وداعًا «معبودة الجماهير».. «دفتر أحوال» الحب والوفاء فى حياة شادية

منوعات

شادية
شادية


تزوجت عماد حمدى وتكفلت برعايته بعد الطلاق وحتى وفاته.. أحبت كمال الشناوى فتزوج أختها.. ساعدت بليغ حمدى فى الوصول لوردة تبنت موهبة خالد الأمير وعمار الشريعى وتنبأت بعالمية موسيقى «رأفت الهجان»


يعتقد كثيرون أن الراحلة شادية كانت لا تغنى إلا من ألحان كبار ملحنى مصر، أمثال بليغ حمدى وعبدالوهاب ومنير مراد ومحمد الموجى، ولكن إذا دقق القارئ العزيز سيجد أن شادية اكتشفت وهى النجمة المتربعة على عرش الغناء ملحنين مغمورين، كان كل حلمهم أن يغنى مطرب أو مطربة درجة ثانية لحناً من ألحانهم، حتى قرأوا اسمهم مكتوبا على اللحن الذى غنته حنجرة شادية، لتتغير خريطة حياتهم.

هذا حدث مع كثير، ونضرب مثالاً باثنين أصبحا فى عالم التلحين مدرستين، بل إن أحدهما غيَّر من «رتم» الموسيقى العربية، وأصبحت ألحانه عالمية، والثانى ألحانه أصبحت مثل التراث، وهما خالد الأمير وعمار الشريعى، أما قصة خالد الأمير فأرويها على لسان من كان شاهداً على أول لقاء تعارف بينهما، وهو الفنان سمير صبرى، حيث يروى أنه كان مدعوا مع شادية وعدد كبير من أهل الفن فى بيت الكاتب الراحل أحمد رجب، وفى هذه الليلة طلبت شادية من سمير أن يوصلها لمنزلها بسيارته، وكان معهما شاب اسمه خالد الأمير، الذى دعاه أحمد رجب فى سهرته بالبيت، لعله يجد فرصة وتستمع له شادية أو أحد المدعوين الآخرين من أهل المهنة، مثلما نجد بالضبط السيناريست يكتب تلك المشاهد فى فيلم قديم، وكثيراً ما كان هذا المشهد فى أفلام عبدالحليم حافظ، مثل حكاية حب ليبحث عن فرصة له فى بيت شهير، وفى فيلم «أيام وليالى» مع آمال فريد وفى «شارع الحب» مع صباح، يذهب عند المشاهير عله يجد ضالته، ويكتشفه ملحن أو منتج، هذا بالضبط ما حدث مع خالد الأمير، لكن القدر كتب له عدم التوفيق بالحفل، ونزل بعوده حزيناً، فربما كان ذلك خير، وفى الطريق فى الثالثة فجراً، طلبت شادية من سمير أن يقف بجوار كورنيش النيل، حيث أبهرها منظره، ونزلت من السيارة وجلست على الكورنيش، فنزل خالد الأمير بعوده يدندن لها لحنه «اتعودت عليك».

أعجبت شادية باللحن، لدرجة أنها طلبت منه أن يكمله للنهاية، ثم قالت له «مش هسيبك يا خالد، وسأقف بجوارك»، ليولد اسم نجم كبير فى عالم التلحين، مصادفة على كورنيش النيل، فى الثالثة فجراً، على يد شادية، وتبدأ سلسلة الألحان الرائعة لها،«اتعودت عليك»، «رحلة العمر» و«الحب الحقيقى»، وأظن العدد الماضى نشرت كيف أنها تركت أغنية جديدة لها من ألحان خالد الأمير وكلمات صلاح فايز، اللذان كونا ثنائيا كبيرا لهانى شاكر، «كدا برضه يا قمر» حتى يشق طريقه بها، وتوالت نجاحات خالد الأمير بحناجر كبار نجمات مصر، ولعل أشهرها «وحشتنى» لسعاد محمد.

