معلومات عن مصطفى محمود

منوعات

مصطفى محمود
مصطفى محمود


عند الحديث عن شخصية بحجم وقامة "مصطفى محمود" تجد نفسك واقفًا حائرًا لاتعلم من أين تبدأ؛ بسيرتة الذاتية، أم بمؤلفاته التي تصل إلى 89 كتابًا من الكتب العلمية والسياسية والاجتماعية والدينية.

"أهلًا بيكم".. دائما ماكان يفتتح برنامجة "العلم والإيمان" بهذه الكلمة؛ قدم فيما يقرب من400 حلقة متنوعة، وبرع فى توصيل مايريد الى الجمهور من خلال الشاشات والى القارئ من خلال مؤلفاته التى أثارت الحيرة والنقاش.

وبعد ثلاثين عامًا من التفكير والبحث والتأمل مع النفس والمعاناة، وصل الى قطع الشك باليقين.

درس "مصطفى محمود" الطب وتخرج في عام 1953، وتخصص فى الأمراض الصدرية ،إلا أنه ترك مجال الطب واتجه الى الكتابه والبحث عام 1960.

وفى السنة الثالثة، مكث فى المستشفى فترة ليست بقليلة، ما أثر على دراستة إلا أنه لم يستسلم وعكف على قراءة الكتب طوال مدة علاجه الأمر الذى جعله مثقفًا مدركًا لما يحدث حوله.

وأنشأ عام 1979 مسجدًا في القاهرة باسمه، يتبعه ثلاثة مراكز طبية لمساعدة الفقراء، الى جانب توفيره ستة عشر طبيبًا للعمل على راحة المريض وتقديم له يد العون والمساعدة .

كما يضم المسجد أيضا متحفًا للجيولوجيا، يعمل عليه أساتذه متخصصون، ويضم مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.

قرأ "مصطفى محمود" فى البوذية والإبراهيمية والزرادشتية والتصوف والمسيحية واليهودية، إلا انه توقف عند القرآن الكريم، وحرص على ذكر كلمة الله بشكل مطلق، فلم يكن عاجزًا عن إدراك وجوده، بل كان جاهلًا بالتصور الصحيح لله.

فكر كثيرًا فى الدين ووصل حد تفكيره الى الإلحاد، فلم يكن أول من دخل هذه التجربة ففعلها من قبل "الجاحظ وأبو حامد الغزالى" الذى حكى عن الإلهام الباطنى.

تلك المرحلة يمر بها كل مفكر وصل الى درجه من العلم، تجعله يتأمل فى كل من حولة مُعتقد انه وصل الى حد الكمال .

تعمق "مصطفى محمود" فى الكتابة، وبرع فى دقة التعبير فمن "حوار مع صديقه الملحد متصل برحلته من الشك الى الايمان الى لغز الحياة والموت" تعرض خلالهما بمصادرة بعض كتبه لما رأه من جدل ونقاش حولها.   

انزعج من هجوم علماء الأزهر حول مؤلفاتة قائلًا "مررت بكل المراحل الفكرية من الشك إلى اليقين، ومن الإلحاد إلى أن أصبحت خادم كلمة التوحيد".. فهل فى هذا الكلام ما يزعج؟

تعرض كتابة "الشفاعة" الى النقد الشديد، عندما قال أن الشفاعة الحقيقية غير التى يروج لها علماء الحديث هى بمفهومها تعد إتكالية على شفاعة النبى محمد دون العمل والإجتهاد.

وصدر نحو 14 كتابًا من جانب العلماء، ذات ردود قاسية ووصفوه بالتهكم وانه مجرد طبيب لا علاقة له بالدين .

وحاول توضيح الشفاعة فى انه لم ينكرها، بل يراها مقيده الى اقصى حد، فدائما ماكان يعتمد على رأى الإمام "محمد عبده" لكن العلماء حملوه الخطيئة وانتقدوا مؤلفاته.

وكان كتاب "الله والإنسان" السبب فى تقديم "مصطفي محمود" للمحاكمة بناء على طلب الأزهر الشريف، باعتبارها قضية كفر، وعملت المحكمة على مصادرة الكتاب دون اتخاذ اى إجراء آخر.  

توفى "مصطفى محمود" فى الحادى والثلاثين من أكتوبر لعام 2009 عن عمر يناهز 88 عامًا، فهو يعد علامه من أعلام الفكر ورجال الأدب والفلسفة، الذى أخرج نفسه من الشك الى اليقين؛ فما زالت أعماله خالدة يتوارثها الأجيال أعوامًا تلو الآخرى.