بعد إدانات العالم.. خبراء يكشفون مُخطط "نتنياهو" لتنفيذ إعلان "ترامب" بتهويد القدس

تقارير وحوارات

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو


بعد موجة الانتقادات العربية والدولية التي وجهت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين أعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل مُتزعمًا أن هذه الخطوة تأخرت كثيرًا والقرار جاء لالتزام واشنطن بتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام مقبول من الإسرائيليين والفلسطينيين وأن إسرائيل دولة لها حقوقها، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الأزمة بالضغط على دول الاتحاد الأوربي للعدول عن قراراتهم الرافضة لترامب، الأمر الذي أكد عليه الخبراء أن تلك الخطوات لن ولم تجدي نفعًا إطلاقًا بشأن الأزمة الراهنة.

 

بداية مُخطط نتنياهو

بعد إدانة كل من بريطانيا وفرنسا ومصر والسعودية والمغرب وبلجيكا وأغلب دول الاتحاد الأوربي قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استيائه لبعض ردود الفعل السلبية والإدانات من بعض الدول الأوروبية بشأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

 

وقال نتنياهو: "أسمع من أوروبا أصواتا أدانت إعلان الرئيس ترامب التاريخي ولكنني لم أسمع أصواتا أدانت إطلاق الصواريخ على إسرائيل الذي تلاه والتحريض المروع ضدنا"، مؤكدًا أن اجتمع مع وزراء خارجية الدول الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل حيث سيتم بحث القضايا الراهنة، والتقى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على ضوء الأزمة الأخيرة.

 

سر لقاء نتنياهو لوزراء خارجية الدول الأوروبية

من جانبه، قال الدكتور أيمن سمير أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن السر الرئيسي وراء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاجأة لوزراء خارجية الدول الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل هو ممارسة كافة أنواع الضغوط الدبلوماسية لعدول الدول الأوروبية عن قرارها برفض اعتراف القدس عاصمة لإسرائيل.

 

وأضاف سمير، أن 27 دولة من الاتحاد الأوربي رفضوا إعلان الرئيس الأمريكي ترامب وهذا مُؤشر جيد لحل الأزمة، مُؤكدًا أن مباحثات نتنياهو مع وزراء خارجية الدول الأوروبية فشلت تمامًا وإسرائيل الآن في حالة من الورطة بشأن قرار الرئيس الأمريكي الأخير لأنها تجد صعوبة في تحقيق مُتطلباتها.

 

كما أكد أستاذ العلاقات الدولية، أنه ولأول مرة تخرج كل من كندا وأستراليا وبريطانيا من عباءة الموالاة للقرارات الأميركية بعد إعلان رفضهم بأن القدس عاصمة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستتجه في الآونة القادمة لدول وسط وشرق أوربا لكسب موافقتهم بإعلان نقل سفارتهم للقدس.

 

إسرائيل ستقدم إغراءات للدول الرافضة لإعلان "ترامب"

وفي السياق ذاته، قال الدكتور جمال سلامة عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السويس في تصريح خاص لـ"الفجر"، إنه بعد فشل مباحثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزراء خارجية الدول الأوروبية بشأن كسب تصويت دول الاتحاد الأوربي لنقل سفاراتهم للقدس بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بأن القدس عاصمة لإسرائيل سيتجه الكيان الصهيوني لعقد سلسلة من الزيارات في الآونة القادمة للدول الرافضة للعدول عن قراراهم بتقديم الإغراءات المالية لهم.

 

وأضاف سلامة، أن قرار الرئيس الأمريكي بأن القدس عاصمة لإسرائيل ما هو إلا إجراء تنفيذي لأن الكونجرس الأميركي صدق في 23 أكتوبر 1995 على قانون يسمح بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.