1- حكايتها مع عمار الشريعى

أما حكايتها مع عمار الشريعى، الشاب الضرير الذى يعشق التلحين والعزف، والذى وافق وهو من عائلة كبيرة أن يكون عازفاً خلف شادية وغيرها من أهل الفن، ليشبع شعوره النفسى بالقرب منهم، وما أجملها من متعة، ولم يكن يحلم يوماً ما وهو الشاب البسيط أن يأتى اليوم وتتبدل الكراسى، وبدلاً من أن يكون جالساً خلف المطرب يعزف لحناً من نوتة مكتوبة له من ملحن كبير. لم يكن يحلم أن يأخذ هذا المطرب بيده ويجلسه بالأمام بدل الخلف، ويخرج من حنجرته ألحاناً موقعة باسمه، وهذا ما حدث مع عمار الشريعى وشادية، بعدما عرفها الكاتب والمؤلف مصطفى الدمرانى بعازف الأورج عمار الشريعى، فوافقت بعدما استمعت للحن الذى أصبح الآن من أجمل ما تم غناؤه لمصر «أقوى من الزمان»، وسجلته شادية فى الثامن من فبراير عام 1978، وأول مرة غنته كان فى حفل عيد ميلاد إذاعة صوت العرب فى الرابع من يوليو من ذات العام، ليضرب ويكسر الدنيا، الكلمات جديدة عن التغزل فى حبيبته، وفجأة تطلع هى مصر، فاللحن جديد على الأذن.

لتتوالى ألحان عمار الشريعى لشادية، «الزمان لما صالحنا غير الدنيا لصالحنا» و«نعمل إيه مين بجاهه أو بمال غيّر الريح فى اتجاهه وبدل المكتوب عليه»، لحن يقشعر له البدن، وأنت عزيزى القارئ تستمع إليه، وهاتان الأغنيتان من فيلم «الشك يا حبيبى»، ثم أغانى «وادينا»، وهى أغنية وطنية، و«ليه كل مرة» من تأليف سيد حجاب، وتتر مسلسل كويتى اسمه «باسم الحب»، تم إنتاجه عام 1983، من كلمات سيد حجاب وإخراج وجدى الحكيم.

وتم بعد ذلك تجميع تلك الأغانى من المسلسل الكويتى وطرحها فى ألبوم للأطفال عام 1984، اعتقد البعض أن شادية غنته خصيصاً للأطفال، ووقتها كان قد ذاع صيت عمار الشريعى بعد الأغنية الأولى له مع شادية «أقوى من الزمان»، ولحن لعلى الحجار تتر المسلسل الأنجح «الأيام»، رائعة طه حسين، وغنى له كبار مطربى مصر مثل مها صبرى «امسكوا الخشب يا حبايب»، وعلى الحجار، ثم أغانى فيلم «لا تسألنى من أنا»، آخر أفلام شادية على الشاشة فى 1984، تلك الألحان التى وما زالت تهز القلوب، ليولد من حنجرة العظيمة شادية اسم واحد من كبار ملحنى الوطن العربى، تحولت ألحانه لـ«رتم» الحياة الوطنية بالعالم الشرقى، اسمه عمار الشريعى، «أقوى من الزمان» اسم لأغنية كانت الأولى عن الوطن، فإذا أرخنا لأجمل 20 أغنية وطنية فى 100 عام لمصر سنجد لشادية لها النصيب الأوفر، بثلاث أغنيات: يا حبيبتى يا مصر، أقوى من الزمان، ومصر اليوم فى عيد، وعندما اعتزلت الراحلة شادية كان من القلائل الذين يتواصلون معها حتى رحيله هو عمار الشريعى، الذى أصبحت ألحانه علامة تجارية، ولا ينسى الشريعى أن أول هاتف دق على بيته يهنأه بتتر مسلسل رأفت الهجان كان فى شادية، حيث قالت له هذا اللحن سيكون عابرا للقارات، واستطردت بدعابة ولكنها لم تكن تعلم أنها الحقيقة التى كتبها الله لذلك اللحن، حيث قالت له هذا اللحن أقوى من الزمان يا عمار، تقصد مزيكا رأفت الهجان، سبحان الله.

2- طلبت من بليغ «العيون السود» فقال لها «اعفينى يا ست الناس»

بدأت علاقة بليغ حمدى بشادية منذ خمسينيات القرن الماضى، وكانت شادية تتنبأ لبليغ أنه سيكون علامة فارقة فى موسيقى مصر، وعرفته بعدد كبير من زملائها فى المهنة، مثل صباح التى تزوجها بليغ حمدى فيما بعد أيام معدودات، وهذا غير منتشر عن صباح وبليغ، فالمعروف عن بليغ حبه وعشقه لوردة، وقد شهدت شادية على بدايات شرارات الحب الأولى بين بليغ ووردة، وكانت من أقرب أصدقاء بليغ، الذى يذهب ويفضفض لها عن عشقه لوردة، وكيف وقفت لجواره عندما رحلت وردة عن مصر، وكيف أنها طلبت من المؤلف الراحل محمد حمزة أن يرافق بليغ للجزائر، ليرى وردة، وهناك وبينما هو يجلس فى انتظار لقائها كتب «وعملت إيه فينا السنين فرقتنا لا، ضيعتنا لا ولا دوبت فينا الحنين السنين، وبحبك أيوه بحبك، قد العيون السود بحبك، وأنت عارف قد إيه حلوة وجميلة العيون السود فى بلدنا يا حبيبى».

