نسمة إمام تكتب: استزرع طفلك!

ركن القراء

نسمة إمام
نسمة إمام


إذا أردنا النهوض بأمتنا، فلابد لنا من الاستثمار في قوتنا الحالية، والتي هي بمثابة سلاح الغد والمستقبل ونقصد هنا الأطفال، هؤلاء الصغار الذين يكتسبون ثقافتهم ومعلوماتهم وخبراتهم أيضًا ، من خلالنا نحن ووسائل الإعلام ، المتناثرة حولهم حاليًا في كل مكان.

تمثل وسائل الإعلام حاليًا بالطبع، أكثر القوى المهمينة على تلقي أطفالنا لثقافاتهم المختلفة، فهي نوافذ مفتوحة على العالم دون حجاب، ومع قلة الخبرة لدى الطفل نفسه، يصبح الأمر غاية في الخطورة، على كافة الجوانب إما الثقافية أو الدينية أو اللُغوية والسلوكية كذلك وغيرهم.

وإن لم ندرك خطورة تلك الوسائل، على ما يتلقاه الطفل منها فلايجب علينا أن ننتظر حصادًا مميزًا أو متقدمًا، فنحن لم نعتنِ بهم منذ البداية.

وللبحث العلمي والدراسات التي أجريت في وطننا العربي تحديدًا، بشأن تأثيرات وسائل الإعلام المختلفة على الطفل، باع طويل ونتائج علمية يجب علينا تقديرها والتفاعل معها قدر الإمكان، فبشأن التأثيرات المختلفة للتليفزيون على الطفل، على سبيل المثال؛ نجد في دراسة (الكبيسي، 2012) بعنوان: أثر الإعلان المرئي على سلوك أطفال الرياض من وجهة نظر أولياء؛ أن معظم أولياء الأمور لديهم نظرة سلبية اتجاه الإعلانات في تغير سلوكيات أطفالهم وأيدوا أن أطفالهم كانوا أكثر تقبل للنواحي السلبية للإعلانات منها للإيجابية، وأن الإعلانات لا تقدم معلومات مفيدة لأطفالهم بقدر ما تستخدم أساليب كثيرة من الخداع والتضليل.

وفي دراسة (الشبول،2010) بعنوان: أثر الدراما الفضائية في ظاهرة العنف عند الأطفال، أشارت أهم نتائجها إلى أن هناك متغيرات عديدة تؤثر بما سيؤول إليه سلوك الطفل العدواني أهمها اتجاهات الوالدين وأسلوب معاملتهما ومدى التسهيلات والإمكانات التي قد يوفراهما له، بالإضافة إلى أن السلوك العدواني عند الأطفال لا يتأثر بالصف الدراسي إذ أن التشابه يكون مستمدًا من التشابه في البيئات المدرسية، ومن التقاليد التي تؤثر في الطلبة والمنبثقة من المجتمع الذي يعيش فيه.

وفيما يتعلق بتأثير الإنترنت على الطفل، نجد في دراسة (السمري،2003) بعنوان: استخدام الأطفال للإنترنت؛ أن العلاقة بين الآباء والأبناء في البيت المصري قد فقدت سمتها "التفاعلية", وأصبح الخطاب بينهما أحادي الاتجاه نتيجة اتساع الفجوة بينهما يوما بعد يوم.

بينما أشارت دراسة (حمد، 2011) بعنوان: إدمان الأطفال والمراهقين على الانترنت وعلاقته بالانحراف ، إلى أن غالبية المبحوثين في المرحلة العمرية من 12 إلى 18 عامًا، كانوا يعلمون بأن الانترنت وكثرة استخدامه مضار على البصر وعلى الفقرات والجميع كانوا يجهلون مساوئه الأخرى كتسببه في عزلة المستخدم أو الجوانب السلبية التي قد تمس النواحي النفسية الاخرى للمستخدم كالقلق والاضطرابات والتي كثيرًا ما تصل للسلوك المنحرف.

 

في النهاية يمكننا القول، بأن البيئة الرقمية وسيطرتها على واقعنا الحالي، يجعلنا نضع الأطفال وتعلمهم من خلالها نصب أعيننا بشكل دائم، ففي ظل التغيرات التكنولوجية الحديثة والمعلوماتية وتأثيرها على الفرد والمجتمع، يجد الأفراد أنفسهم يتعاملون تلقائيًا مع هذا الكم الهائل من المعلومات، وأدوات التفكير غير المسبوقة الذكر والحلول الإبداعية الحديثة والمتطورة، ولكل شيء مزاياه ومساوئه وتأثيراته المختلفة ، خاصة بالنسبة للأطفال، فهم أكثر الشرائح الاجتماعية حساسية التي تنمو في محيط تقني ثقافي جديد قد ينافس الآباء والمربين في التنشئة الاجتماعية والتثقيف.

 

المراجع:

- الكبيسي، عبد الواحد حميد، اثر الإعلان المرئي على سلوك أطفال الرياض من وجهة نظر أولياء أمورهم، مجلة جرش للبحوث والدراسات، العدد الأول (عدد خاص)،الأردن ، ٢٠١0.

- حمد، أمل كاظم، إدمان الأطفال والمراهقين على الانترنت وعلاقته بالانحراف، مجلة العلوم النفسية، العدد19، جامعة بغداد، 2011.

- السمري، هبة الله، استخدام الأطفال للانترنت : العلاقة التفاعلية بين الآباء والأبناء، مجلة بحوث الرأي العام، العدد1، جامعة القاهرة كلية الإعلام، 2003.

- الشبول، نايف، اثر الدراما الفضائية في ظاهرة العنف عند الأطفال، المجلة الأردنية للفنون، مجلد 3، عدد 1، 2010.