محمد أكرم دياب يكتب: الأغنياء لا يدفعون الرشوة

ركن القراء

محمد أكرم دياب
محمد أكرم دياب


"لمجرد ان معاه فلوس بتمشي مصالحه،مبيحتاجش يدفع رشوة " كانت الجملة ردا من صديقي حسين معوض على ثالثنا، اثناء حكاوي تناثرت في راحتنا عقب جولة تصوير لبرنامج الاتوبيس .

الواقعة مر عليها شهور والجملة لاتزال عالقة بأزهاني، تطرح اسئلة لا نجد لها إجابات منطقية فاوقات كثيرة تختصر الاجابة على عبارة "سلونا كده"، او مشهد من فلم فجر لاسلام يبرر فيه الكفار عبادتهم للحجارة بجملة شهيرة هذا ما وجدنا عليه آبئنا و أجدادنا.

طيب ليه لغة "الفلوس" في مصر فيها الراحة والرفاهية و تكسير قوانين نمطية و اعراف فساد مجتمعي كالرشوة، السبب يرجع لثقافة او عقيدة نشأت عليها شريحة كبيرة من المجتمع، طبقة تحسست ضعفها في الفقر وميزت الوان الظلم لفقدان الظهر فأصبح المال امل في ازاحة الم، ولضعف نفوسهم اعتقدوا في الغني اعتقادهم في ماله.

فاصبح الغني لا يدفع الرشوة، لا يحترم القانون وتحميه امواله، و دون سعى لها تتفح امامه فرص لزيادة اطيانه، يسعى الى صحبته نجوم عالم السياسة والفن والاعلام يجاورهم مناصب حساسه تعطيعه مزيدا من النفوذ، كل هذا وأكثر فقط "علشان فلوسه" ، قد تستطيع تجربة ذلك دون الحاجه للثراء الفاحش فقط بفهمك للمعادلة.

تكمن معالمها في تفسير مثل شعبي للأجداد "من برا هالله هالله "، فلترى نفوذ "الفلوس" دون ان تملكها، عليك ان تخدعهم بمظاهرها كسيارة موديل العام يمكنك تأجيرها ضيف اليها بدلة معتبرة يمكنك تأجيرها واعتمد في الساعات على "الهاي كوبي" ولا تقلق ستوهوهم بأنها اصلية بل مطعمة بفصوص الماس ، والشرط الاهم احد المسيطين ليطبق مقولة "السيط ولا الغنى" ، طبق وصفتي ثم اخبرني هل دفعت رشوة ؟!