عاد بليغ مع محمد حمزة لمصر، وبينما هما عند شادية فى بيتها يحكيان لها ما تم فى لقاء وردة، دندن لها بليغ مشاعره التى كتبها فى مطلع أغنية العيون السود، أدمعت عيون شادية من جمال اللحن والكلمات والإحساس الفياض، وقالت أعطها لى يا بليغ، فرد: اعفينى يا ست الناس، أنا حاسس إن المطلع ده اللى كتبته بقلبى هتغنيه وردة، فردت شادية إزاى وهى متزوجة، وكمان مش بتغنى، فرد: قلبى بيقول لى كدا، وعلى العموم أنا هخلى محمد حمزة يكمل الكلمات والدنيا نصيب، وتشاء الأيام أن مطلع تلك الأغنية التى كتبها ولحنها بليغ تكون أول أغنية تغنيها وردة بعد طلاقها وعودتها لمصر، وتغنيها فى فيلم «صوت الحب»، مع حسن يوسف.

لم تتضايق شادية؛ لأنها تعرف شعور الحبيب والفنان، بل كانت أول عزومة لبليغ ووردة فى بيتها، كما وقفت شادية لجوار بليغ عندما انفصل عن وردة فيما بعد، وغنت شادية لبليغ، ولا قدك ميه يا أبو العين العسلية، أول كلمات لعبد الرحمن الأنبودى لشادية، بعدما عرفها بليغ به، حينما استحضره لحسين كمال ليعيد كتابة حوار فيلم «شىء من الخوف»، الشهير بـ«جواز عتريس من فؤادة باطل»، ذلك الفيلم الذى ألفه الراحل ثروت أباظة، وتم الوشاية لجمال عبدالناصر أنه إسقاط عليه وعلى حكمه، ويروى الراحل عبدالرحمن الأبنودى أنه أول مرة التقى شادية أثناء قراءة الحوار لها وللأبطال، فكانت تبدى تعجبها من اللهجة الصعيدية والمفردات الصعبة التى يجب أن تحفظها وكيف أنها كانت تستجيب بشغف لملاحظاته لها، بأن تفعل كذا وتنطق كذا بحركة كذا أمام الكاميرا، وهو الشاب القادم من أطراف الصعيد أمام فتاة الشاشة الأولى ومعبودة الجماهيرة.

وبعد ذلك طلبت شادية من بليغ أن يحضر لها الأبنودى، لتغنى بحنجرتها «زفة البرتقال والشابة حتة سكرة»، و«آه يا أسمرانى اللون حبيبى الأسمرانى» و«أبو أمر غريب» وكلها من ألحان بليغ حمدى الذى غنت له شادية روائع «الحنة يا قطر الندى» و«قولوا لعين الشمس ما تحماشى» و«خلاص مسافر»، و«آخر ليلة» و«ادخلوها سالمين» و«مكسوفة منك» و«أحبك قوى» و«أنا فين وحبيبى» و«أحن قلب عليا» و«بالهداوة يا حبيبى» و«هنتقابل فى كل مكان» و«سالمة سلامة» و«صفر يا وابور» و«عطشان يا صبايا» و«قال إيه شرابى مدلدل» و«والله يا بنت صحبتى عروسة» و«والله وراح تعب الليالى» و«خاين يا زمانى».

وهذه المجموعة الأخيرة كلمات مرسى جميل عزيز ومن فيلم أضواء المدينة، وفى عز مجد أغنيات «الحنة قولوا لعين الشمس ما تحماشى وخلاص مسافر»، تلك المجموعة الذهبية لحنجرة شادية وتتويج مجد بليغ حمدى الفنى معها، ومع صباح وأم كلثوم ونجاة وغيرهن، جاءت أغنية أو بالأحرى مجموعة ألحان تواشيح الشيخ النقشبندى بالإذاعة، «مولاى إنى ببابك»، فى هذه الأثناء كانت تلك التواشيح يتم إذاعتها فى رمضان وتتر مسلسل شادية «نحن لا نزرع الشوك» ورجت أركان البيوت المصرية بألحان بليغ حمدى، فى ذلك التتر الخالد للمسلسل الإذاعى، الذى كان يحمل ذات الاسم، ثم حمل ذلك المسلسل أغانى مبهرة «رنة قبقابى يا أمه» و«لا لينا أهالى يا آبا والله يا زمن».

