مى سمير تكتب: 50% من الرجال المصريين: النساء يستحققن الضرب وعليهن التحمل للحفاظ على كيان الأسرة

مقالات الرأي



نتائج صادمة عن دراسة استقصائية حول مفهوم الرجولة برعاية الأمم المتحدة

29٪ فقط من الذكور فى مصر يوافقون على زيادة عدد الإناث بالمناصب القيادية

80 ٪ يعتقدون أن من حق المرأة رفض ممارسة الجنس مع زوجها

حاولت الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن الرجال، والمساواة بين الجنسين، الصادرة منتصف العام، الإجابة عن عدة تساؤلات حول مفهوم الرجولة، ودور الرجل فى الأسرة والمجتمع، وعلاقته بالمرأة.

تعد الدراسة هى الأشمل من نوعها فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجرى إعدادها بالتنسيق مع منظمة «بروموندو»، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع مجموعة شركاء محليين.

تلقى مقدمة الدراسة نظرة غير مسبوقة على معنى أن تكون رجلاً فى مصر، ولبنان، والمغرب، وفلسطين، وتناولت النسخة الكاملة الصادرة باللغة الإنجليزية، الكثير من التفاصيل عن مفهوم الرجولة فى مصر.   

1- تعريف الرجل

يربط المصريون بين الرجولة والشجاعة والقوة والكرامة والثبات، وتم تعريف الرجل حسب الدراسة، ليس فقط من خلال قدرته ولكن من خلال مسئولياته أيضا، فهو الأب الذى يوفر لأسرته الأمان، وهو الجار الذى يساعد فى الحفاظ على السلام، والشقيق الذى يدعم أشقاءه، والزوج الذى يرضى زوجته عاطفيا وأسريا، وله حرية السفر، واتخاذ القرارات لنفسه، والعمل دون رقابة الأسرة، أو اللوم. لكن هذه الحرية ليست مجانية، لكنها مرتبطة بالالتزام الاجتماعى، والدينى، ونفس المفهوم لا يتغير كثيرا فى أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن الظروف الاقتصادية المتغيرة تجعل ما لا يقل عن 72% من المصريين قلقين على مستقبلهم ومستقبل أسرهم.

2- الأدوار والحقوق

تشير الدراسة إلى أن هناك آراء غير متكافئة وشائعة بشأن أدوار الجنسين، وفى حين أحرزت مصر فى السنوات الماضية تقدما تشريعيا كبيرا فيما يتعلق بحقوق المرأة، فضلا عن الجهود الرامية إلى الحد من ممارسات مثل الزواج المبكر، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والتحرش الجنسى، فإنها لا تزال تحتل مرتبة أدنى فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين.

وتعكس النتائج هذا التفاوت المستمر، حيث أكد نحو 90% من الرجال الذين شملتهم الدراسة أن أهم وظيفة للمرأة هى العناية بالمنزل، ويجب أن تكون للرجل الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بأى قرارات تخص الأسرة.

يعتبر الرجال أنفسهم مسئولين عن النساء، ويعتقد ثلث الرجال الذين شملتهم الدراسة أن واجبهم الدينى والاجتماعى يقتضى ممارسة الوصاية على النساء، ويعتقد ربع الرجال فقط أنه ينبغى أن تتمتع المرأة بنفس الحرية فى تصفح الإنترنت، فى حين أن أقل من 10% قبلوا فكرة أن المرأة غير المتزوجة لها الحق فى العيش بمفردها.

وفى بعض النقاط، كانت النساء أكثر تقدمية من الرجال، حيث تحدى نصفهن تقريبا، الفكرة القائلة بأن الرجل ينبغى أن تكون له الكلمة النهائية فى القرارات المتعلقة بالأسرة، وأكد ثلث أو أكثر من النساء، حقوقهن فى العيش بمفردهن أو الوصول إلى الإنترنت، ومع ذلك أكدت ثلاثة أرباعهن أهمية ولاية الرجل.

3- الرجال والنساء والعمل

يؤيد الرجال بقوة فكرة أنهم يجب أن يكونوا المعيلين الرئيسيين، فى حين رفض ما يقرب من ثلثى الرجال، فكرة أن المزيد من الحقوق للمرأة يعنى حقوقا أقل للرجل، ويؤيد معظم الذكور الذين شملهم الاستطلاع الهيمنة الاقتصادية للرجال.

واعتبر ثلثا الرجال أن تعليم البنات لا يقل أهمية عن الأولاد، ومع ذلك فإن نسبة مماثلة شعرت أن الأهم للمرأة أن تتزوج، على أن يكون لها مستقبل مهنى مستقل، ولم يؤيد سوى ثلث الرجال - لا سيما أولئك الذين لديهم وظائف وتعليم عال - فكرة عمل النساء خارج المنزل، بنفس شروط الرجال.

وعلى النقيض، فإن ثلاثة أرباع النساء يرغبن فى نفس الحق فى العمل، وقال قرابة 90% منهن إن عمل الرجال أكثر أهمية، ووافق عدد أكبر من النساء عن الرجال على أن زواج المرأة، أكثر أهمية من الحياة المهنية.

بدا الرجال غير متحمسين للمواقف المضمونة، أو الحصص الثابتة  للمرأة فى مجالس الحكم المحلى، وفى البرلمان، وتوقع أكثر من 70% من الرجال أن تسهم الزوجة العاملة فى نفقات الأسرة المعيشية.

