"عم عاشور" شعره شاب في إطعام المريدين والأحباب (تقرير مصور)

صور

بوابة الفجر


بيدان أكلتهما المياه والنشا، ووجه امتدت بطوله خطوط العجز والشقاء، وشعر ولحية شيب، وقف "عم عاشور" الستيني، أمام "نصبة" بالحسين، يسكب الصلصة على المعكرونة لمدة فاقت الـ7 سنوات، دون أن يشعر بأي ملل.

تتراص أدواته البسيطة أعلى رفين من الرخام تخللهما الزمن ومحاولات البقاء، يحملان ذكريات أليمة وأخرى سعيدة، بجوار حائط أكله الشيب، وعلى الرغم من ذلك يأتي له كل قاص ودان، ليأكل من يديه الخشنة ما تطيب له النفس.  








قصته:
كان "عم عاشور" حرفيًا بمهنة الذهب، استنفذ فيها صحته وشبابه، وكعشرات الشباب، توجه للعراق من أجل البحث عن رزق حلال، لكن كان للحري رأي آخر، فأودعته بلده مصر، بعد سنوات من الغربة العجاف.

عاد عم عاشور مرة أخرى لمنزله بالقاهرة، وعاد لحرفته الأصلية في الذهب، والتي لعبت فيها الميكنة الحديثة دورًا، حيث كانت السبب في أن يهجرها بعد سنوات من العشرة، ولم يكن وحده، بل هجرها كل من كان يعمل بها في ذلك الوقت.


والتي لعبت فيها الميكنة الحديثة دورًا، حيث كانت السبب في أن يهجرها بعد سنوات من العشرة، ولم يكن وحده، بل هجرها كل من كان يعمل بها في ذلك الوقت.




مشروع بسيط:
في أوقات الضيق، لا تترك لنا الظروف السيئة أي خيارات، فبعد أن ترك عم عاشور حرفته في صناعة الذهب، لم يعد أمامه أي باب رزق، إما أن يتوجه للشوارع والميادين بحثًا عن مجيب لسؤاله، أو أن يعمل صبيًا في أحد المقاهي، أو أن يكون له مصدر رزق خاص به، عن طريق "نصبة" لأي من الأكلات.

ولم يجد عم عاشور نفسه بارعًا في أي شئ سوى المعكرونة بالصلصة، والتي يحبها الكثير من الشعب المصري في ظل أن أسعارها ليست مرتفعة، فحققت له المعادلة الصعبة، وبدأ في إقامة النصبة بأحد شوارع المعز








مساعدة المحتاج: الرزق بتاع ربنا
على الرغم من الشقاء الذي كان يشعر به، في يوم يبدأ من العاشرة صباحًا حتى الخامسة عصرًا، إلا أنه لم ينس يومًا شخصًا قد يشعر بالاحتياج والجوع، ففتح نصبته كثيرًا للمحتاجين "مجانًا".

وعلى الرغم من ازدياد الأسعار والمواد الخام التي يستعملها، إلا أن لم يرض يومًا أن يزيد سعر "طبق البسطاء" الذي يقدمه عن 5 جنيهات، ليكون في متناول جميع المترديين على شارع المعز لدين الله

"الرزق بتاع ربنا ومساعدة البسطاء أيضًا رزق من عند الله، إحنا غلابة زي بعض ولازم نحس ببعض"، هكذا قال عم عاشور، الذي أكد أن السنوات التي مرت وهو واقفًا على النصبة، لم تغير من طبق البسطاء شيئًا.