قبلها بعامين عندما كان مسلسل نحن لا نزرع الشوك معبرا عن حالة اللا حرب واللا سلم التى تعيشها مصر، ليتم بعدها إنتاج المسلسل كفيلم فى 1970 من بطولتها مع صلاح قابيل ومحمود ياسين، وبعدها بعامين مسلسل صابرين، ورجت تلك الكلمات تتر ذلك المسلسل أركان البيوت المصرية وأصبحت على كل لسان مما جعل الأطفال فى الشوارع يرددونها، لدرجة جعلت الإذاعة المصرية التى لا تذيع أغانى مسلسلات تقوم بإذاعتها يومياً على غالبية محطاتها الإذاعية، على غير العادة، رغم أنها من إنتاج إذاعة الشرق الأوسط، وبعد مسلسلى نحن لا نزرع الشوك وصابرين أكثر الأعمال الإذاعية نجاحاً لشادية، بلورهما بليغ حمدى ألحاناً.

ويروى الكاتب الراحل أحمد صالح، أن يوسف السباعى كاتب نحن لا نزرع الشوك، أشار على شادية أثناء تحويل العمل لسينمائى باسم صلاح أبو سيف لواقعيته - وله أعمال ناجحة فى هذا المضمار - فرفضت وأصرت على أن يكون حسين كمال هو المخرج، دون أن تبدى أسبابا، ووقتها كان حسين كمال قد بزغ اسمه كمخرج استعراضى شديد قبل أن يكون مخرجًا تراجيديًا، ووقتها أيضا كان محمد عبدالعزيز المخرج الشهير الآن مساعداً لحسين كمال فى هذا الفيلم.

وتمر الأيام وتجىء مرحلة العمل المسرحى «ريا وسكينة»، والذى أخرجه حسين كمال، الذى ذهب لشادية مع بليغ حمدى، لإقناعها بالوقوف على خشبة المسرح، وتنجح محاولات حسين كمال، ولكن تعود شادية وترفض، فيقرر كمال إدخال بليغ وحده، حتى يستطيع إقناعها، فلما جلس إليها بليغ وأقنعها أنه هو من سيقوم بالتلحين لتلك الأغنيات، وأن المسرح تماماً مثل الغناء أمام الجمهور يزيد عليه «شوية تمثيل»، مثل الوقوف أمام كاميرا، وأنه لن يتركها وهو واثق أنها ستنجح، فكان ردها «أنا لم أفعلها وأنا شابة يا بليغ، هقوم الآن أقدم التجربة دى» فرد عليها «عيب يا ست أنتى فى عز شبابك»، وعشان الكلمة دى هتقدمى ريا وسكينة.

ويشاء الله أن تضحك الأقدار وتنجح المسرحية بل تكسر الدنيا عند العرض، وتظل عدة مواسم، وكانت الطائرات تأتى محملة بالأخوة العرب، خصيصاً لمشاهدة المسرحية، وعندما يتم عرض المسرحية تليفزيونياً يلتف الجميع لمشاهدة العرض وتتحول المسرحية لتصبح أيقونة المسرح الغنائى فى مصر، مسرحية واحدة لشادية كانت رافضة أن تقدمها تتحول لأهم حدث مسرحى فى تاريخ المسرح الغنائى بمصر، وكان بليغ، والمسرحية يتأكد نجاحاتها، يقول لها «شفتى كنتى هتحرمى نفسك من المجد ده والجمهور من المتعة التى لم تحدث من قبل»، حتى إن الفنانة سهير البابلى متعها الله بكامل الصحة، والتى أطلق عليها سيدة المسرح لتمكنها ونجاحاتها الكبيرة عليه، مثل «الدخول بالملابس الرسمية» و«العالمة باشا» وغيرهما، قالت «إن من أنجح أعمالها المسرحية والعلامة الفارقة لها ريا وسكينة مع الكبيرة شادية، التى لم تتأفف أن تغنى مع سهير البابلى غير المطربة، فلماذا تغنى سهير أو يغنى مدبولى، لا لم تقل شادية كذلك»، وطوال حياتها منذ أن بدأت كانت تغنى مع الوجوه الجديدة، نساء ورجال.. فاتن حمامة «ألو.. ألو.. إحنا هنا» وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وكمال حسنى وإسماعيل ياسين ومحمد فوزى، فهى حالة نادرة فى الحياة الفنية بالعالم العربى التى تريد المساعدة للجميع، مؤلف ملحن أو حتى زميل أو زميلة مطربة، تشارك الجميع حتى يقف على قدميه، فهى النجمة الأولى، ولم تتأفف أن تقف أمام ميكرفون الإذاعة أمام الشباب الجدد وقتها، محمود ياسين فى «نحن لا نزرع الشوك»، والذى تحول فيما بعد لفيلم سينمائى بذات الأبطال، وهو الذى كان قبل أعوام قليلة مجرد كومبارس، ظهر فى مشهد بفيلمها «شىء من الخوف».

