مصطفى عنتر يكتب: أزمة تونس والإمارات بفعل فاعل

مقالات الرأي

مصطفى عنتر
مصطفى عنتر


"لماذا أرادت الإمارات منع تونسيات من السفر إلى دبي؟".. سؤال حائر بين تونس والإمارات لم يجد أحد له إجابة، لكن عند الحديث عن الأزمة، لا بد أن نرجع إلى جذورها، حيث إن لكل حادث مقدمات، وعادة ما تكون الأزمات بفعل فاعل، وليست وليدة اللحظة.

تونس التي مثلت الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي، وما حدث من تغيرات في خريطة الشرق الأوسط، كانت في حالة جفاء مع دولة الإمارات، خصوصًا مع صعود الإخوان المتمثل في حزب النهضة التونسي للحكم، وتوليهم زمام الحكم حتى عام 2014.

جاءت أزمة حظر السفر المتبادلة بين تونس والإمارات امتدادًا لحالة التوتر بين البلدين وخاصة في السنوات الأخيرة، تزامنًا مع مساعي تونس إلى تحسين علاقتها مع الإمارات بعد تدهور العلاقات بينهم منذ ثورة 2011 وتولي حزب "النهضة" الإسلامي المرتبط بقطر سدة الحكم في تونس من 2011 وحتى 2014.

الحديث عن احتواء الأزمة بين البلدين مجرد أحاديث متداولة، لكن الواقع يشير إلى تصاعد الأزمة، واتخاذها منحنى آخر، من أجل خدمة أطراف تعمل ضد الإمارات ودول التحالف العربي المتمثلة في السعودية ومصر والبحرين، هذا المنحنى كشفت عنه أحد أعضاء حركة الاستقلال التونسي، التي قالت إن حركة النهضة الذراع السياسي لجماعة الإخوان فى بلدها، تغذي الأزمة.

حركة النهضة الإخوانية تعمل على إشعال هذه الحرب من أجل إفساح المجال للنفوذ القطري والتركي، ومساندة حلفائها في ليبيا ممثلين في مجموعات فجر ليبيا التي تضم الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة.