"الفجر" تحاور عميد معهد الأورام بجامعة ميريلاند في أمريكا (فيديو)

تقارير وحوارات

محررة الفجر والدكتور
محررة الفجر والدكتور نادر حنا


الدكتور نادر حنا - عميد معهد الأورام بجامعة ميريلاند لـ"الفجر":
- الطالب المصري يفوق كل الإمكانيات
- الصبر والكفاح والعمل والتعليم أسباب الشهرة والنجاح
- الفرق بين دراسة الطب في مصر وأمريكا يرجع للإمكانيات
- لا أرفض أي دعوى للمشاركة في مبادرات تخدم مصر
- الدكاترة في مصر ممتازين وينقصهم العمل بروح الفريق
- وضع رواتب عادلة لـ"أطباء الجامعات" يجعل تركيزهم على التعليم وتطويره
- رواتب الأطباء في مصر ضعيفة ولبناء فريق متكامل لابد من تقديرهم
- نسبة السرطان في مصر تزداد ولابد من وضع خطط موضوعية لعلاجها
- قانون التأمين الصحي الشامل سيقول الوقت إنه سينهي أزمة العلاج وتكدس المرضى أم لا

استقبلت مصر خلال الأيام القليلة المقبلة، الدكتور نادر حنا، عميد معهد الأورام بجامعة ميريلاند، المصنف ضمن أفضل 10 جراحين أورام الجهاز الهضمي بالولايات المتحدة الأمريكية، لإجراء جراحات مجانية بمصر، وذلك في إطار مبادرة "وقتك لبلدك"، وعرض أحدث التقنيات في جراحات الأورام.

أجرت بوابة "الفجر" الإلكترونية، حوارًا صحفيًا مع "حنا" المصنف ضمن أفضل 10 جراحين أورام الجهاز الهضمي بالولايات المتحدة الأمريكية، تحدث خلاله عن، الفرق بين دراسة الطب في مصر وأمريكا، ومستوى المستشفيات، والوضع الصحي في مصر، وكيفية تعامل الطبيب مع مرضاه، وقانون التأمين الصحي الشامل، وميزانية الصحة، وهل هي كافية أم لا لتطوير القطاع؟ فضلًا عن العديد من الموضوعات.. وإليكم نص الحوار:

- كيف تتعامل مع مثل هذه المبادرات؟ وما الجدوى من المشاركة فيها؟
أي مصري في الخارج يُحب يشارك فىي مثل هذه المبادرات، فهو جزء من واجبنا تجاه بلدنا، ولا أرفض أي دعوى للمشاركة في مبادرات تخدم مصر.

- ما الفرق بين دراسة الطب في مصر وأمريكا؟
أنا خريج كلية الطب جامعة عين شمس، والفضل في ما وصلت إليه يعود إلى أساتذتي وتلامذتي الذين تعلمت على أيديهم، والفرق بين دراسة الطب في أمريكا ومصر يرجع للإمكانيات، وطلاب الطب في أمريكا لديهم إمكانيات أكثر من الطلاب في مصر، إلى جانب التكنولوجيا المتقدمة، ولكن ذكاء واجتهاد الطالب المصري يفوق هذه الإمكانيات. 

- كيف نصل للمستوى العالمي في الطب؟
عن طريق توظيف الطاقة البشرية، الدكاترة في مصر ممتازين ولكن لا يعملون بروح الفريق الواحد، في أمريكا الأطباء يوحدون جهودهم، فالعمل بروح الفريق الواحد يعد من أفضل وأسرع الطرق، مما يقلل مصاريف العلاج على المريض ويحسن من نتيجته.

- ما هو الراتب العادل للطبيب المصري كي يؤدي في المستشفيات الحكومية بنفس الكفاءة بالعيادات الخاصة؟
الرواتب بالفعل ضعيفة، ولكي نبني الفريق الكامل يجب أن يكون هناك تقدير للأطباء، بحيث يكون تركيزهم على العمل في المستشفيات والمرضى فقط.

وبالنسبة لأطباء الجامعات يجب توفير لهم رواتب عادلة ليكون تركيزهم على التعليم وتطويره، وتطوير العلم نفسه، وكيفية تحسين العلاج سواء بالأشعة أو الكيماوي، وهذا يتطلب توفير وقت للتفكير فيجب مقاضاتهم رواتب عادلة ليكون تركيزهم فقط على التعليم وتطوير العلم.

- وفقًا لخبرتك العالمية.. كيف يتعامل الطبيب مع مرضاه؟
المريض هو سبب نجاح الدكتور، فلذلك يجب على الطبيب التفكير في المريض اولًا وأخيرًا، والطبيب الناجح هو الذي يقدر المريض ويقدم له الخدمة المتكاملة.

- كيف ترى الوضع الصحي في مصر.. وماذا يحتاج للتطوير؟
من الواضح أن نسبة السرطان بمصر في ازدياد، خصوصًا في السن الصغير، فيجب دراسة الوضع والخروج بخطط موضوعية لعلاجها، ولابد من تواجد التوعية الطبية، فالشعب نفسه يجب أن يكون لديه الوعي الكافي.

- ما رأيك في مستوى الأطباء المصريين؟
ممتازون.. قائلًا: "أنا كنت واحد منهم واتعلمت زيهم، الفرق الوحيد أنه تم إتاحة الفرصة لي للسفر والدراسة والعمل خارج مصر، وتعاملي مع تكنولوجيا أكثر حداثة، ولكن الكفاءة والخبرة توجد في مصر".

