وداعًا "معبودة الجماهير"

منوعات

الفنانة الراحلة شادية
الفنانة الراحلة شادية


■ واجهت خيانة فريد الأطرش لها بزواج سريع وفاشل من مهندس صوت الإذاعة.. ومصطفى أمين تزوجها سرا

■ عاشت أسعد لحظاتها مع صلاح ذو الفقار.. وطلبت الطلاق بعد إهماله لأولاده.


نستكمل فى هذا العدد ما تبقى فى جعبتنا من أحاديث عن دلوعة الشاشة، حبيبة مصر، شادية النيل، توقفت العدد الماضى بوعد عن استكمال حديث الحب فى حياتها، بعدما كتبت عن عماد حمدى وكمال الشناوى.

وفى هذا العدد نتحدث عن قصة حبها الشهيرة بفريد الأطرش، والتى وصلت فيها لدرجة العشق، أحبت شادية فريد بجنون.. وبادلها الأطرش تلك المشاعر، واتفق الاثنان على الزواج، وتكاد تكون قصة الارتباط خطوبة رسمية، تمت ترجمتها على الشاشة فى فيلم وحيد «أنت حبيبى»، وهو أحد كلاسيكيات الأفلام الاستعراضية الكوميدية التى جمعت بين فريد وشادية فى أوج مجدها الفنى.

وتضمن الفيلم ألحانا خفيفة الظل للثنائى، ووصل الأمر بفريد الأطرش أنه لم يكن يثق برأى أحد إلا رأى شادية فى ألحانه، وعندما كان أى مطرب يريد أن يغنى من ألحان فريد لم يكن هناك من يقنع الأخير إلا شادية، وذات يوم.. لحن فريد «يا واحشنى رد عليا إزيك سلامات»، وكان يدندن بها فى نقابة الموسيقيين لشادية.

وبينما كان يجلس معهما المطرب الراحل محرم فؤاد أعجب باللحن، فطلب من فريد أن يعطيه له، فرفض وقال له أنه سيغنيه ضمن أحداث فيلم سيدخل فى تصويره، حينها عرف محرم فؤاد من الذى سيؤثر عليه، فانتهز فرصة ذهاب فريد بعيدا عن شادية وأخذ يرجوها أن تتوسط له عند الأطرش أن يعطيه اللحن حتى يغنيه، وبالفعل لما عاد فريد للجلوس وطلبت منه شادية ذلك بكل سهولة ولم يرد طلبها.

وقال لمحرم فؤاد وسطت من لا أستطيع أن أرد لها طلبا، حلال عليك، احفظه وادخل سجله ومع أول حفل غنيه، ووصل الأمر بفريد وشادية أنه كان يمارس عليها طقوس التحكم على طريقة «سى السيد الشرقى» قبل الزواج، وكانت راضية وسعيدة، فكان يأمرها بعدم الخروج من البيت إذا كان مسافرا خارج مصر، طالما هو غير موجود لاصطحابها، إلا إذا كان تصوير فيلم أو تسجيل أغنية.

وكان قبل سفره يطلب منها أن تعطيه خط سيرها، وإذا طرأ جديد تتصل به فى البلد الذى هو به لتخبره، وخلال تلك الفترة كان التليفون الدولى فى ستينيات القرن الماضى صعبا جدا، مثل طلوع القمر، وعندما كانت تستقبل أحدا فى بيتها من الملحنين والمؤلفين والمنتجين أو متعهدى الحفلات، كان عليه الحضور، أو إذا كان مشغولا كانت تتصل به تأخذ الإذن أولا، لاحظوا قوة الارتباط والعشق والرغبة فى تكوين حياة زوجية لقطبين من أقطاب الفن المصرى.

وذات يوم سافر فريد لبيروت، بعدما اتفق مع شادية على موعد عقد القران والزفاف، وقال لها إنه سيذهب لإخبار أسرته هناك ودعوتهم، سافر فريد ولم يعد فى ميعاده، وأخذت شادية تتصل به دون جدوى، فعلمت أن شقيقه فؤاد الأطرش أقنعه بعدم الزواج منها، والسبب إيه؟.. لا تتخيلوا ما السبب، أقنعه أنها ليست أميرة ولا من نسل أمراء حتى يرتبط بها ويتزوجها، رغم أن فؤاد كان متزوجا قبلا الممثلة الشهيرة بالخمسينيات إيمان، والتى شاركت فريد الأطرش بطولة فيلم وشاركت عبدالحليم حافظ أيضا وكمال الشناوى وسعد عبدالوهاب، وشادية والدتها كانت تركية ووالدها كان يعمل بالخاصة الملكية للملك فؤاد، وظل بها حتى وفاته.

هذا يعنى أن عائلتها ذات حسب ونسب «زى ما بنقول»، لكن فؤاد الأطرش كان ذا تأثير غريب على شقيقه فريد، ربما كان لا يريد له الزواج والاستقرار والإنجاب؛ لأنه الدجاجة التى تبيض له ذهبا وكان يسيطر عليه، أقنعه بالعدول عن حبه وفكرة الاستقرار، كما كان أيضا السبب فى الوقوف بين فريد وسامية جمال حتى لا يتمكن الاثنان من الزواج، بعدما ارتبطا ببعضهما عشر سنوات.

