حلمي النمنم: "شيخ المحققين حسين نصار رجل عظيم بكل معاني الكلمة" (فيديو)

الفجر الفني

النمنم
النمنم


قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، إنه من المحظوظين لأنه أتيحت له فرصة التعامل مباشرة مع شيخ المحققين حسين نصار، لأكثر من ربع قرن، وذلك لأنه كان من الكتاب في مجلة المصور، مشير أن "نصار"، كان دائمًا يكتب عن الإعجاز في القران الكريم، وكان رجلًا مثال للالتزام والاجتهاد في العمل.

 

وأكد "النمنم"، خلال حفل تأبين شيخ المحققين حسين نصار، والذي نظم مساء اليوم، بدار الكتب، على أننا أمام رجل عظيم بكل معاني الكلمة، وإذا تحدثنا عنه فيجب أن نتوقف على خمس نقاط تلخص حياته، أولهم أنه تخصص في اللغة العربية والأدب العربي، لافتًا أن البعض منا يتصور أن من تخصص في تلك المجالين يكون نتيجة عن ضعف وعجز عن الالتحاق في العلوم واللغات الحديثة، بالإضافة إلى تصورهم أن ذلك يعني الانعزال والانقطاع عن العصر الحديث، ولم يكن "نصار"، كذلك، بل انه من جيل تخصص في اللغة العربية والتراث العربي، لكنه انفتح عن اللغات والثقافات العالمية.

 

وتابع أن المحور الثاني، عندما كان "نصار"، يترجم لم ينقطع عن التراث المصري، ولكنه اتجه اليه للتحقيق والدرس، وبالتالي فعند الانفتاح عن العصر، لا يعني أن نكون منبثين عن أصولنا وتراثينا.

 

وأوضح وزير الثقافة، ان المحور الثالث هو الاهم بالنسبة له ضمن المحاور الخمسة، وهو أن شيخ المحققين حسين نصار، في انفتاحة على الغرب، وفي إتجاه للتراث والتحقيق، لم ينسى مصريته يومًا ما، لافتًا ان بعض الناس يتصور الاندماج في اللغات والثقافات الاجنبية، يباهن انهم ينقطعون عن هويتهم ومصريتهم، ولم يكن الدكتور الراحل كذلك.

 

وأضاف، ان المعنى الرابع في حياة ذلك الرجل، أنه نموذج لعدم الانحصار في التخصص الدقيق، فكان منفتح في جميع المجالات والعلوم والعارف، لذلك هو يكتب في التحقيق والمعادن، والموسيقى، وايضًا ينفتح على التراث المغربي، والمشرقي، وعلى مصر والسعودية والمغرب الكريم وكل هذا فعله بدقة وذكاء شديد.

 

اما المعنى الخامس في حياة شيخ المحققين، هو انه رغم أكاديميته الشديدة لم ينقطع عن الحياة الثقافة، وتصور ان الصحافة المصرية، وغيرها في الأربعينات والخمسينات، قد اضاف إليها جيلًا من الاكادمين، وهؤلاء لم يقنعو بالدراسة داخل مدرجات الجامعة، بل انفتحوا على المجتمع وأضافوا إليه، لذلك لم يكن غريبًا ان نجد عالمًا جليلًا مثل الدكتور أحمد ذكي، عندما كان عميدًا بكلية العلوم، ورئيسًا لجامعة القاهرة، أن يكتب مقالات في المجلات والصحف المصرية، عقب تفجير قنبلة "هيروشيما"، ليحدث القارئ المصري عن التفجير النووي، وينوه عن معني القنبلة والتفجير النووي، وفعل ذلك ليثقف المواطن البسيط، فكان الدكتور حسين نصار، منفتح على العالم إلى آخر لحظة في حياته.