أحمد درويش يكتب.. صلاح "العريس" ونظرية "بابا والتوريث"

الفجر الرياضي

أحمد درويش
أحمد درويش



تعودنا في مصر في السنوات الكثيرة الماضية على التوريث في العديد من الوظائف التي امتدت إلى منصب الوزير ومنهم من نجح ومنهم من فشل، ولكن في كرة القدم الوضع متغير تماماً فالساحرة المستديرة قادرة على فضح كل أبناء التوريث فالموهبة وحدها فقط هي من تفرض صاحبها داخل البساط الأخضر فلا يستطيع الأب مهما كان نفوذه أن يفرض نجله على الجماهير وهو دون الموهبة .  

وعلى مستوي تاريخ الكرة المصرية لم ينجح أبناء النجوم كثيرا عدا بعض الأسماء الرائعة أمثال المونديالي هشام يكن نجم دفاع الزمالك ومنتخب مصر  والثعلب الصغير حازم إمام امبراطور جيله  والجناح الرائع عمر جابر والموهوب محمد صلاح أبو جريشة فاكهة الدروايش في جيل التسعينيات ومطلع الألفية  وكذلك المشاغب أحمد عيد عبد الملك  وعدا ذلك لم ينجح الكثيرون في رحلة كرة القدم مثل نجاح آبائهم وعلى رأسهم أحمد صلاح حسني وعمر ربيع يس وكريم حسن شحاته قبل انتقاله للإعلام وعمر إسماعيل يوسف ومحمد شوقي غريب وأجاد البعض ولم يكن سيئاً أمثال أحمد شديد قناوي وأحمد أيمن منصور . 

ولكن يبقى شريف إكرامي حارس الأهلي هو النموذج الأكبر في التوريث فحارس الأهلي الحالي لم يستطع أن يصل لحجم والده الكبير وحش أفريقيا  رغم حصوله على الفرصة كثيرا مع المارد الأحمر خلال السنوات الماضية بل كان بالإمكان أن يكون الحارس الأول لمنتخب مصر دون منافس في ظل حراسته عرين النادي الأكبر في مصر وأفريقيا وكذلك تقدم عمر الحارس الأسطوري عصام الحضري ولكن لأن الموهبة فقط هي من تفرض نفسها خاصة في مركز حراسة المرمي فشل إكرامي في الحصول على ثقة جماهير الأهلي بعدما تسبب في الكثير والكثير من الأخطاء التي دفع النادي الأهلي وجماهيره الثمن غاليا . 

خلاصة القول أن التوريث لا ينفع كثيراً في كرة القدم وفشل فيه أبناء نجوم عالميين لم يرتقوا لما قدمه الأباء، لذلك يعاني النادي الأهلي كثيرا من التجربة المريرة مع شريف إكرامي وأصبح مطلباً شعبياً أن تبحث الإدارة عن حارس أو حارسين مع محمد الشناوي للذود عن العرين الأحمر خلال السنوات المقبلة ويبقي صاحب الموهبة دائما هو الأبرز مثلما جاء محمود الخطيب ومحمد أبو تريكة وأخيراً محمد صلاح " العريس" المنتظر للفوز بجائزة أحسن لاعب أفريقي وهم الثلاثي الأعظم في تاريخ الكرة المصرية بعيداً عن نظرية " بابا ساندني " وفرض الأبناء ومنبالعافية بقوة الأباء. 

في النهاية .. أخشى على الكرة المصرية أن تكرر السيناريو وتدفع الثمن من جديد.