إسلام فكري يكتب: الهجوم علي المؤسسات الدينية ما بين دعم الإرهاب و تقويض جهود الدولة

ركن القراء

إسلام فكري
إسلام فكري


يقال ان الحكمة ضالة المؤمن  وهو  أمر يتوافق مع اعمال العقل فى الاسلام و في الحياه وان الانسان عليه ان يسعي دوما الي اكتساب المعرفة و تحليل ما يترأ له من الاحداث وتكوين عقيدة خاصة بيه من خلال مجموعه القراءات والمناقشات مع اهل العلم والمتعلمين و معرفة اسرار الكون والحياه بل و احيانا تكون مناقشاتنا الدينيه هامة جدا لتثبيت عقائدنا و دحر كل فكر متطرف فيها و هو امر كثيرا ما فعله الرسول صلي الله عليه وسلم مع المجادلين لاسيما من اهل الكتاب وخاصة اليهود و فعله الصحابة الاولين و كان الامام علي احد ابرز المتناصحين واصحاب الرأي حتي ضد الخوارج واستخدم معهم المقارنه والحوار وارسل لهم العلماء ولكن حين رأي منهم التعنت قاتلهم وفعل نفس الامر مع اصحاب الجمل بل وبن ابي سفيان ومقارعه الحجه بالحجه بل انه قبل وقف القتال وهو منتصر و دخل في جدال فلسفي وديني الي ان انتهي بأغتيال الخليفه علي بن ابي طالب ثم تنازل نجله الامام الحسن بن علي لمعاوية لحقن دماء المسلمين.
وفي ظل عصر الانترنت وتناقل المعلومات و انتشار الوسائل الاعلامية ظهرت علينا مجموعه غريبه من الاحاديث والقصص التراثيه التي لا يعرفها الا الغارقين في كتب التراث والماضي ولم يتداولها بين العامة وكانت تسمي بعلوم الخاصة الا ان راغبي الشهرة و الاعلام باتوا يخرجوها لاثارة الجدل ليصبحوا ضيوف الاعلام و يتقاضون الاموال مقابل تلك الشهرة التي اصطنعوها و هناك نماذج مشهورة مثل اسلام البحيري و الدكتور يوسف زيدان وغيرهم  يتخذون ستار تجديد الخطاب الديني من اجل ضرب كل ما راسخ فى عقيدة الناس 
فكثيرا منهم ما يلتقط  نص كتاب كتب فى عصر الهجمات التتارية و الصليبية و يستدعييها فى مواقف تاريخيه لنقضها وبيان فساد الاستدلال بالموروث الفكري و استدعاء تلك النصوص كلما حدثت حادثه اجرامية لارهاب المصريين او حتي المسيحين في مصر او اي مخالف للجماعات التكفيرية و من يتابع الفكر التكفيري يجد انه فكر هدام يخرج الجميع من الملة التي يتعقدها ولا يؤمن من الدين سوي بفكر الموت والدم والقتل و الاعاشة علي الموت و يعقتدون ان الدم سبيل الخلاص الوحيد للوصول الي الدولة الاسلامية الخالصه التي ستفتح العالم مرة اخري و يستشهدون بحديث  مشهور " ثم تعود خلافة الي ان يشاء الله " و مواجهه هولاء التكفيرين بمنطق التشكيك في ثوابت الدين والعقيدة التي يتبعها احد الدعاه الجدد هو امر غريب لانه يؤدي الي تمسك هؤلاء بأفكارهم وتأكيد رؤيتهم ان تصفيه كل من يحاول التشكيك في الثواب هو امر مستحب للدفاع عن دين الله بل انه يسهل عليهم استقطاب اخرين من الجهله او معدومي الثقافه والمعرفة الي تيارهم الفكري المتطرف بحجه الدفاع عن الدين والشريعه والاسلام كما ان اسلوب تلك الفئه من الدعاه الممولة و منتميه الي المدارس الفكرية الغربية في ضرب مؤسسة الازهر الشريفه وتحطيم صورتها بدلا من دعمها والعمل علي تقييم ادائها وتقييم اي اساليب غير منضبطه فيها  يؤدي الي استفزاز مشاعر الملايين من المسلمين ويؤدي الي الاضرار بأصحاب الفكر السليم في تصحيح مسار المؤسسات الدعوية لانهم سيواجهوا غلاه التطرف و ينهزموا خشية التأثير علي حياتهم ومصالحهم 
التصدي للفكر المتطرف يحتاج الي تدرج و سعه صدر و دراسه متأنيه لفكر الاخر لتستطيع ضرب افكارة من خلال تناقضاته والتركيز علي ابعاده عن عناصر الاستقطاب المحتملة ووقتها يصبح الحل الامني والعسكري امر سهل و هين التكلفه.