في ذكرى رحيل بنت الشاطىء.. "عائشة عبد الرحمن" المرأة التي رفع لها التاريخ قبعته

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر، لاسيما في جريدة الأهرام، وهي أول عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية، إنها الكاتبة المصرية المعروفة ببنت الشاطىء "عائشة محمد علي عبد الرحمن".

 

تلقت تعليمها بالمرحلة الابتدائية بالمنزل

بنت الشاطىء.. هي إبنة لعالم أزهري فقد كان والدها مدرسا بالمعهد الديني بدمياط، بلد المنشأ التي ترعرعت فيها، كما تلقت تعليمها الأول في كتّاب القرية فحفظت القرأن الكريم ثم ارادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر ؛ولكن والدها رفض ذلك فتقاليد الاسرة تأبى خروج البنات من المنزل والذهاب إلى المدرسة؛ فتلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها بالرغم من انها كانت تدرس بالمنزل.

 

كتابها الأول بعنوان الريف المصري

حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وقد كان ترتيبها الأولى على القطر المصري، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 م وكان ذلك بمساعدة امها فأبوها كان يأبى ذهابها للجامعة، وقد الفت كتابا بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941.

 

مناصبها

فمن طفلة صغيرة على شاطئ النيل في دمياط إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967م والخرطوم، والجزائر 1968م، وبيروت 1972م، وجامعة الإمارات 1981م وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983م.

 

تدرجت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا، وساهمت في تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها.

 

بدايتها مع جريدة الأهرام

قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998. وكان لها مواقف فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجالات الفكرية التي خاضتها بقوة؛ وكان أبرزها موقفها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذودًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، وموقفها الشهير من البهائية وكتابتها عن علاقة البهائية بالصهيونية العالمية.

 

سر لقب بنت الشاطىء

كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار؛ فاختارت لقب بنت الشاطئ لأنه كان ينتمى إلى حياتها الأولى على شواطئ دمياط والتي ولدت بها، حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها والتي كانت تكتبها في جريدة الأهرام وخوفاً من إثارة حفيظة والدها كانت توقع باسم بنت الشاطئ اي شاطئ دمياط الذي عشقته في طفولتها.

 

وتوفت بنت الشاطىء، في مثل هذا اليوم من 1 ديسمبر من عام 1998 ، إثر سكتة قلبية.