- ميزانية الصحة تصل حوالي 64 مليار جنيه.. هل هذا الرقم يكفي لتطوير القطاع؟
الخدمات الطبية يكون لها جزء كبير من ميزانية الدولة، ولكن ليس بالأرقام بل بالتوعية، وليس بالمبلغ بل بأين هذا المبلغ يستخدم، فتكلفة العلاج من الممكن أن تقل إذا منعنا الأمراض نفسها، وذلك يتم عندما نوجه جزء من الميزانية للتوعية الطبية.

- هل ترى ان راتب الطبيب حديث التخرج سببًا في تركه مصر واللجوء للعمل بالخارج؟
أكيد من أحد الأسباب.. وأيضًا عدم توافر فرص العمل الجيدة، ولكن على الأطباء الشباب التحلي بالصبر والكفاح، والعمل على تعليم وتثقيف نفسهم، فهي من أحد أسباب الشهرة والنجاح.

- متى يذهب الأمريكان لتلقي العلاج في مصر؟
عندما تتوافر الأماكن السياحية بكثرة، مثل مستشفى الدكتور مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب بأسوان، ومستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، فهذان المستشفيان يأتيهما المرضى من جميع الأماكن، وذلك لتقديمهما خدمة العلاج للمرضى تضاهي الخدمة العالمية.

- إذا أصبحت وزير الصحة في مصر.. ما أول 4 قرارات ستتخذها؟
أولًا: التأمين الصحي الشامل والتوعية الصحية.
ثانيًا: اكتشاف الأورام مبكرًا أو قبل بدايتها.
ثالثًا: تقليل عدد الطلاب فى كليات الطب، لعدم وجود مبدأ "العرض أكثر من الطلب".
رابعًا: توجيه الطلاب حديثى التخرج وتوفير لهم فرص عمل.

- هل تفكر في إنشاء مستشفى بمصر؟
أحب أخدم بمستشفى في مصر، وكل شيء ممكن، وذلك عندما يتوافر العزيمة والرغبة والعمل التطوعي.

- هل مناهج التعليم الثانوي الخاصة بالجانب العلمي كافية لتأهيل الطالب المصري لكلية الطب؟
لابد من تغيير منظومة التعليم لتبدأ من الطفولة، وليس من مرحلة الثانوية فقط لأنه لا يأتي بثماره، وليس فقط التعليم بل الأخلاق والسلوكيات والإتيكيت والعمل الجماعي.

- ما الذى يفصلنا عن الغرب.. هل ينقصنا فرق إمكانيات أم علم؟
ينقصنا الاثنين.. وينقصنا أيضًا العمل الجماعي والتطوعي لتنمية الخدمة العلاجية في مصر.

- إذا كنت أستاذًا في جامعة مصرية.. ما محاور المحاضرة الأولى التي تلقيها على طلاب الطب الجدد؟
يجب أن يعرفوا جيدًا أن مهنة الطب مهنة نبيلة، ويجب أيضًا أن يعرفوا أنهم بذلوا مجهود للوصول لكلية الطب، ولكن شرف لهم أن يكونوا أطباء، وأن الطالب يكون على وعي تام أن السبب في نجاحه وتقدمه هو المريض، فشفاء المريض نجاح للدكتور.

- ما أصعب عملية جراحية واجهتك خلال مشوارك الطبي؟
عندما يكون السرطان منتشر بشكل كبير في جسم المريض، فهذه الحالة من المرض تمثل أخطر أنواع العمليات.

- مصر بصدد تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل.. هل لديك خلفية عنه؟
أتابع الأخبار بشكل كبير، وأعتقد المشكلة في قانون التأمين الصحي هي الإحصائيات، فيجب دراستها وحلها بشكل سريع، ويجب أن نكون على دراية بدخل المريض وانتسابه لأي مرحلة أو شريحة، ونجاح هذا القانون يتطلب توافر كافة البيانات التي يجب معرفتها والوقوف عليها.

- هل ترى أن تطبيق مثل ذلك القانون سينهي أزمة العلاج وتكدس المرضى في المستشفيات الحكومية؟
الوقت سيقول إنه سيساعد أم لا، ولكن لنجاح القانون والمنظومة يجب مشاركة الشعب المصري بأكمله، بمعنى أن يكف الشعب عن تناول الأشياء المسببة للسرطان، فعلى سبيل المثال "السجائر والشيشة"، فالقانون لا يحل المشاكل المتواجدة إلا بتعاون الشعب نفسه وتغيير سلوكياته، وان يكون المريض على وعى متى يذهب للطبيب، وعدم الانتظار للوصول لمرحلة متأخرة من المرض، فعندما يكون المرض في مراحله المتأخرة يتكلف مصاريف باهظة، ولكن عند اكتشافه مبكرًا يساعد في نسبة الشفاء والتكاليف تكون بسيطة على المريض وميزانية الدولة.

- لو عاد بك الزمن هل ستسافر إلى أمريكا؟
كنت حابب استقر في مصر، ولكن الظروف لم تساعدني على تحقيق ذاتي.

جدير بالذكر أن مبادرة "وقتك لبلدك"، أطلقتها مؤسسة "اسمعونا"، وتهدف لدعوة كل العلماء المصريين في الخارج، وذلك لزيارة مصر، واستقطاع جزء من وقتهم لصالح مصر، حيث يتم إجراء الكشف الطبي وإجراء العمليات الجراحية للحالات الغير قادرة بالمستشفيات الجامعية على مستوى الجمهورية.