صدمت شادية صدمة كبيرة، ألزمتها بيتها ودخولها فى نوبة اكتئاب شديدة، وبكبرياء المرأة وعنفوانها وحالة التخبط النفسى الذى كانت فيه نتيجة ذلك الزلزال النفسى، قررت وقبل أن يعود فريد من لبنان أن تتزوج من مهندس الصوت بالإذاعة، والذى كان معجبا بها، عزيز فتحى، وربما كانت تلك الزيجة السريعة جدا والتى لم يكن داخل شادية مشاعر لها مجرد معاندة وكبرياء المرأة، ما جعلها تنتهى سريعا؛ لأنها كانت ردا على صفعة فريد الذى خانها بالتخلى عنها بعد قصة الحب العظيمة، فطلبت الطلاق من عزيز، الذى كانوا ينادونه عز، فرفض وتحت الإلحاح طلب أموالا كثيرة منها حتى يطلقها وبالفعل حصل على ما طلب.


1- قصة زواج شادية السرى من مصطفى أمين

عندما يقوم النقاد برصد الحياة العائلية والزواج لشادية يعددون لها ثلاثة أزواج، هم: عماد حمدى ومهندس الصوت عزيز فتحى وصلاح ذو الفقار، ولا يقتربون أبدا من قصة الزواج السرى لها مع الكاتب الكبير الراحل مصطفى أمين، الذى لم يكن يعلم أحد أنه كان مرتبطا بقصة حب كبيرة مع أم كلثوم، تمت ترجمتها على الشاشة بكتابته لها فيلم فاطمة.

ولكن مصطفى أمين، الذى اعتبره البعض، نتيجة لما كانوا يرونه أمام أعينهم، مستشار أم كلثوم الفعلى، الذى تأخذ رأيه فى كل صغيرة وكبيرة تخص فنها وألحانها، لكن خلف ذلك كان هناك زواج سرى.. دام عشر سنوات، كانت أم كلثوم ترفض الإفصاح عنه خوفا على مكانتها الفنية، وكان وقتها مصطفى أمين مازال شابا صغيرا، ولم يكن فى مكانة أم كلثوم التى احتلتها وقتها.

ومرت الأيام وكتب مصطفى أمين فيلم معبودة الجماهير، يحكى عن نجمة كبيرة فى الغناء، فى عنان السماء، وعن شاب كومبارس يعشقها، وكان يحلم بمجرد الإفصاح لها عن حبه، وتقوم باكتشافه وتعطيه الفرصة، ويتدخل أحد زملائها فى الفن بالتفريق بينهما وينفصلان، حتى تعرف فى النهاية وتنتهى بالزواج، وهو ما تم تجسيده بالفيلم الذى يحمل ذات الاسم والذى جسدته شادية وعبدالحليم حافظ.

أما الواقع.. فإن تلك القصة كتبها مصطفى أمين، عن علاقته بأم كلثوم، وكيف أنها رفضت إعلان الزواج، الذى دام عشر سنوات، لأنه ليس من مقامها، وتمر الأيام ويصبح هو فى مكانة كبيرة لا تقل عنها ولكن فى مهنته، وذات يوم.. طلب المخرج حلمى رفلة الذى كان يوما ما «ماكيير» واكتشف شادية وقدمها لمحمد فوزى، من مصطفى أمين أن تكون القصة بين مطربين وليس فنانة وكاتب، حتى يتم وضع الأغانى ويجسد مطرب ومطربة العمل والغناء، ووافق أمين بشرط.. أن تكون البطلة شادية.

وبالطبع لم يمانع حلمى رفلة الذى يحب التعامل معها، وقتها لم يكن يعلم أحد أن زواجا سريا كان بين شادية ومصطفى أمين، فقط كان يرى الوسط الفنى أن قصة حب تجمع بين نجمة الغناء ونجم صحافة الأخبار، ليقول القدر كلمته، ويكتب مصطفى أمين قصته مع أم كلثوم زوجته الأولى من الوسط الفنى، لتجسدها بعد سنوات زوجته الثانية أيضا من الوسط الفنى، فى فيلم كبير، والمطربتان كان زواجهما سريا.

وكثيرا ما سافرت شادية ومصطفى أمين وعدد كبير من أهل الوسط الفنى فى رحلات، ما بين سوريا والسودان والتصييف فى المنتزه، وكانت قلة قليلة جدا على أضيق الحدود، هى التى تعلم بزواج مصطفى أمين وشادية، أمثال حلمى رفلة وحسين هيكل وعبدالحليم حافظ.


2- حل للغز.. لماذا ضحت شادية بسعادتها مع صلاح ذو الفقار؟

أما زواج شادية وصلاح ذو الفقار فجاء بعد قصة حب عنيفة أيضا، حيث كانت شادية رومانسية جدا، وتجسدت هذه الحياة الزوجية فى عدة أفلام على الشاشة الفضية، فى مراتى مدير عام وكرامة زوجتى وغيرها من الأفلام المعروفة، وذات يوم وبينما الحياة وردية بين صلاح وشادية إذ بها تطلب منه الطلاق، فيجن جنون صلاح.. ليه يا ستى؟، لتقول: أولادك أولى بك، أرى أنك دائم الانشغال بالعمل وبى، ولا يأخذون جزءا من وقتك، أرى أنى أخذتك منهم يا صلاح، أولادك أشد احتياجا لك منى، وأصرت الحنونة الرقيقة أن تضحى بحياتها الهنيئة السعيدة وأنجح زيجاتها من أجل أولاده، شادية يا بشر.. ونكمل عن شادية فى عدد لاحق حتى لا يمل القارئ الكريم منا.