أحمد شوبير يكتب: الأهلى والقيم والمبادئ

الفجر الرياضي




■ فلتذهب الانتخابات إلى الجحيم ويبقى الأهلي رمزا خالدا

العظماء لا يرحلون بل يعيشون داخل الأهلى

يعنى إيه قيم ومبادئ وما معنى أن كل محترم منتم للنادى الأهلى يفتخر دائما بكلمة القيم والمبادئ وما معنى أن يخرج علينا البعض الآن ممن قدموا أنفسهم للجمعية العمومية فى الانتخابات ليسخر من كلمة القيم والمبادئ ولمن لا يعرف وببساطة شديدة جدا أوضح لهم بعضا مما عرفته وتعلمته داخل هذا الصرح العظيم فقد كنت ناشئا صغيرا لا يتجاوز عمرى 17 سنة عندما انضممت لهذا الكيان محققا حلما راودنى منذ دعيت إلى الدنيا وكم كان حظى سعيدا عندما انضممت سريعا للفريق الأول لأزامل عظماء اللاعبين مثل الخطيب ومصطفى عبده ومصطفى يونس ومختار مختار وماهر همام وطاهر الشيخ وشطة وصفوت عبدالحليم وإكرامى وثابت البطل وغيرهم كثيرون من نجوم الأهلى العظماء والذين كان فقط مجرد مصافحتهم حلما من أحلامى وتتلمذت على أيدى العظماء مثل عزت أبو الروس ومحمود الجوهرى وحسن حمدى وزيزو وغيرهم كثيرون قدموا للأهلى أروع الأمثلة فى الإدارة المحترمة وعشت فى عصر الرؤساء كامل مرتجى وصالح سليم وعبده صالح الوحش، كما كان لى عظيم الشرف أن يكون فى مجلس إدارة الأهلى اسماء مثل كمال بك حافظ واللواء مبروك متولى والأستاذ أحمد زكى عبدالهادى والمستشار محمود فهمى وفى مجال إدارة النادى كان هناك العميد محمود محرم والكابتن محرم الراغب والعظيم عدلى القيعى والرائع عاطف رزق وغيرهم من قامات الأهلى العظيمة وكلهم جميعا لم يكن لهم أى غرض إلا خدمة الأهلى ورفع اسمه فى كل المحافل وكنت أنظر إليهم بدهشة واستغراب وهم يتابعون مباريات الأهلى فى شتى أنواع المسابقات دون التركيز على كرة القدم فقط وكم كانت دهشتى عندما أجدهم يحفظون أسماء اللاعبين فى كل الأعمار ومختلف اللعبات وهو ما أعطى انطباعا بالثقة والاطمئنان لدى الجميع لاعبين ومدربين وأولياء أمور نظرا لهذا الترابط الشديد الذى يجمع بين الأهلى أعضاء ولاعبين ومدربين بكل السادة المسئولين ولا أنسى أبدا يوم أن كنا نلعب مباريات فى 17 سنة الساعة 10 صباحا وأجد فى المدرجات رئيس النادى وأعضاء مجلس الإدارة وجماهير وأعضاء كثيرة يعرفوننا بالاسم يشجعوننا ويهنئوننا عقب الفوز فقد كنا جميعا أسرة واحدة قريبين جدا من بعضنا البعض وكان بالأهلى ملعب واحد يضمنا جميعا على الرغم من سوء حالته وكان متعة الفرق أن يشاهد بعضها البعض لذلك نشأت صداقات وطيدة بين الجميع وتعامل الجميع كما لو كانوا أهلا وأصدقاء من بيت واحد اسمه النادى الأهلى.. صحيح أن الظروف وزيادة عدد الفرق استدعت أن يكون هناك فروع جديدة وملاعب أكبر وأكثر لتتسع لهذا العدد الكبير من ممارسى الألعاب المختلفة داخل الأهلى وهو أمر أفقدنا كثيرا من الشعور بالحميمية والتى كانت شعار كل أبناء النادى الأهلى لأن النشاط الرياضى أصبح موزعا على 3 فروع ما بين الجزيرة المقر