عمال الصحاري البيضاء.. "لقمة العيش من حضن الجبل" (صور)
يتوجه العاملون إلى إحدى السيدات التي تقدم الأطعمة، من منزلها، بأسعار بسيطة؛ لاصطحابها معهم إلى المناطق الجبلية.
يجلس زين البالغ من العمر 31 عاما، والذي ترك التعليم في المرحلة الإعدادية؛ لينفق على منزله ومن ثم الزواج، فهو أب لخمسة أطفال، في كابينة سيارة نقل، متجهًا مع زملائه إلى المحاجر.
يعمل بهذه المهنة الأف العاملين يوميًا متفرقين، على عدة مصانع صغيرة؛ لتقطيع الصخور واستخراج الطوب منها.
يبدأ كل منهم العمل، وسط غبار كثيف، وأجواء ملوثة، ناجمة عن بدء عملية تقطيع الأحجار الجيرية.
يقبض أحمد نبيل، مالك
المحجر، بيده، على ماكينة "الفصالة" لقطع بلوكات الطوب الأبيض من الجبل،
ليلغي قاعدة الكبير والصغير والغني والفقير، ويتقدم رجاله كما يتقدم القائد
المعركة في ساحة الحرب.
يتوجه العاملون في
التاسعة صباحا إلى تناول الإفطار الجماعي، داخل غرفة صغيرة لا تتخطي مساحتها
الثلاثة أمتار، وارتفاعها المتر تقريبا، ثم يشربون الشاي، ويدخنون تبغهم المحلي.
الفول والطعمية، وجبة الإفطار الرئيسية، المقررة يوميا للعاملين بالمحاجر.
يعاود مالك المحجر،
بدء العمل بيده؛ ليحث العاملين على الحركة والنشاط مرة أخرى.
يقوم زين باستكمال
تقطيع البلوكات الحجرية، بكل جهد، متفاديًا الأمواس الصلبة، التي تطارد أطراف جسده
عند حركتها.
يرفع أحد العاملين
البلوكات من على الأرض، استعدادًا لنقلها على السيارات.
يرفع أحد العاملين
القوالب الحجرية على السيارات، استعدادا لنقلها إلى أماكن أعمال البناء.
يتقاضى العامل يوميا
من خمسون إلى ثمانون جنيه.
تتحرك العربات فور اكتمال عملية رص القوالب إلى أماكن أعمال البناء، وكذا يتم الاستفادة من الغبار الناتج عن عملية التقطيع، في عمل تبيض السكر والأرز، ويستخدم أيضًا في معجون الأسنان لاحتوائه على مادة الكالسيوم.
يذكر أن محافظة المنيا تجمع 300 ألف جنيه سنويا، من المستأجرين لقطع الأراضي الصخرية، نظير استخراج الطوب منها والتي يراها العاملون مبلغ كبير، حيث يقومون باستئجار الأرض، بدون ضمانات؛ لطبيعية الموقع في إنتاجية الأحجار.