ما هي مسارات تحول الإسلام السياسي في أوروبا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعض العوامل ساعدت في اختراق المجتمعات الأوروبية، فخلال الـ٥ سنوات الأخيرة، كانت هناك عمليات تنشئة وتلقين داخل محاضن تربوية تتم عن طريق جمعيات ومعاقل ومراكز لتنظيمات إسلامية بأوروبا، وهي عمليات وسيطة أدت إلى عمليات استقطاب تمت عن طريق دوائر التواصل الاجتماعى عبر الأسر والشبكات الاجتماعية الواسعة التي وطدت هذه الأيديولوجيا، ولأسباب عديدة تمت عمليات هجرة واسعة إلى التنظيمات المسلحة.

 

تأثير الإخوان على الإسلام السياسي بأوروبا

على رأس هذه الجماعات عناص الإخوان المسلمين، والتي بدأت تعيد تشكيل ذاتها فى أوروبا، وفي الملتقى ٢١ لمسلمى أوروبا،  تم تقديم الجماعة على أنها الوحيدة القادرة على احتواء الجماعات المسلحة، وتفنيد أفكارهم، بعد أن دقت التفجيرات وعمليات "الذئاب المنفردة"، أشد عواصم أوروبا أمنًا، مثل باريس ولندن وبروكسل.

 

وأيقن الجميع أن هناك حاجة ماسة لمراجعة الأفكار القديمة وإيلاء ملف "المهاجرين المسلمين" وتنظيمات الإسلام السياسي العاملة بين هؤلاء المهاجرين، والمرخصة من الحكومة و"المشمولة بعطفها وبدعمها المالي" رغم أنها غير منتخبة من الجاليات المسلمة واستنباط سياسة جديدة للتعامل مع كل هذا الملف الشائك.

 

المطالبة بالتصدى لجماعات "الإسلام السياسي"

في السياق ذاته، خلال ندوة في مقر البرلمان الأوروبي نظمها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية للديمقراطية، بعنوان "العوامل المحفزة على التطرف في أوروبا وتأثيرها على سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الجوار"، طالب خبراء وحقوقيون أوروبيون الحكومات الأوروبية بوضع سياسات فورية عاجلة لمواجهة الأيديولوجية الفكرية التى تروج لها جماعات الإسلام السياسي، وحذروا من مخاطر التردد في إغلاق المجال أمام هذه الجماعات كي لا تستغل الحريات والتعدد الثقافي في أوروبا؛ لإقناع الشباب المسلم في الدول الأوروبية بتبنى الأفكار المتطرفة التي تؤدي في النهاية إلى أعمال إرهابية تهدد المجتمعات وأمنها.

 

استخدام لغة لها معاني مزدوجة

كما ناقش المشاركون في الندوة، تقريرا صادرا عن البرلمان البلجيكي بشأن الهجوم الإرهابي الذي وقع في مارس عام 2016، حيث كشف التقرير الوسائل، التي يستخدمها "الإخوان" وغيرهم من الجماعات، التي تعتنق فكرها في اختراق المجتمع المسلم، وتغذية الأفكار العنيفة.

 

وركز الباحثون على كيفية استخدام "الإخوان" لغة لها معاني مزدوجة تهدف لأن تظهر للحكومات أنهم ليسوا المشكلة التي يجب التعامل معها، غير أنهم في الواقع يثيرون الفرقة في المجتمع والآراء التي تؤدي إلى الاستقطاب وتغذي التطرف والعنف.

 

واتفق الخبراء جميعا على ضرورة مواجهة هذه الجماعات، خاصة الإخوان، لتفنيد أفكارهم من أجل الكشف عن معتقداتهم الحقيقية وكيفية تصويرهم للمجتمع والدين.

 

تسييس الدين بأوروبا

فيما حذر الدكتور أحمد الهاملي، مؤسس ورئيس مركز "تريندز" ، من أن تنظيم داعش "ليس سوى عرض لمرض تسييس الدين الذي تنتشر بقوة ليس فقط في دول الشرق الأوسط ولكن في أوروبا والعالم".

 

وعبر "الهاملي"، عن اعتقاده بأن التنظيم الإرهابي "نتاج أفكار تستند إلى فهم مغلوط لنصوص دينية تروج له جماعات تستغل الدين لأهداف سياسية مصدرها ومظلتها هي جماعة الإخوان المسلمين."

 

واستغرب عدم تحرك الدول الأوروبية بفعالية ووعي لمواجهة هذه الجماعات التي تهدف إلى الترويج لفكرة إقامة الدول الدينية استنادا إلى أفكار لا علاقة لها بالإسلام"، مقترحا بضرورة التفكير في التفاهم مع "جماعات الإسلام السياسي المعتدل اللاعنفية" التي يمكن أن تساعد في مواجهة الفكر المتطرف. غير أن الهاملي رفض التفريق هذه الجماعات وتلك التي تتبنى علنا أفكار متطرفة تؤدي إلى العنف.