محمد عساف: الغناء بلهجات مختلفة "عالمية وتحدي".. وجاهز لإقامة حفلات في غزة بعد المصالحة (حوار)

الغناء بلهجات مختلفة "عالمية وتحدي" وأكره التقيد بلون غنائي

عرض المشاركة في لجنة تحكيم "the voice kids" شرف كبير

جاهز للغناء في "غزة" بعد إتمام المصالحة الفلسطينية

80% من ريع حفلاتي للمؤسسات الخيرية

أعمل على إنشاء مؤسسة لرعاية المواهب الفلسطينية

 

صاحب صوت ذهبي، يحمل بين طبقاته عبق التاريخ وأصالة الموسيقى العربية، عندما يغني يحملك فتجد نفسك في أحضان المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، كسر حاجز "أن تكون فلسطينيا يعني أن تصاب بأمل لا شفاء منه" ليصبح هو الأمل ومصدر الإلهام لكل من حوله

عندما يعتلي المسرح يجعلك تشعر بحالة غريبة مابين الرهبة والحنين، ماذا فعل ابن "شعب الجبارين" ليحظى بكل هذا الحب في نفوس كل الحاضرين، وعندما يغني تلمس في عينيه الحنين ممزوجًا بالألم فيخيم السكون على المكان وتتردد أصداء الموسيقى في النفس، بحنجرته الذهبية يستطيع إيقاف الأوجاع وقرع طبول الذكريات،  "محمد عساف" عندليب فلسطين مثلما يلقبونه والذي استطاع أن يكسر كل الحواجز ليعلن عن نفسه وسط كبار النجوم في العالم العربي كان لـ "الفجر الفني" معه هذا الحوار:

 

في ألبومك الجديد "ما وحشناك" إتخذت اتجاه الطابع الغربي في بعض الأغاني فهل هذا من أجل تحقيق العالمية أم التجديد؟

نوع من العالمية والتحدي، فمن يستطيع غناء كل هذه الألوان التي قُمت بغنائها في ألبومي، بالطبع أنا احترم كل الأساليب ولكني لا أحبذ التقيد بلون واحد، فالجمهور يحب أن يستمع للألوان المتنوعة.

 

انطلقت بعض الأخبار تفيد أن عساف سيكون عضو لجنة تحكيم "The Voice Kids" وتم نفيها بعد ذلك.. هل ترى أنك في المستقبل تستطيع أن تجلس على كرسي لجنة تحكيم لبرامج مواهب أم أنك ترى أن رصيدك الفني ليس كافيا لخوض تلك المغامرة؟

مجرد أن يطرحوا علي المشاركة هذا شئ كبير بالنسبة لي ، أما بالنسبة لموضوع رصيدي الفني فهذا ذا فويس كيدز وليس الكبار، هناك أناس لا تمتلك رصيد فني كبير ولكن لديها تأثير على الساحة، وأنا لن أمدح نفسي إذا لم يكن لي تأثير فلن يعرضوا علي المشاركة من الأساس.

 

 

لماذا لجأت في ألبومك للغناء بأكثر من لهجة رغم أن كبار مطربي الوطن العربي لم يفعلوا هذا؟

التميز أن تفعل الشئ الذي لم يستطع أحد أن يفعله، بالنسبة لي لا أستطيع الغناء بلون واحد، فأنا أعشق التنوع وسأبقى هكذا.

 

 

بعد إتمام المصالحة الفلسطينية.. ما هي خطوات عساف التي سيتخذها للغناء في غزة؟

أنا جاهز للغناء في غزة، فقط تتم المصالحة بشكل كامل ونتسلم التصاريح من الحكومة، وبإذن الله سأقيم حفل غنائي كبير هناك.

 

بعض المطربين الفلسطينيين يعملون على مشاريع غنائية لإحياء التراث.. فما هو مشروع عساف الغنائي لخدمة قضيته؟

مشروعي أصبح معروف لدى الجميع فأكثر من 80 % من حفلاتي ريعها خيري، فأنا هدفي الأساسي مساعدة شعبي من خلال حفلاتي عن طريق بعض المؤسسات الخيرية وكان آخرها جولة في كندا و جولة في أمريكا.

 

لماذا أنت بعيد كل البعد عن الحفلات في مصر رغم أنها أهم قاعدة جماهيرية في الوطن العربي؟

لي قاعدة جماهيرية في مصر كبيرة، ولكن المشكلة في الطلب ، فأنا على استعداد تام لعمل حفلات في مصر المشكلة ليست من عندي.

