"قصر الحصن".. حكاية مكان له تاريخ

منوعات

قصر الحصن
قصر الحصن


يرجع بناءه إلة القرن الـ18، وهو واحد من أقدم الأبنية التاريخية القائمة في مدينة أبو ظبي، وجاء بناؤه بأمرٍ من الشيخ شخبوط بن ذياب آل نهيان الذي اتّخذه كمقر له ولأسرته، وكان ذلك في عام 1793م يتموضع قصر الحصن داخل أسوار المجمع الثقافي في قلب مدينة أبو ظبي في إمارة أبو ظبي.

ويتألّف البناء من حصن كبير وبرج مراقبة، كما يشتمل الحصن على برجين يتخذان الشكل الدائري وآخرين مربعين الشكل، كان يحظى هذا القصر بأهميّةٍ بالغة في السبعينات من القرن الثامن عشر حيث كان كخطٍّ دفاعي عن المنطقة.

ومن ثم حصناً منيعاً لحماية الشواطئ البحرية خلال الفترة التي كانت بها المنطقة خاضعةً لحكم قبيلة بني ياس التي تنحدر منها سلالة آل نهيان. 

اتخذ الشيخ شخبوط من قصر الحصن مقراً رسمياً له ولحكمه خلال الفترة الممتدة ما بين 1793-1816م، ومنح الحصن للعائلة المالكة مكانةً سياسية، وبالإضافة إلى ذلك شكّل خط دفاع أول عن الناس عند اندلاع النزاعات. 

كما أصبح مقرّاً لتجمّع الناس لمقابلة الحكام وطرح مشاكلهم على الحكام، إلا أن الفترة التي تلت فترة حكم الشيخ شخبوط شهدت تراجعاً ملحوظاً نتيجة اندلاع مشاكل دولية نتيجة وقوع الخليج العربي ضحيةً لعمليات قرصنة كثيرة بعد أن أصبح طريقاً تجاريًا.

لجأت منطقة الخليج العربي إلى ابرام اتفاقية مع البريطانييّن في عام 1820م سعياً لاستعادة الأمن والسلام البحري، والقضاء على النزاعات والصراعات بين القبائل مقابل عقد اتفاقيات بعدم السماح بالتدخل بأيّ أمور داخلية للجزيرة.

الأمر الذي ساهم مع تقدم الزمن إلى إقامة الإمارات المتصالحة وحالياً الإمارات العربية المتحدة. يُشار إلى أنّ قصر الحسن كان المبنى الوحيد في تلك الفترة المبني من الحجارة، إلا أن سكان المنطقة كانوا يقطنون الأكواخ البرستي.

وفي عام 1892م تم إجراء بعض التعديلات على الهدنة الأبدية، وأخضعت الحكومة البريطانية منطقة الإمارات المتصالحة لحكمها. 

عانت المنطقة بالتزامن مع اندلاع شرارة الحرب العالمية الأولى من البطالة المزمنة التي نجمت عن التراجع الملموس في تجارة اللؤلؤ الناجمة عن تطوير اليابان للؤلؤ الزراعي، إلا أنّ الفترة المحصورة ما بين الحربين العالميتيّن كانت نقطة ازدهار بالنسبة لها نتيجة اكتشاف آبار للنفط في عام 1939م.