"داعش" يسير على دربهم.. مطامع الميلشيا العثمانية في بلاد العرب

تقارير وحوارات

اردوغان وداعش
اردوغان وداعش


العثمانيون.. قبائل رعوية كانت تعيش بشمال غرب الصين ويستغلها أباطرة الدولة البيزنطية قبل اضمحلال إمبراطوريتهم في تصفية الخلافات، مثلما يحدث الأن مع داعش وجبهة النصرة وغيرها من الميلشيات المسلحة المدربة على القتال .

 

في منتصف القرن الخامس عشر بدأت هذة القبائل الرعوية التجمع تحت راية "عثمان غازي"، والذي نسبت إليه الدولة العثمانية بعد ذلك، بالتوجه إلى الأرض العربية و ذلك بعد فشلهم في مواجهة المجتمعات الأوروبية التي كانت تشهد نقلة حضارية، وفي المقابل كانت الدول العربية في حالة شتات، وذلك بسبب تناحر المماليك في دمشق والقاهرة وقرب انتهاء دولتهم بالإضافة إلى زيادة نفوذ الدولة الصفوية في بغداد .

 

تحولت أنظار العثمانيين نحو بلاد العرب وذلك بسبب إجادتهم للقتال في جماعات موحدة تحت راية موحدة واستخدموا العديد من الأساليب القمعية في احتلالها للدول العربية و كانت دعواتهم للعرب بحجة حماية العالم الاسلامي والأراضي المقدسة من التدخلات الاوروبية .

 

بالإضافة إلى ذلك تشكلت تكتلات داخل صفوف العثمانيين تدعو إلى استلام راية العالم الإسلامي ولعب دور الزعامة الإسلامية، من أجل وقف محاولات الأسبان و البرتغاليين الاستيلاء علي بلاد المغرب العربي، وهجمات البرتغاليين على المناطق الجنوبية من شبة الجزيرة العربية  في المنطقة الواقعة مع الحدود الأثيوبية و الصومالية التي كانت منطقة نفوذ للبرتغاليين آنذاك، وذلك شكل تهديد لأمن و استقرار المنطقة بالكامل.


وفى النهاية تمكن العثمانيين من ضم الدول العربية الواحدة تلو الأخري عن طريق التعامل مع كل دولة حسب ميولها وأفكارها وحضارتها، واعتمدت في ذلك على تعيين والي على كل بلدة ولاءه الكامل لخليفة المسلمين العثماني، ويتم تغيير هذا الوالي كل ثلاثة أعوام، وكانت مهمته تقتصر فقط علي جمع الزكاة لبيت المسلمين و"إتاوات"، وترك الشئون الداخلية للبلاد لأصحابها، وبهذا  تضح حقيقة احتلال الميلشيا العثمانية للدول العربية ، التي كانت أهدافها أبعد من ما طرحوه على العرب من حمايتهم للدين الاسلامي والأراضي المقدسة الإسلامية منها والمسيحية  .