 

ما هي خطة محمد عساف المستقبلية على الصعيد الشخصي والمهني؟

لا يوجد جديد على المستوى الشخصي، أما على المستوى المهني سأصور أغنية بدك عناية على طريقة الفيديو كليب، ولدي بفضل الله حفلات كثيرة، كما أنني انتهيت من تصوير ديو غنائي مع مساري كان من المفترض أن يكون بالألبوم ولكن تم تأجيله.

 

معروف بحبك للأعمال الخيرية فما هو مشروعك الخيري الذي تصبو لتحقيقه؟

لدي مشروع أحضر له منذ فترة كبيرة وسأبدأ في تنفيذه مع بداية العام الجديد وهو مؤسسة خيرية تحمل اسمي لدعم الشباب والمواهب الفلسطينية.

 

 

البعض يرى أنك مقل في إنتاج أعمال فنية على الشاشة مقارنة بالحفلات مارأيك؟

أنا أعتبر لقاء الجمهور مباشرة هو أمر مهم لأي فنان، وأسعد جدا عندما ألتقي بالناس وجها لوجه، ويكون التواصل بيننا كبيرا. قد يعتبرني البعض مقلا، إلا أنني أحاول إختيار ما أعتقد أنه الأفضل، وهو ما يستلزم وقتا أطول.

 

المقربون منك يؤكدون أن أضواء النجومية لم تبهرك ومازلت تعيش حياتك كمواطن بشكل طبيعي فهل يصعب عليك خلع ثوب التقاليد الفلسطينية؟

خلف محمد الفنان هناك محمد آخر يختبئ خلف هذه المظاهر الفنية، أنا شخصية بسيطة جدا، لا أميل إلى تعقيد الأمور، وفي قرارة نفسي أعرف أنني لا أختلف كثيرا عن الناس البسطاء، لقد تربيت في المخيم، وبالرغم من مرارة العيش هناك والطفولة القاسية التي يعرفها إبن المخيم ومن تربى هناك، إلا أنني أفخر دائما بأنني إبن مخيم فلسطيني، وفيه قضيت أجمل أيام عمري وانا لا أخجل من هذا القول، ولم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب، بالعكس أنا أعتقد أن هذا الأمر يمدني بالقوة من أجل أن أكافح وان أنجح.

إن شخصيتي البسيطة هذه هي السبب وراء تصرفاتي، الناس تحلل شخصيتي على أساس أنني نجم، وهي التي تعطيها هذه الأبعاد الكبيرة، وردات الفعل، إلا أنني في النهاية إنسان أخطأ وأصيب، ولا أعتقد أن شخصيتي تختلف عن شخصية أي إنسان من جمهوري، العديد من الأمور التي واجهتني مثل علاقاتي الخاصة أو الارتباط أو أي أمور أخرى كانت نابعة من محمد الانسان وليس من محمد الفنان، وهو ما اعتبره جزءا من شخصيتي، وقد تتشابه مع أي شخص آخر.

 

 

ما أسباب الإهتمام اللافت للمواهب الفلسطينية في برامج المواهب؟

نحن نعيش تحت وطأة الاحتلال ومحاصرين من كل الجوانب من استطاع أن يعلو نجمه ويخرج من الحياة القاسية هناك كان، ومن لم يستطع بقي هناك، لذا فإن التركيز والضوء على المواهب الفلسطينية نظرا لما يعانوه على عكس المواهب من البلدان الأخرى.

 

ما هو سر تغير أسلوبك الفني في الفترة الأخيرة؟

انا أحب التنوع مثلما ذكرت في البداية، لابد أن أكون فنان شامل وهذا نوع من التحدي فليس الكل لديه الجرأة لكي يغني كل هذه الألوان المتنوعة في ألبوم واحد.

 

 

تجربتك الفنية مدت المواهب الفلسطينية بالأمل فما طلباتك من السلطة الفلسطينية لدعم المواهب؟

توفير قدر أكبر من المدارس المتخصصة لتعليم الموسيقى والفنون الجادة فعلى الرغم من وجود عدد كبير من المراكز المتخصصة لتعليم الموسيقى إلا أن عددها يبقي قليلا بالنسبة لحجم المواهب الفلسطينية المتواجدة ، وتوفير دعم إعلامي أكبر لإلقاء الضوء على مدي الثقل الفني المتوفر لدى المواهب ، وتوفير حرية الحركة للمبدعين.