وجهة نظر || حكاية صالح وصلاح .. ومش كل الحلو تفاح !

الفجر الرياضي



عادت بي الذاكرة لعام 2011 وقت أن كنا جميعا نساند مجموعة من اللاعبين في منتخب الشباب يقودهم مدير فني رائع وكشاف نجوم بمعنى الكلمة وهو ضياء السيد الذي ظل على مسيرته بعدها مع هؤلاء النجوم كمدرب عام لمنتخب مصر مع الأمريكي بوب برادلي .

وأعيد لأنشر لحضراتكم المجموعة التي كانت تشكل القوام الأساسي لهذا الجيل والذي توقعناه أن يكون هو نواة لمستقبل الكرة المصرية لسنوات مقبلة وهو الأمر الواقع الذي نعيشه حاليا وهم : أحمد الشناوي ومحمد عواد وأحمد حجازي وأيمن أشرف وعمر جابر ورامي ربيعة ومحمد النني ومحمد إبراهيم وعمرو جمال وصالح جمعة ومحمد صلاح .

دعونا نترك جميع هذه الاسماء ونركز فقط في آخر اسمين من بينهم فمحمد صلاح كان أقل شهرة ونجومية من لاعبي الأهلي والزمالك وقتها وكان يجد من الصعوبة ما يكفي لتتوقف مسيرته الكروية ولايزال حتى هذه اللحظة يتذكر نجم ليفربول الإنجليزي سفره يوميا من بسيون مسقط رأسه إلى المقاولون العرب لمدة تصل لـ4 ساعات حتى يحقق حلمه .

تحدثوا كيفما شئتم عن الاجتهاد والإخلاص واحترام نعمة ربنا والسعي وراء حلمه والتركيز فقط في هدفه لتحقيقه واحتفلوا بنجاح فخر مصر والعرب "أبومكة" الذي باتت أخبار اقترابه من الملكي الإسباني ريال مدريد تقع على مسامع المصريين كوقع متابعته لأخبار الدوري المصري .. فقد حوّل صلاح الإبداع والمجد والتألق لعادة يداوم عليها الفرعون المصري المتلألئ في سماء الدوري الإنجليزي وأبحثوا في محركات البحث عن أخباره واقترابه من لقب أفضل لاعب في إفريقيا واستمتعوا بفيديوهات لأهدافه وسرعاته ومهاراته في المباريات .

وتحدثوا كيفما شئتم أيضاً عن صالح جمعة لاعب الأهلي الحالي وأبحثوا في محركات البحث عن أخباره ما بين العقوبة الفلانية لغيابه عن المران مرات ومرات والعقوبة العلانية بسبب اشتباكه مع البدري في تونس وتابعوا فيديوهات رقصاته مع الفتاة وصور وجوده في الحفلات الفنية والسهر في الكافيهات وغيرها .

لم يعد الأمر متعلق بمهارات نجم الأهلي الحقيقية وإمكاناته الفنية المهدرة ولكن أصبحت المشكلة "نفسية" في المقام الأول فاللاعب لم يعد لديه الحمية والغيرة ليضع نفسه في مكانته التي يستحقها .

عزيزي صالح انظر لمحمد صلاح وعد بالنظر لنفسك في المرآة .. ألا ترى الشبه بينكما في السن .. في الشكل .. حتى اشتراككما في الاسم "فكلاكما يحمل من الصلاح جانبا فأنت صالح وهو صلاح" .. فهلا بدأت الآن لتنقذ نفسك من مشوار النهاية الذي أنت في بدايته !!

يا عزيزي إن كانت كرة القدم لا تروق لك مثلما تعشق الأغاني والحفلات .. فحتى في هذا الشأن عليك أن تترك ذوق المهرجانات وأغاني الكافيهات لأهدي إليك مقطع من أغنية "القيثارة" نجاة الصغيرة وهي تكاد تصف هذا الجيل وتختارك أنت لتقول لك "مش كل الحلو تفاح" ..... خسارة ..


تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا