كاتب لبناني: استقالة "الحريري" مناورة سياسية ليعود البلاد لمسار "النأي بالنفس"

عربي ودولي

فتحي محمود كاتب صحفي
فتحي محمود كاتب صحفي



قال الكاتب الصحفي المختص في الشأن اللبناني، فتحي محمود، إن هناك قطع لبث حوار رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في الضاحية الجنوبية بلبنان معقل "حزب الله"، وهو ما يعكس توجهاً من قيادات الحزب بألا تستمع الجماهير لما سيقوله "الحريري" في لقاءه كي لا يصل لقواعده الشعبية، متابعاً أنها ليست المرة الأولى التي يستمع بها "حزب الله" لهذا الحديث إلا أنها يستمر في منهجه الخاص بالتدخل في شئون داخلية لدول عربية.

وأضاف "محمود"، خلال لقاء له على فضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن ما قام به "الحريري" هي مناورة سياسية لإعادة المسار في لبنان إلى أقرب مسار يمكن أن تطلق عليه "النأي بالنفس" وتحييد الدولة اللبنانية عن القضايا الداخلية العربية، مؤكدا أن وجود النفوذ الإيراني داخل لبنان ليس هو المشكلة الحقيقية ولكن استخدام هذا النفوذ في اطار أكبر إقليمي لا يتحمل لبنان تبعاته، لافتا إلى أن مفتاح الموقف في لبنان هو ما يحدث في اليمن من تحركات لـ"حزب الله".

وتابع، أن "الحريري" يسعى إلى أن تتوقف أي جماعة لبنانية عن التدخل في الشأن الاقليمي أو الشأن غير اللبناني، لأن لبنان هو من سيدفع التكلفة لهذا التدخل في أي وقت، معرباً عن اعتقاده أن التوترات الحالية في لبنان لن تصل إلى حد التوترات المسلحة إلا إذا وصلت التسوية السياسية إلى طريق مسدود.

وأكد أن قرار عدم التدخل في الشئون غير اللبنانية لا يعود لـ"حزب الله" بل إلى إيران، وهو ما لن تقبل به طهران حاليا، معرباً عن اعتقاده أن الحزب قد يخفف من أنشطته في اليمن لبعض الوقت ولكنه لن ينهيها بشكل كامل، بالإضافة إلى أن الأوضاع في سوريا تقول إن "حزب الله" لن يخرج منها حالياً، مرجحاً أن السيناريو الأقرب هو أن الوصول لطريق مسدود، خاصة أن التسوية التي تم على أساسها اختيار ميشال عون رئيسا للدولة لن تعود للمسار الصحيح.

ورأى أنه لا منطق في الفصل بين "حزب" الله وإيران، وأن الحزب هو جزء عضوي من البنية الايرانية، مشككا في إنهاء التواجد الإيراني أو لحزب الله في اليمن، لافتا إلى أن الموجود في اليمن قد يكونوا خبراء لحزب الله يقومون بالتدريب، وقد يتم استبدالهم بخبراء ايرانيين.

وأكد أن إيران تصر على إقحام "حزب الله" في اليمن لأن لديه خبرة عسكرية كبيرة جدا، وخاصة فيما يتعلق بالحروب في المناطق الجبلية وحرب العصابات، كما أن لديهم خبرة كبيرة في مجال الصواريخ، بالإضافة إلى كونها شوكة في ظهر الأمة لأنهم فصيل عربي.

وشدد على أن القاهرة كانت ضد أي تصعيد يمكن أن يؤدي إلي خلخلة في الأمن القومي العربي، ولديها موقف محدد وجاد ضد التهديدات الإيرانية والتدخلات في الشأن العربي، متابعا أنه يمكنها تقديم مشاورات سياسية حول السيناروهات المقبلة والدور العربي الذي يجب أن يكون موحد.