3- نجمة أعمال نجيب محفوظ

شادية التى كانت الأولى فى تجسيد روائع العالمى نجيب محفوظ، قبل أن يكون نجم نوبل العالمى، جسدت ميرامار واللص والكلاب وزقاق المدق، حتى إن الراحل قال إنها من أعظم من جسد كتاباته على الشاشة لحماً ودماً، كأنما دخلت إلى عوالم ذهنه وعرفت ماذا يريد، ومن شدة إتقانها للتمثيل مثل الغناء، قدمت أفلاماً كثرة دون غناء، ووصلت الأناقة بشادية أنها التى كانت محط أنظار الرجال، الفقير والثرى.. المثقف والبسيط، أن تكون هى أيقونة الجمال عند النساء، حتى إن تسريحة شعرها أصبحت موضة الستينيات وأطلق عليها قصة شادية، وأطلق عليها «دلوعة الشاشة» لنعومتها وتميزها دون غيرها من نجمات ذلك الجيل، الذى ضم صباح ووردة ونجاة وفاتن ونادية لطفى وسعاد حسنى.

4- رحلة شادية وعماد حمدى حتى آخر أيامه

وعن فتاة الحب الدلوعة شادية، فقد أحبت عماد حمدى، وقبلت الزواج منه وهو يكبرها، وكانت تعامل نادر ابنه من زوجته الأولى كأنه ابنها، بل هى التى قامت بتربيته، وكان يناديها بماما شادية، وعندما كان يسأله أحد، «ألم تحافظ على مشاعر والدتك بقربك وحبك لشادية؟»، رد: كيف أكرهها والطوب والحجر يحبها»، شادية رغم انفصالها عن عماد حمدى فإنها عندما علمت أن الدنيا تعطى ظهرها له كانت تطلب من المنتجين أن يشركوه فى الأفلام التى تجسد بطولتها المطلقة، حتى تساعده دون أن يجرح، بل كانت تطلب من المنتجين إعطاءه أجره كنجم كبير وإعطاء حجرة له، ولما دخل عماد فى أزمة نفسية لفراق توأمه عبدالرحمن حمدى وأصيب باكتئاب حاد قامت بعلاجه على نفقتها، ودفعت له تكاليف المستشفى، وخصصت له راتباً شهرياً هو ونادر ابنه طوال حياته، منذ أن بدأ يفقد بصره قبل وفاته بعام.

5- أحبت كمال الشناوى فتزوج شقيقتها

أما قصة الحب الثانية فى حياة شادية والتى لم تتوج بالزواج فكانت مع كمال الشناوى، الذى شاركته نحو 25 فيلماً تقريباً، منذ مرحلة الطفولة ومرحلة سوق على مهلك سوق حتى مرحلة النضوج وفيلم المرأة المجهولة معه ومع عماد حمدى، وكانت مفاجأة لشادية أن يطلب كمال الشناوى - الذى ارتبط بأسرتها وكان ضيفاً دائماً عندهم ويخرجون ويسهرون معاً، يد شقيقتها الكبرى عفاف بينما كانت شادية متأكدة من حب كمال الشناوى لها، فتصاب بأزمة نفسية شديدة سرعان ما خرجت منها دون أن يشعر بها أحد، ومع الوقت أصبحت علاقة الحب الداخلى لها تجاه الوسيم كمال الشناوى علاقة صداقة فقط، قفزت بها فوق الحالة النفسية التى إصابتها حتى رحيله.

6- فؤاد الأطرش هو من أفسد زواج شادية وشقيقه فريد

وارتبطت شادية بقصة حب عنيفة بالمطرب الراحل فريد الأطرش، وبالعدد المقبل بإذن الله نروى تفاصيلها كاملة مع قصص زيجاتها وعلاقتها بأهل الفن وحياة ما بعد الاعتزال، وقصة معبودة الجماهير، الواقعية «أم» كلثوم وجسدتها شادية محبوبة مصطفى أمين.