النادي الدبلوماسي الدولي يُندد بمجزرة مسجد الروضة في العريش

محافظات

شعار النادي الدبلوماسي
شعار النادي الدبلوماسي الدولي


أعرب النادي الدبلوماسي الدولي عن تنديده بما حدث في مجزرة مسجد الروضة بالعريش.

وأكد بيان النادي على لسان المتحدث الرسمي المستشار الدبلوماسي سامح المشد على استنكاره لما حدث، والتأكيد على أن الإسلام منه براء.

وإلى نص البيان. 

 "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" 

الإرهاب الأسود جعل السواد بطانه للأيام، فنحن نعيش في مأتم كبير ضحاياه أمم لا أفراد، وصرعاه مهابة الدول وقيم الأمم، فمن مأتم لأخر نهرول نعزي أنفسنا مسلمين ومسيحين، رجالاً وشيوخاً وأطفالاً، نعزي مصرنا الحبيبة الباكية على كل قطرة دم تهدر فداء لحبات ترابها، فالعزاء هو بقائها حرة مستقلة، رغم كيد الكائدين، العزاء هو وحدتها أرضاً وشعباً وجيشاً وشرطةً، بقائها حرة بحدود لاتتغير ولاتتبدل مهما مرت عليها السنون والقرون والظروف والصروف والأقدار منذ أن نعت هذه الأرض بمصر في عهد نوح عليه السلام.

 فالسلوى هي الشهادة لكل من كان ضحية لهؤلاء المردة أبناء الشيطان فإدامهم لحوم ضحاياهم وماء الرواء لديهم هو الدم، فلم تغرب الشمس حتى تصم الآذان إلا عن نبأ عاجل يحمل بين طواياه الأكفان ضارعة ملطخة بالدماء وتستعد كل نفس مابين الحمد على بقاء ذويها أو إرتداء السواد وتلقي العزاء في شهيدها.

ماذا يريد الإرهاب اللعين، ولماذا تلتحم الأحداث وأكثرها بسيناء؟ حتى أنه امتطى الخسة وتجرأ على المسجد فكانت الوقيعة والتعدي والإعتداء الدموي، الذي وقع بمسجد قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء، فلقد تعرض المسجد لهجوم إرهابي، بزرع عبوة ناسفة بجوار المسجد، والتي انفجرت عقب انتهاء الصلاة، وخروج المصلين من المسجد، واستهدف الإرهابيون كل من حاول الفرار من الإنفجار بإطلاق الأعيرة النارية، حيث أسفر الحادث عن إصابة حوالى 75 مواطناً. 

لكن.. مايشفي الغليل هو أنهم قد برهنوا على أن الإسلام برئ منهم، وأنه بمنأى عن كل فعل هم مقترفوه، وأن فتيل الفتنة الذي يشعلون به النار بين الفينة والفينة قد فقد صلاحيته، وقد تبين أن الإرهاب بهذا الجرم لايفرق بين المسجد والكنيسة، أو بالأحرى بلا دين أو عقيدة غير سفك الدماء، وقد تبين ذلك في أكثر من دولة عليلة بالخلايا الإرهابية، مثلما حدث في اليمن ونيجيريا وباكستان والعراق وسوريا السودان، والآن يحاولون في مصر ولن ينجحوا، وإن سعيهم لشتى.

فتلك الدور التي يرفع فيها إسم الله تتنصل منهم كل التنصل، وليس لتلك التنظيمات الإرهابية المسلحة إلا التضامن والتكاتف من كافة الجهات الأمنية لإدراك مواطن إرتكازها لتفشيل قواهم ومجابهة الإرهاب والإجهاز عليه، ومحاولة التوصل لتفسير حقيقي ورؤية صائبة، حتى يؤتي التحرك والمواجهة ثمارهما، فلايتآكل الإستقرار والإستتباب الأمني، فقد تقارب البون الزمني بين الحوادث الإرهابية، ولم يعد هناك ستر يتحركون وراءه فقد إنتابهم التبجح، تعلن كل يوم جماعة إرهابية عن وجودها وعن مسؤوليتها تجاه أحداث القتل والشغب والبلبلة، هذا ليس له إلا معنى يشتق من قدرة يرتكنون إليها من التنظيم والسلاح فماعادت تهيبهم النظم الدولية، وكأنها قد خضعت للتقديرات والمقارنات وقدرات الدول في توجيه رد الفعل وتحمل نتائجه، فكانت النتيجة بالسلب في مواجهة الدول وقدرتها الحقيقية في مواجهة الإرهاب. 

فلا عزاء ولا سلوى تقبل في الشهادة، في شهداء يوم الجمعة الأطهار الأنقياء تحت قبة المسجد وأمام القبلة، في محراب ومنبر قد صاغ شيخه بخطبته خاتمتهم، لا عزاء فيمن يزف نعشه الملائكة المقربون، أيها الإرهاب.. في أنفاس من الغليل والوعيد بأن للثأر ميعاد لن نخلفه، ولمصر رجال أشداء يحتمون بالنار إذا ماوضعت الحرب أوزارها، رجال كالأسود الجائعة يعلم التاريخ عن مصر الكثير والكثير، فعرين مصر ترى فيه آثار أقدام تطأ أرضها غازية مستعمرة لكنها لاتعود.