الحريق ولكن حزب النهضة زاده اشتعالا 8 آلاف تونسى يقاتلون مع المنظمات الإرهابية بينهم 200 امرأة!

كأن مشرحة السياسة العربية ينقصها قتلى حتى يستغل تنظيم الإخوان فى تونس (حزب النهضة) حادثا عابرا يوم الجمعة الماضي لتصعيد أزمة جرى احتواؤها.

رفضت رحلة طيران " الإمارات" المتجهة إلى دبى يوم الجمعة الماضي صعود التونسيات على متنها إلا إذا كانت جوازات سفرهن دبلوماسية أو يحملن إقامة قانونية فى الإمارات.

وكان التفسير الوحيد يتعلق باعتبارات أمنية بنيت على معلومات استخباراتية تؤكد عملية ما ستنفذها امرأة تونسية ضد شركة الطيران تهدد بالقطع حياة ركابها خاصة أن هناك 8000 تونسى يقاتلون مع داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية بينهم 200 امرأة تونسية.. وهو ما اعتبره بيان الرئاسة التونسية "من أمور السيادة ولا يمثل إهانة للمرأة ".

كما أن الأزمة حلت فى وقتها وسمحت الرحلة بسفر كل الركاب من الجنسين الذين حجزوا على متنها.. لكن.. لم يكن لتنظيم الإخوان أن يترك مثل هذه الفرصة تمر دون تسخين الموقف بين البلدين ودون مراعاة مصالحهما معا.

حسب وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش: "تواصلنا مع الإخوة فى تونس حول معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية".

ولكن.. حزب النهضة سعى جاهدا إلى تصوير الموقف على أنه يمثل عنصرية ضد المرأة.. وهو تصور يصعب قبوله فى دولة مثل الإمارات تتمتع فيها المرأة بقوة حضور رسمى وشعبى فى مختلف وظائف الدولة فى الوقت الذى ترى فيه التيارات المتشددة فى حزب النهضة أن المرأة "عورة" يجب إخفاؤها.

وأن لا يمنع ذلك أن تجربة المرأة فى تونس بصورة عامة تستحق الفخر وتحتفظ لنفسها بسبق الريادة فى كثير من المجالات وهو المعنى الذى عبر عنه علنا أنور قرقاش مطالبا بتفادى "محاولات التأويل والمغالطة".

على أن إخوان تونس واصلوا الصيد فى المياه العكرة دون أن يهتموا بمصالح بلادهم التى استقبلت استثمارات إماراتية مؤثرة فى الاقتصاد الوطنى وهو ما عبر عنه الدكتور جاسم خلفان: "الإمارات وقفت مع تونس ودعمت اقتصادها ولكن حكم الإخوان دمر كل شىء".

ورغم كل التوضيحات الرسمية التونسية بما يفيد انتهاء الأزمة فإن الإخوان ظلوا ينفخون فى النيران قبل أن تخمد نهائيا لترضى عنهم قطر التى تقول وكالة الأنباء الألمانية إن علاقتها بحزب النهضة علاقة قوية.

وتتشكل الحكومة التونسية من 9 أحزاب وثلاث منظمات على رأسها النهضة التى نجحت فى إصدار قرار بتعليق رحلات طيران الإمارات من وإلى تونس بعد أن هددت بالانسحاب من الحكومة الائتلافية مما يدخل البلاد فى أزمة سياسية أكبر.

والمؤكد أن القرار سيضر بمصالح كثير من المواطنين فى تونس الذين يعملون فى الإمارات بجانب الذين يسافرون إلى كثير من الدول الآسيوية عبر الترانزيت المناسب لهم فى دبى.

والسؤال الذى فات على الجميع : ما الموقف الذى كانت تونس ستجد نفسها فيه لو أن هناك امرأة تونسية خطفت أو فجرت الطائرة حسب المعلومات الأمنية التى نقلت إليها؟

هل كانت ستحتمل ضربة إرهابية أخرى كالتى عانت منها فيما قبل وتسببت فى غياب السياح عنها بما يشكلونه من دخل كبير لاقتصادها الوطنى؟

إن الانتقام سلوك إخوانى مزمن ينجح فى نشره إلى الآخرين مستغلا المشاعر الملتهبة وقت الأزمات بغض النظر عن المصلحة الوطنية التى غالبا ما تضار ولا يعيدها الندم.