كنيسة إيطالية تتحدى التطرف.. وتتبرع بجزء من أرضها لبناء مسجد

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


كشف تقرير أعدته صحيفة "التايمز" الأمريكية، عن تخصيص الكنيسة الكاثوليكية في مدينة فلورنسا الإيطالية، جزءًا من أرضها تبيعها لمسلمي المدينة، لإنشاء مسجد عليها ليكون أول مسجد داخل فلورنسا.

 

وشهد القرار معارضة شديدة من بعض السكان المحليين، لكن أسقف مدينة فلورنسا، صرح بأن لكل شخصٍ الحق في مكانٍ لائقٍ يمارس فيه شعائره الدينية، في وقت تعارض فيه السلطات المحلية بناء مساجد جديدة قبل عقد من الزمن.

 

بل امتد الأمر لتسيير مجموعةٌ من أعضاء المجالس المحلية في مدينة بادوفا خنزيراً في موقعٍ كانت تعتزم بناء مسجدٍ فيه، لاستفزاز مشاعر المسلمين هناك وتدنيس الموقع بحد زعمهم، وهو ما رفضته الكنيسة بالمدينة

 

ونقلت "التايمز" قول لورينزو فيدينو، الخبير في قضايا التطرف بجامعة جورج واشنطن الأميركية: "من الشائع بين قساوسة إيطاليا فتح أبواب الكنائس أمام المسلمين ليتعبدوا فيها عندما تُخرَّب المساجد أو تُحرق. قارن ذلك بموقف أشخاصٍ مثل ماتيو سالفيني، رئيس حزب رابطة الشمال، وبموقف اليمين الإيطالي بشكلٍ عام، الذي يعتقد أنَّ الكنيسة تخون المسيحية بدعمها لوجودٍ أكبر للمسلمين في إيطاليا".

 

ويذكر أن اتفاقٍ وُقِّع العام الماضي بين الحكومة الإيطالية واتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا، من أجل السماح بأداء شعائر صلاة الجمعة وقراءة القرآن في إيطاليا، والسعي لدمج مسلمي إيطاليا البالغ عددهم 1.7 مليون في المجتمع بشكلٍ أفضل.

 

وهنا علق "فيدينو"، بأن الشكوك تحوم حول تمويل تعاون اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا، وتلقيهم مبلغ 33.3 مليون دولار من جمعيةٍ خيريةٍ دينيةٍ، ولديهم علاقات واسعة بمتطرفين ذوي آراء متشددة تجاه الأديان الأخرى".

 

ورد عز الدين الزير، إمامٌ بفلورنسا، ورئيس اتحاد الهيئات، إنَّه لا يوجد سوى عددٍ قليلٍ من المساجد اللائقة لأداء العبادات، واعتاد المسلمون أداء صلواتهم في ما يقرب من 800 مكان غير رسمي بالغرف الخلفية في مختلف أنحاء إيطاليا.

 

وأضاف "الزير"، أن تلكا لخطوات تدفع مسلمي للغرب للتعايش والاندماج، وأن صفقة المسجد ربما توقع في ديسمبر الجاري، مطالبا السياسيين بالسماح للمسلمين ببناء المزيد من المساجد اللائقة.