طارق الشناوي يكتب: لن تعثر على إجابة؟

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


مادام الأمر يتبع جهات سيادية فإن المعلومات شحيحة جداً، والنشر محفوف بالمخاطر، والكل يتحسَّس كلماته.

أتحدث عن فيلم «سرى للغاية» وعلاقة السيناريست وحيد حامد بالمشروع الذى كان يحمل فيما سبق اسم «أيام الثورة والغضب».

كتب «وحيد» السيناريو كاملاً، هل اعتذر مثلاً بسبب تعديلات رفض إجراءها، لن تعثر على إجابة، سبق لـ«وحيد» أن حذف اسمه من فيلم «قصاقيص العشاق» للمخرج سعيد مرزوق عندما وجد المخرج يضيف من عنده مشاهد لم يكتبها، طبعاً الأمر هنا له بُعْده الفكرى والسياسى وليس فقط الفنى، هل حقاً حذف اسمه نهائياً أم سيكتب بطريقة ما ترفع عنه الحرج السياسى والفكرى؟.

سألت «وحيد» بعد القضية التى أثارها الفريق سامى عنان بخصوص رفضه تجسيد الفنان أحمد حلاوة دوره فى الفيلم، بعد أن كان المرشح فى البداية هو الراحل مظهر أبوالنجا، ومن الممكن أن تلاحظ من الترشيحين أن المقصود هو فنان كوميدى لإثارة الضحك على أو من «عنان»، ما سمح «وحيد» بنشره وبرسالة «واتساب»: «أولاً ليس لدىَّ من الأصل سيناريو اسمه (سرى للغاية). ثانياً أنا لا أتذكر أنى تعرضت فى أى عمل قمت بكتابته لاسم الفريق عنان الذى أحمل له كل الاحترام. ثالثاً أنا مسؤول عما أكتبه فقط». انتهت كلمات «وحيد»، وأظن أن تلك الإجابة كافية للتدليل على أن هناك تباعداً سياسياً وفكرياً مع «سرى للغاية».

من المنطقى أن يُنسب السيناريو لمخرج الفيلم محمد سامى، مادام الغموض لايزال مسيطراً على الموقف، المؤكد أنه ليس للرقابة على المصنفات الفنية أدنى علاقة بالسيناريو، فهو يخضع لجهات عليا هى التى تتولى المتابعة والتصريح بالتصوير.

تشير كل الشذرات التى نقرؤها عن الفيلم إلى أنه يتناول ثورة 30 يونيو، ولا أدرى كيف يبدأ بثورة 30 دون أن يتوقف أمام أسباب ثورة 25 يناير، هناك دائرة قريبة من السلطة تنفى عنها أنها أساساً ثورة بل تنعتها بـ«المؤامرة»، فكيف يوثقها الشريط السينمائى؟، وهل يمكن لفيلم سينمائى تنتجه الدولة أن يخالف الدستور الذى أقر بشرعية 25 يناير؟.

من بين الإجابات الغامضة ما قاله خالد الصاوى الذى يؤدى دور خيرت الشاطر، فى حواره المنشور أمس بجريدة «الوطن»، عندما سأله الزميل خالد فرج عن حقيقة أن وحيد حامد رفع يده عن الفيلم، حيث أجابه مقاطعاً: «لأسباب مرضية»، ولا أدرى كيف يتحدث فنان بحصافة الصاوى بكل هذه الثقة عن أسباب اعتذار لم يشأ صاحبها أن يعلنها صراحة.

«وحيد» يمارس نشاطه الطبيعى وصعد على خشبة المسرح مترجلاً لتسلُّم جائزة «الإنجاز» فى مهرجان دبى، وألقى كلمة موجزة لكنها كانت تكفى للتدليل على أنه لايزال قادراً على المشاغبة، بالتأكيد من حقه أن يختار التوقيت الذى يعلن فيه موقفه من الفيلم.

كتبت من قبل وتلك لاتزال قناعتى أن شخصيات مثل الفريقين سامى عنان وأحمد شفيق محيران فى تناولهما؛ لأن الموقف الرسمى والشعبى متغير تجاههما، كما أن موقف السلطة السياسية من حسنى مبارك يحمل غموضاً.

الكثير من الفنانين شاركوا بالتمثيل: أحمد السقا فى دور الرئيس السيسى، ونبيل الحلفاوى «المشير طنطاوى»، ومحمود حميدة «بديع»، وأحمد رزق «مرسى»، ومحمد رمضان فى شخصية خيالية.

لا أتصور أن الدولة ستسمح بتداول الشريط جماهيرياً بمجرد الانتهاء من تصويره، هناك جهات عديدة سينصت لها الجميع، إنه فيلم يتحرك على «حد السيف»!!