الرئيسى ثم مدينة نصر وأخيرا الشيخ زايد ولكن على الأقل ظل اسم الأهلى يرفرف فوق الجميع بعد اسم مصر طبعا.. ولم يكن أحد أبدا يسمح لشخص أيا كان بالخروج عن تقاليد الأسرة الواحدة فأذكر أن لاعبا فذا مثل جمال عبدالعظيم وكان الأهلى قد اشتراه فى صفقة مباشرة من نادى القناة خرج فقط على النص فى تعامله مع الكابتن عزت أبوالروس مدير الكرة فى هذا الوقت فكان القرار الفورى بالاستغناء عنه رغم قيمته العظيمة على الرغم من حاجة الفريق الماسة لجهوده وهو ما ندم عليه كثيرا بعد ذلك جمال عبدالعظيم أذكر أيضا لاعبا بحجم محمد عباس أحد أهم رءوس الحربة فى تاريخ مصر لم يتردد مجلس الإدارة فى الاستغناء عنه لأسباب سلوكية فضل وقتها القائمون على النادى الأهلى رحيله على استمراره رغم الحاجة الملحة للفريق لجهوده ولكنها سياسة الأهلى كما أذكر أننا فى عهد آلان هاريس على ما أتذكر فى عام 94 كان حسام حسن هو النجم الأول بكل المقاييس فى مصر كلها وليس النادى الأهلى فقط وفى إحدى المباريات تم طرد حسام حسن فانفعل وخلع فانلته وقذف بها على الأرض فما كان من صالح سليم إلا أن أمر فورا بإيقافه على الرغم من أنه كان الهداف الأول للدورى وكنا فى أشد الحاجة له فى كل المباريات ولكن صممت إدارة الأهلى وإدارة الكرة على القرار بل وتم حرمان حسام من المشاركة فى نهائيات الأمم الإفريقية عام 94 بتونس نظرا لإيقافه من قبل النادى الأهلى وفزنا وقتها بكل البطولات وانتصرت قيم ومبادئ الأهلى على الجميع يا سادة الآن أصبح من يقدمون البرامج فى قناة الأهلى يسبون بأقذع الألفاظ فى السر والعلن وبكل أسف يجدون مساندة من المسئولين بل ويطالبونهم بالمزيد لأننا على حد قولهم فى معركة انتخابية.. يا سادة رأينا عضوا دخل إلى النادى تابعا للسيدة زوجته أصبح الآن يظهر فى البرامج والقنوات يسب فى رمز كبير من رموز الأهلى هو محمود الخطيب وفى اليوم التالى نجده فى جولة انتخابية مع رئيس النادى وقائمته بل ويشارك بكلمة فى الندوات.. يا سادة أصبحنا نرى محاميا يزيف الحقائق ويقلب الحق إلى باطل بمساندة ودعم من السادة المسئولين لمحاولة الإساءة إلى رموز كبيرة خدمت ومازالت تخدم النادى الأهلى.. القيم والمبادئ ليست كلمة بل سلوك تربينا عليه داخل النادى الأهلى وعضوية الأهلى ليست «كارنيه» يتم تسديد اشتراكه كل سنة بل هى مشاعر وأحاسيس فى القلب نعيشها ونشعر بها ونخاف عليها ونعشقها يا سادة عضوية الأهلى هى شرف لكل من يحملها ولكن ليس معنى ذلك أن كل من يحمل العضوية يأتى ليترشح دون أى مقدمات لعضوية مجلس الإدارة فقط لأنه يحمل كارنيه العضوية فالأهلى يستحق أن يحكمه أبناؤه الذين يعرفون كل شيء عنه فليس مهما منصبه ولكن الأهم ما هو الأهلى بالنسبة له.. أحترم المناصب وأقدرها ولكن أحب الأهلى أكثر منها لذلك أتمنى أن يظل الأهلى لأبنائه الذين يعرفون ويقدرون هذا الاسم الكبير بقيمه ومبادئه وتقاليده والتى لن تنتهى أبدا مهما حاول بعض الدخلاء عليه.