منال لاشين تكتب: أهم 6 أسرار لم تنشر فى 2017

مقالات الرأي



وزير الصناعة استعان بأصدقاء والده لحل أزمة قانون الاستثمار

■ وزير الأوقاف طلب من الدعاة ألا يشعلوا حماس المصريين تجاه القدس خوفًا من المظاهرات

■ جهة عليا تدخلت لوقف هجوم الإعلام على طارق عامر خشية من إصراره على الاستقالة


أيام وتنتهى سنة كبيسة جدا جدا زاد فيها سعر كل شىء إلا سعر الإنسان المصرى نفسه وطبعا الجنيه. هذا عام طحن فيه المصريون ولم يجاهروا بالصراخ لأن الفقر والضغوط سحبت منه حتى القدرة على الصراخ.. كل الأحاديث من المقاهى للنوادى وأماكن النخبة تدور حول ارتفاعات الأسعار وأخبار ليلة الخميس السوداء.. كل رفع أسعار.. كل خفض للدعم كان ليلة الخميس. وكل مرة تطلق الحكومة أحد هذه الأخبار السوداء كانت تقول إنه يصب فى المصلحة العامة.. ولذلك أطلق المصريون على ليلة الخميس ليلة الصب، هكذا كان حال معظم المصريين خلال هذا العام الذى يجب أن نودعه بمنتهى السرعة.

ولكن عام 2017 كان عاما حاسما فى عالم النخبة السياسية تغيرت خريطة النفوذ فى الحكومة وحسمت صراعات وارتفعت أسهم مسئولين وانخفضت أسهم آخرين. فى السر وفى جلسات مغلقة شهد عام 2017 مؤامرات سياسية وتدخلات من جهات عدة لضمان استقرار الأمور فى مصر المحروسة. وعلى جانب آخر هناك سر برلمانى احتفظنا به حرصا على مصلحة بعض النواب الوطنيين.


1- السر فى بير

مع تصاعد أحداث تيران وصنافير وإصرار مجلس النواب على مناقشة وتمرير الاتفاقية رغم وجود حكم قضائى. فى هذه الأجواء المشحونة اجتمع نواب 25/30 ، وهم مجموعة المعارضة المنظمة فى البرلمان. وكان اقتراح تقديم استقالتهم على رأس الاقتراحات. وساعتها قرروا أن يكتبوا استقالة جماعية وأن يحتفظوا بالاستقالة لدى أحدهم. كتبت هذه القصة وحرصت على ألا أكتب اسم النائب المؤتمن على الاستقالة الجماعية للنواب. ولكن بعد أن انتهت أزمة الاستقالة نكشف اسم النائب الأديب الكبير والوطنى الكبير يوسف القعيد.. والذى وضع الاستقالة فى خزنة بمنزله. تحسبا لأى موقف أو تصعيد يستدعى تقديم الاستقالة. وعلى فكرة قضية تيران وصنافير لم تنته بعد فهناك حكم جديد من المحكمة الدستورية العليا بعدم جواز التنازل عن الأرض بقرار إدارى لأن التنازل عن الأرض لا يعد عملا من أعمال السيادة.


2- نصيحة أصدقاء الوالد

وزير الصناعة والتجارة المهندس طارق قابيل قابل عثرات عديدة فى عام 2017. المثير أن المتاعب جاءته ممن حسبهم أصدقاء. باختصار أكبر أزمات طارق قابيل كانت من نيران صديقة. فخلال إقرار قانون الاستثمار فوجئ طارق قابيل بوزيرة الاستثمار والتعاون الدولى سحر نصر تخطف كل صلاحيات وزارة الصناعة والتجارة. واكتشف قابيل أن القانون لو مر بهذه الصورة فمن الأفضل أن نغلق وزارة التجارة والصناعة بالضبة والمفتاح. قابيل كان يشعر بالصدمة من موقف الوزيرة سحر نصر لأنه كان يعتبرها أحد أصدقاء العمل المقربين. قابيل قرر أن يقاتل فى سبيل الحفاظ على صلاحياته واستعان بنصائح وعلاقات والده. وقد لا يعرف الكثيرون أن والد الوزير رجل ذكى وذو علاقات وحكمة فهو اللواء محمد عبدالعزير قابيل من أبطال أكتوبر وكان رئيسا لنادى الزمالك. طارق قابيل حكى الأزمة لأحد الأصدقاء أو بالأحرى تلاميذ والده. وطلب تدخل إحدى الجهات العليا لفض الاشتباك بينه وبين سحر نصر. وبالفعل استطاع قابيل أن يوقف زحف سحر نصر فى حصد كل الصلاحيات بما فى ذلك صلاحيات رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل.وقد ساند موقف قابيل رئيس الحكومة بالفعل. قابيل طلب دخول إحدى غرف مجلس الوزراء بمفرده وأجرى بعض الاتصالات التى ساعدت على نقل وجهة نظره وبقية الوزراء المعترضين على منهج سحر لجهات عليا. وإذا كانت علاقة سحر وطارق المهنية قد تأثرت جدا بالخلاف حول قانون الاستثمار، فإن عام 2017 شهد توطد علاقة الصداقة بين الوزيرتين غادة والى ونبيلة مكرم عبيد. تخرجان معا وتتبادلان الاحتفال بأعياد ميلادهما. والأهم الذهاب معا لتشجيع المنتخب المصرى فى مبارياته داخل مصر.وبذلك يكتمل ثلاثى الوزيرات الصديقات غادة ونبيلة وهالة السعيد.


