التاريخ يفتح ذراعيه للفرعون المصري.. رحلة محمد صلاح من "بسيون" حتي معانقة المجد في أوروبا

الفجر الرياضي

محمد صلاح
محمد صلاح


 تقرير: علاء خليف - تصميم: مروة محمود


تاريخ جديد يُسطره الدولي المصري محمد صلاح في الملاعب الأوروبية مع ليفربول الإنجليزي، حيث أصبح واحد من أفضل المحترفين المصريين والعرب في القارة العجوز، كما تفوق علي نجوم الدوري الإنجليزي ونجح في اعتلاء قائمة هدافي "البريميرليج" برصيد 12 هدفًا في انجاز فريد لم يسبقه إليه أي لاعب عربي أخر، وبات على بعد هدف واحد من احتلال واصفة هدافي بطولة دوري أبطال أوروبا خلف البرتغال كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني.

 

محمد صلاح ابن قرية "نجريج" بمركز بسيون التابعة لمحافظة الغربية والمولود في 15 يونيو 1992 (25 عامًا) بدأ مسيرته الكروية مع نادي المقاولون العرب وهو في عمر الثامنة عشر ولم يعلم وقتها أنه ينتظره مستقبل مُبهر في ملاعب أوروبا لم يحققه قبله أي لاعب مصري أو عربي.


 

 وكانت شرارة الثورة المصرية في 25 يناير 2011 ورفض ممدوح عباس رئيس الزمالك السابق التعاقد معه بحجة ضعف إمكانياته الفنية، نقطة التحول الكبري في مسيرة "صلاح" الذي قرر وقتها الاتجاه نحو الاحتراف الأوروبي بعد توقف النشاط الكروي في مصر، وبدأ "مو" كما يلقبونه رحلته الاحترافية عبر بوابة بازل السويسري والذي تألق معه بشكل لافت للأنظار علي مدار موسم ونصف وحقق معه لقب الدوري "مرتين".

 

في 26 يناير 2014 كان محمد صلاح علي موعد مع التاريخ بعدما أعلن نادي تشيلسي الانجليزي التعاقد معه بعد صراع شرس مع نادي ليفربول في صفقة بلغت 11 مليون جنيه استرليني، لكن لم تكن أوضاع صلاح في تشيلسي مُرضية لطموحه ولا لجمهوره، فقد لازم دكة البدلاء لفترات طويلة لم يعتدها صلاح في مسيرته، لذا كان قراره بالرحيل،في 3 فبراير 2015،إلى نادي فيورنتينا الايطالي على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، ولكنه توج بلقب الدوري الانجليزي وكأس رابطة المحترفين مع البلوز موسم 2014-2015.


 

قضي "مو" 6 أشهر مميزة داخل قلعة فيورنتينا الايطالي وقدم عروضًا قوية مع الفيولا وسجل العديد من الاهداف الحاسمة وبات معشوق جماهير فيورنتينا في فترة قصيرة تألقه مع الفريق الإيطالي لفت إليه أنظار العديد من الأندية في مقدمتها نادي روما الذي تقدم بطلب لضمه علي سبيل الاعارة في اغسطس 2016 ليبدأ مشوار جديد من التألق في ملاعب أوروبا شهد تطور كبير في مستوي وشخصية "صلاح وذلك دفع النادي الإيطالي لشرائه نهائيًا  من تشيلسي مقابل 15 مليون يورو.

 

تألق "صلاح" مع روما جعل كبار الأندية الأوروبية يتهافتون للتعاقد معه ولكنه عاد ليصحح خطأه السابق واختار ليفربول الانجليزي لينتقل إليه في يونيو 2017 في صفقة تاريخية بلغت 42 مليون يورو ليبدأ رحلة جديدة من التألق والنجاح وتحقيق الأرقام القياسية في ملاعب أوروبا.



محمد صلاح منذ قدومه لقلعة "الانفيلد" شارك في 22 مباراة مع ليفربول (20 اساسيًا - 2 بديلًا) وتم استبداله في 10 مباريات، وسجل 18 هدف في مختلف البطولات بمعدل (هدف كل 95.5 دقيقة) وسجل 4 "ثنائيات"، واعتلي صدارة هدافي "البريميرليج" برصيد 12 هدف متفوقًا علي العديد من النجوم مثل هاري كين وسيرجيو أجوير وسترلينج، كما أنه سجل 5 أهداف مع الريدز في دوري أبطال أوروبا ورفع رصيده من الأهداف في البطولة مع كل الأندية التي لعب لها إلي 8 أهداف يحتل بها "وصافة" الهدافين العرب بالبطولة الأوروبية بعد لاعب الجزائر السابق رابح ماجر "الهداف" بـ12 هدف.

 

ورغم صغر سن محمد صلاح لكنه استطاع أن يحمل راية قيادة المنتخب المصري بكل شجاعة من الجيل السابق للفراعنة ونجح في قيادة منتخب الساجدين نحو تحقيق عدة انجازات في الفترة الماضية أبرزها العودة للمشاركة في كأس العالم بعد غياب 28 عامًا والفوز بـ"وصافة" أمم أفريقيا بعد غياب المنتخب عن 3 نسخ متتالية للبطولة ليكسب ثقة الارجنتيني كوبر المدير الفني للفراعنة وزملائه وجميع المصريين الذين يعتبرونه الأمل للمنتخب في المونديال.


 

أرقام وانجازات محمد صلاح مع ليفربول ومنتخب مصر وضعته ضمن قائمة اللاعبين المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017 إن لم الأقرب للتتويج بتلك الجائزة الهامة التي لم تحققها مصر منذ 34 عامًا ومنذ أن حققها الكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى الحالى ونجم الكرة المصرية عام 1983.

 

وتراقب العديد من الأندية محمد صلاح حاليًا للتعاقد معه خلال الفترة المقبلة حيث ذكرت عدة تقارير صحفية عن رغبة أندية ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد لضم "الفرعون المصري" ولكن أيًا كانت وجهته المقبلة فالشيئ الأكيد أن رحيل "مو" عن قلعة "الآنفيلد" سيكون في صفقة تاريخية وذلك بعدما تجاوزت القيمة التسويقية له حاجز الـ60 مليون يورو.