4- المرأة فى الحياة العامة

يعترف الرجال بقدرة النساء على القيادة، لكنهم يعارضون عموما مكانة المرأة البارزة فى الحياة السياسية. ويرى 29% فقط من الرجال المصريين أنه يجب زيادة عدد النساء فى مناصب السلطة السياسية، ويعتقد أكثر من نصف الرجال أن السياسة أفضل للرجال، ويخضع الأمر إلى معايير اجتماعية، مثل: الشك فى أن المرأة يمكن أن تكون سياسية فعالة، وربة منزل فى نفس الوقت، وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع الرجال أنها عاطفية جدا.

فى حين قبل أغلبية الرجال قيادة المرأة فى المجتمع المدنى والوزارات الحكومية والبرلمانات، لم يقبل سوى ثلثهم أو أقل، مشاركتهم فى المؤسسات التقليدية، مثل المحاكم أو الجيش أو الشرطة.

5- المساواة والقانون

وتجتذب القوانين التى تعزز حقوق المرأة، دعما متباينا من الرجال والنساء، وقد جعلت مصر العديد من قوانينها تتماشى مع اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة - شريطة عدم انتهاك الشريعة، ورغم القيود المفروضة على إنفاذ تلك القوانين، اعتبر نحو 90% من الرجال أنها فعالة، فى حين شكك ثلث النساء فى الفائدة العملية لتلك القوانين.

واتفق أكثر من نصف الرجال، و60% من النساء على أن المساواة بين الجنسين ليست جزءا من تقاليد وثقافة  مصر، ويعتقد 70% من الرجال أن المساواة قد تحققت بالفعل، فى حين أن نحو ثلاثة أخماسهم يعتقدون أنه يمكن القيام بالمزيد.

6- العنف

رأى أكثر من نصف الرجال، أن النساء يستحققن التعرض للضرب فى بعض الأحيان، وأكد 90 % منهم أنه ينبغى على المرأة أن تقبل هذه المعاملة من أجل الحفاظ على الأسرة، وقد استخدم ما يقرب من نصف الرجال المصريين العنف الجسدى ضد زوجاتهم، واعترف أكثر من 8 رجال من كل 10 متزوجين، بأنهم كانوا عنيفين عاطفيا تجاه زوجاتهم فى مرحلة ما من حياتهم.

وأفادت واحدة من كل ست نساء، بأنهن أرغمن على ممارسة الجنس مع أزواجهن. وفى قانون العقوبات المصرى، لا يعتبر الاغتصاب الزوجى جريمة، غير أن أكثر من 80% من الرجال الذين شملهم الاستقصاء يعتقدون أنه من حق المرأة أن ترفض ممارسة الجنس مع زوجها. ومع ذلك فإن جميع الرجال فى الدراسة قالوا إنهم يتوقعون ممارسة الجنس عندما يرغبون.

حسب الدراسة فإن الرجال الذين تعرضوا للعنف المنزلى، كانوا أكثر عرضة لممارسة العنف الجسدى أو العاطفى أو الاقتصادى ضد زوجاتهم، كما أن الرجال الذين شهدوا العنف ضد أمهاتهم فى مرحلة الطفولة، كانوا أكثر عرضة لاستخدام العنف الجنسى ضد زوجاتهم.  

وفى مجموعات التركيز والمقابلات المتعمقة التى أجرتها الدراسة، وصف الرجال العنف الزوجى بأنه شيء من الماضى، وقالوا إن وضع المرأة الحالى جعل هذا العنف أقل شيوعا وأقل قبولا.

واعتبر بعض الرجال الذين أجريت معهم مقابلات، أن العنف الذى يرتكبه الرجل ضد المرأة أمر غير منطقى، ودلالة على أنه فقد السيطرة.

وأضافت الدراسة أن الرجال والنساء فى مصر يتفقون على أن العلاقات بين الرجال والنساء، معقدة بطبيعتها، وتفرض فى بعض الأحيان شكلا من أشكال المواجهة.

كما يعتبر غالبية الرجال المصريين، أن من واجبهم حماية شرف النساء والفتيات فى أسرهن، ويؤيد حوالى ثلاثة أخماس الرجال جرائم القتل للحفاظ على الشرف، ويعتقدون أن الضحية عادة ما تستحق مثل هذه العقوبة، ونحو نصف النساء يعتقدن بالمثل.

واعترف 60% من الرجال بممارسة التحرش، وطرحت الدراسة سؤالا حول لماذا يرتكب الرجال مثل هذه الأعمال، فقال ما يقرب من 90% من الذين اعترفوا بالقيام بالتحرش، أنهم فعلوا ذلك من أجل المتعة أو الإثارة.

ويعتقد أربعة أخماس الرجال الذين شملتهم الدراسة، أن الفتيان ينبغى أن يكونوا مسئولين عن سلوك شقيقاتهم، حتى وإن كانت البنت أكبر سنا، ويوافق ثلاثة أخماس النساء على هذا الإشراف.

7- نتائج

توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها أن الرجال فى مصر يأخذون الأبوة على محمل الجد، ومن الواضح أنهم يريدون المزيد من الوقت لقضائه مع أطفالهم، ويرون أنفسهم أكثر من مجرد مقدمى خدمات مالية، ويود ما لا يقل عن 44% من الرجال المصريين، أن يتاح للآباء خيار الحصول على إجازة تفرغ، وتشير الدراسة إلى مستويات عالية من القلق النفسى لدى الرجال، وتبين وجود نسبة كبيرة من الرجال يقعون تحت ضغط هائل، مع اللجوء القليل إلى الرعاية الصحية الرسمية، بما فى ذلك خدمات الصحة العقلية، وهناك حاجة واضحة إلى توفير خدمات رعاية صحية يسهل الوصول إليها، وبأسعار معقولة.