"محاجر المنيا".. هنا موسكو صعيد مصر (قصة مصورة)

صور

بوابة الفجر





التعليم في الصغر، كالنقش على الحجر، فما بالك بالنحت في الصخر، جملة اعتادنا على سماعها كثيرًا حين يتحدث أحد عن رحلة كفاحه، ونجاحه، ولكن هل سألت نفسك يومًا ما طبيعة النحت في الصخر، وما طبيعة عمله، وأدق تفاصيل القائمين عليه.

على بعد أكثر من مئتي كيلو مترًا، من العاصمة، تقع "موسكو الجنوب"، في صعيد مصر، حيث متسع الجبال البيضاء، والمساحات الواسعة، التي لا ترى فيها لونًا ملفتًا، سوى أجسام العاملين، التي تتحرك كما تتحررك الدبب البيضاء في متسعات روسيا.

يبدأ يوم العاملين بالمحاجر، من قبل شروق الشمس، حيث شق الجبل، بواسطة ماكينة "قاطعة البلوك"، ثم التقطيع على "أكليشيه" قوالب الطوب، بنفس الحجم، ولكن التلوث هنا سيد الموقف، فالغبار الناجم عن تلك العملية، لا يترك أحدًا بكامل قواه، فالجميع هنا مصابًا بأمراض صدرية بالغة.

يتعرض العاملين بالصناعة، إلى حوادث واحدة تلو الأخرى، فمن يسهو تطير أطرافه وتتناثر كما لو تعرض لإنفجار ضخم، وهنا يقف يتشرد رب الأسرة، بلا أي تأمينات أو معاشات.

ولكن هل سألت نفسك من أين يأتون بالكهرباء، وسط هذه الصحراء، يستعين العمال بكهرباء مكشوفة، ذات تيار عالي، تعرض حياتهم للخطر،  فالذي ينال "لسعة" الكهرباء لا يقابل إلا وجه ذو الجلال والإكرام.