3- أزمة طارق عامر

محافظ البنك المركزى طارق عامر تعرض فى هذا العام لأزمة صحية كبرى وعرفها الجميع عندما سافر المحافظ إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية فى المفصل. ولكن ما لا يعلمه الكثيرون هى الحملة الشعواء التى تعرض لها الرجل وهو مريض وخارج البلاد ولا يستطيع الرد أو النفى. فقد انتشرت أخبار كاذبة حول رحيله من البنك المركزى أو بالأحرى من منصبه وأخبار أخرى عن المرشحين لخلافته. وتدخلت جهة عليا بشكل حاسم خلال سفره وطلبت من الإعلام تخفيف الحملة عن محافظ البنك المركزى، بل إن هذه الجهة تولت نفى خبر استقالة أو إقالة المحافظ وكانت الجهة تخشى أن تدفع بطارق وهو فى هذه الظروف للاستقالة وترك منصبه. طارق عاد من رحلة العلاج غاضبا، ولإثبات قدرته على العمل حضر محافظ البنك المركزى أحد المؤتمرات فور وصوله من رحلة العلاج. بحسب تحريات الجهة العليا فإن الحملة على المحافظ كان وراءها رئيس بنك خاص يطمع فى منصب المحافظ واستغل فرصة مرض المحافظ وسفره للخارج.


4- تعليمات القدس

وزارة الأوقاف كانت حريصة على الاجتماع بالشيوخ وأئمة المساجد فور إصدار ترامب قراره بنقل السفارة الأمريكية للقدس. مسئولون بالأوقاف ظلوا يتحدثون عن الأهمية التاريخية للقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين. وطالبوا الأئمة بتخصيص خطبة الجمعة فى كل المساجد إلى قضية القدس، ولكن المسئولين طلبوا من الأئمة طلبا إضافيا وهو ألا تصل بهم الحماسة للقدس إلى تسخين المصلين خوفا من اندلاع مظاهرات فى الشوارع، وبالطبع كانت الدعوة إلى نصرة القدس لا تتضمن الخروج فى مظاهرات. فالمظاهرات غير مطلوبة، حتى لو كانت لنصرة القدس. بعض خطباء المساجد حذروا المصلين من المظاهرات بشكل علنى ومباشر.


5- مخاوف ليلى

الفنانة ليلى علوى كانت تستعد خلال هذا العام لتقديم أولى تجاربها فى تقديم البرامج التليفزيونية. ليلى كانت ستقدم البرنامج الحوارى على قناة (دى إم سى) وتم الاتفاق على جميع التفاصيل الفنية والمالية. ليلى استشارت كلا من يسرا وإلهام شاهين وطلبت منهما الظهور معا معها فى إحدى حلقات البرنامج.وبالفعل وافقت كل من يسرا وإلهام على الظهور معا إكراما لصداقتهما مع ليلى. ولكن ليلى خافت من التجربة وتراجعت فى اللحظات الأخيرة عن خوض تجربة تقديم البرامج. نفس الأمر تكرر مع يسرا ولكن يسرا لم تتخذ خطوات كثيرة ورفضت عرضا سخيا من (دى إم سى) لتقديم برنامج.


6- شلة الجارحى

وزير المالية عمرو الجارحى حدثت تغييرات سياسية فى علاقاته بالوزراء. فقد أصبح الجارحى أكثر خبرة سياسية وبدأ فى تجميع عدد من الوزراء حوله يأخذون نصائح منه فى أزماتهم خاصة مع الإعلام. الجارحى تطوع خلال العام بالتدخل لدى إعلامين ومذيعين ورؤساء تحرير لشرح مواقف زملائه الوزراء حتى يساند الإعلام الوزراء. شلة الجارحى بدأت بثلاثة وزراء.

آخر موقف سرى لوزير المالية كان الشهر الحالى.عندما طلب الجارحى من الدكتورة عبلة عبداللطيف إلغاء ندوة. وكانت الندوة التى ينظمها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية حول مشروع قانون التمويل متناهى الصغر. الجارحى كان غاضبا من مناقشة مشروع القانون قبل أن تتخذ الحكومة موقفا نهائيا من مشروع القانون.وبالفعل استجاب المركز لطلب الوزير وتم تأجيل الندوة لأجل غير مسمى.