محمد إبراهيم طعيمة يكتب: سمير صبري والمؤامرة على تاريخ جورج سيدهم

الفجر الفني

محمد إبراهيم طعيمة
محمد إبراهيم طعيمة


ماذا يحدث لو أنك اجتهدت طوال حياتك لكي تبني لك شركة فخمة، تقدم منتجًا جميلًا يستفيد منه بني وطنك، ثم يأتي صديق لك ويعرض عليك المساهمة في هذا المكان وتجهيزه، وبعد أن تدفع كل ما لديك من مال وجهد، يستيقظ صديقك هذا من النوم فجأة ذات يوم ليقرر الانسحاب من المشروع، طالبًا مستحقاته ليضعك في ورطة كبيرة؟

 

وماذا لو أنك أعدت إليه مستحقاته بعد أن درت تقترض من هذا وذاك، لتصاب بجلطة وتجلس طريح الفراش في منزلك دون عمل، ثم بعدها تفاجئ بشخص آخر يُفترض أنه صديقكما يقترح أن يُطلق اسم هذا المنسحب المتسبب في تعاسة صديقه على الشركة كتكريم له.

 

هذا بالضبط ما حدث يوم أمس بعدما صدم الفنان سمير صبري الجمهور برغبته في عمل تكريم كبير للفنان سمير غانم يتمثل في إطلاق اسمه على مسرح الهوسابير الذي كان يمتلكه مع الفنان جورج سيدهم، قبل أن ينسحب منه فجأة ويفض الشراكة مسببًا صدمة كبيرة لجورج.

 

ولمن لا يعرف القصة، فقد كان الفنان جورج سيدهم شفاه الله وعافاه، محبًا للفن ولرسم ضحكة على شفاه الجمهور مهما كلفه ذلك.. هذا الحب جعله ينفق كل ما معه من أموال على مسرح الهوسابير رافضًا تغيير اسمه لاسم آخر، ليبدأ المسرح وتحديدًا منذ عام 1981 في تقديم عدد من الأعمال الناجحة منها مسرحيتي "المتزوجون"، و"أهلًا يا دكتور" مع الفنان سمير غانم العضو الباقي من فريق ثلاثي أضواء المسرح.

 

ورغم النجاحات المادية والأدبية الكبيرة التي حققها الهوسابير وعروضه، والتي دفعت جورج لعمل خطة لتطوير المسرح جعلته يقترض ليشتري أجهزة صوت وإضاءة جديدة، إلا أن الجميع فوجئ  بالفنان سمير غانم يستيقظ من النوم فجأة ذات يوم ليخبر جورج بضرورة الانفصال بينهما فنيًا، واحتياجه لنصيبه في المسرح، وكان ذلك بعد وفاة شقيقه سيد غانم الذي كان يتولى إدارة أعماله، وبرر سمير قراره وفق ما ذكره في لقاء صحفي مع جريدة الأنباء الكويتية وقتها، أنه يريد المال بعد أن اضطربت أحواله بوفاة شقيقه.

 

لم يكن أمام جورج سيدهم إلا أن يوفر لسمير مستحقاته، ليتعرض لأزمة نفسية وصحية كبيرة، تمثلت في خسارة الصديق ورفيق الدرب والكفاح أولًا والأزمة المالية والصحية ثانيًا، والتي زادت بعدما تعرض المسرح لحريق كبير دمر محتوياته كاملة، ليُصاب جورج بجلطة في القلب حزنًا على كل ما جرى له.

 

حاول جورج بعد ذلك استعادة مكانة الهوسابير بعد كل ما تعرض له من كوارث ليفاجئ في عام 1997 بقيام السلطات بالحجز على المسرح، ليكتشف جورج أن شقيقه قد قام برهن المسرح لأحد البنوك دون علمه، ليصاب جورج بجلطة في المخ، أثرت على مركز الكلام ونتج عنها شلل تام في الشق الأيمن من جسده، ليجلس الفنان جورج سيدهم من وقتها في منزله طريح الفراش.

 

فهل يعقل بعد كل هذا أن يطالب الفنان سمير صبري - ولو بحسن نية - بأن يحمل الهوسابير اسم سمير غانم، وكأنه يكرمه على ما فعله في صديقه ورفيق كفاحه؟ فهل يعقل بعد كل هذا أن ينسى الفنان سمير صبري ما فعله جورج سيدهم من أجل الهوسابير وبدلًا من أن يطالب بإطلاق اسم جورج عليه يحاول – ولو بدون قصد – أن يمحو اسم جورج وتاريخه من على الهوسابير؟