آخر أمُنية لقاتل الطفل "عبيدة" قبل إعدامه

عربي ودولي

الطفل عبيدة
الطفل عبيدة



رفض والد الطفل عبيدة إبراهيم صدقي عبدالهادي، أن يسامح قاتل ابنه، نضال عيسى عبدالله (أردني ــ 50 عاماً) قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه، أمس الخميس، وحين أبلغ الأب بأن هذا الطلب الأخير للمحكوم عليه قبل إعدامه، قال "لن أسامحه طوال عمري على جريمته البشعة بحق طفلي".

وقال النائب العام في دبي، المستشار عصام عيسى الحميدان، إنه تم تنفيذ حُكم الإعدام بعد المصادقة عليه بحق المحكوم

عليه، الذي أُدين بتهمة القتل العمد المُقترن بجريمتي الخطف واللواط بالإكراه، وذلك بناءً على الأحكام الصادرة من المحاكم الجزائية، مع إتمام جميع مراحل التقاضي الخاصة بتلك القضية.

وبإعدام المحكوم عليه يسدل الستار على قضية هزت الرأي العام، وتعود تفاصيلها، بحسب ما أوردتها تحقيقات النيابة العامة، إلى مايو من العام الماضي، عندما خطف المدان الطفل عبيدة من أمام ورشة والده في إمارة الشارقة، وتوجه به إلى إمارة مجاورة، وتعاطى المشروبات الكحولية، ثم توجه إلى منطقة الممزر في دبي، وأوقف مركبته في أحد المواقف، وارتكب جريمة اللواط بالطفل، ثم قتله خنقاً باستخدام قطعة قماش كان يستخدمها في تنظيف مركبته، ثم ألقى جثته على شارع المدينة الجامعية في الورقاء.

وحين سئل المتهم إن كان يريد شيئاً قبل إعدامه، طلب الحديث إلى والد الطفل الذي حضر عملية تنفيذ الحكم برفقة شقيقيه، لكن الأب أبلغ النائب العام، المستشار عصام الحميدان، بأنه لا يريد الحديث معه، فأبلغ القاتل بذلك، وسأله ماذا يريد أن يقول للأب، فقال القاتل "أريده أن يسامحني هو وأسرة الطفل"، وحين أبلغ الأب بذلك، قال "لن أسامحه طوال حياتي على ما ارتكبه بحق ابني".

وقال الأب، إنه "حضر عملية تنفيذ الإعدام مع شقيقيه اللذين قدما من الأردن، وانتظر حتى تأكد من أن القاتل مات"، مؤكداً أن "النار التي في صدور الأسرة بردت الآن، ولكن لا شيء يمكن أن يعوض فقد عبيدة".

وأشار إلى أن العدالة في الإمارات ناجزة، ولا يمكن أن يضيع حق فيها، مضيفاً أن مسؤولين عديدين أكدوا له مراراً من قبل أن حق ابنه سيسترد، وبعد تنفيذ الحكم شعر بالسكينة.

وتابع والد عبيدة، أنه لم يحلم بابنه هو أو والدته منذ وفاته، لكن قبل أيام قليلة حكى له جاره أن ابنه الذي كان صديقاً لـ"عبيدة" حلم بأنه شاهده يشتري أغراضاً من البقالة، وطلب منه العودة إلى المنزل، لأن والديه يبحثان عنه، فرد "عبيدة" بأنه سعيد في هذا المكان، ولن يتركه أبداً.

وتابع الأب، أنه وأم "عبيدة" يشعران بالراحة الآن، ويؤمنان بأن ابنهما في مكان أفضل كثيراً، وروحه استقرت في سلام، لافتاً إلى أن أمه حامل حالياً، ويتوقع طفلاً خلال الأشهر القليلة المقبلة، متمنياً أن يكون صبياً بطيبة قلب عبيدة.

وأشار إلى أنه لم يخبر الأم بموعد تنفيذ حكم الإعدام إلا قبل ساعات قليلة من التنفيذ، رغم إبلاغه سابقاً، فيما حرص أفراد الأسرة على زيارة الأم وأفراد العائلة.

وبحسب الإجراءات المتبعة، تلا النائب العام منطوق الحكم بصوت عالٍ، بحضور اختصاصي طبي، وأحد رجال الدين، ومساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، وضباط ومسؤولين وطاقم من الإسعاف.

وكانت محكمة التمييز في دبي أكدت، في شهر فبراير الماضي، الحكم بإعدام المحكوم عليه، بعد أن أصدرت محكمة الاستئناف حكمها بتأييد قرار محكمة أول درجة بإعدامه، ليستنفد جميع إجراءات التقاضي.

وكانت هيئة محكمة الجنايات ذكرت في حيثيات حكم أول درجة بإعدامه أنها استندت في حكمها إلى أدلة ثبوتية قاطعة، واعتراف حر أدلى به المتهم، بعد فسحة من الوقت، غير متأثر بجرمه أمام المحكمة في الجلسة الأولى من المحاكمة وأمام النيابة العامة. ورفضت المحكمة طلب استعمال الرأفة مع المتهم، بعد أن هالها ما ارتكبه من جرم بشع ترفضه النفس البشرية السوية، ويعكس ما يضمره في نفسه من خطورة إجرامية تجردت من كل معنى الرأفة، بحسب الحيثيات.