هربه "عبد الناصر" وأنقذه "مبارك".. مواقف رؤساء مصر مع ياسر عرفات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ساعات قليلة تفصلنا عن ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي ولد في مصر، و اختتم حياته وشُيع إلى مسواه الأخير أيضًا من على الأراضي المصرية، منذ 13 عامًا، لطالما ربطته بمصر علاقة متينة وقوية.

كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يُعد ابنًا لمصر، قبل أن يكون ابنًا لفلسطين، فهو بدأ حياته وتعلم بين أحضان المصريين.

وشيعت القاهرة جثمان الراحل ياسر عرفات في جنازة عسكرية حاشدة لا مثيل لها، بحضور ومشاركة كِبار العالم العربي وعدد من الأجانب.


وفي الذكرى الـ13 لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، تلقي "الفجر" الضوء على  أبرز مواقف الزعيم الفلسطيني مع رؤوساء مصر.

ساعده على الهروب.."عبد الناصر" أكبر داعمي عرفات
شهد الجميع على العلاقات القوية التي ربطت الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر بياسر عرفات، حيث جمعتهم الكثير من المواقف على مدار سنوات علاقتهما.

ومن أبرز القصص التي جمعت بين "ناصر"، و"عرفات"، قيام الرئيس المصري بتهريب ياسر عرفات من الأردن، عندما كان محاصرًا في أعقاب أزمة "أيلول الأسود"، وجاء ذلك بمساعدة المخابرات المصرية.

حيث كانت الأوضاع بين الملك حسين والمقاومة الفلسطينية مشتعلة، وتوسط "عبد الناصر" من أجل انهاء الصراع ووقف إطلاق النار إلا أن المفاوضات فشلت، مما دفع الزعيم المصري بتكليف  الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية الأسبق، بالذهاب إلى الأردن في مهمة سرية وهي إحضار ياسر عرفات إلى القاهرة بأي طريقة؛ لأنه كان حريص على أن رمز المقاومة الفلسطينية يخرج من هذا الصراع حيًا، حسبما جاء في مذكرات وزير الحربية المصري.

عرفات وثق في السادات ولكنه فشل في التعامل
بطبيعة الحال كان الرئيس أنور السادات مختلفًا في طريقة معالجة المشكلات والقضايا عن عبد الناصر، ولكن لم يعني ذلك أنه كان ضد القضية الفلسطينية.

فعلى الرغم من شعور عرفات باختلاف السادات عن رفيقه الراحل جمال عبد الناصر إلا أنه كان مطمئنًا إلى أن "السادات" سوف يواصل ولكن بطريقته الخاصة سياسة مصر فى دعمه، والإفادة منه بما هو صديق وحليف، حسبما ذكر  نبيل عمرو، والوزير السابق بالسلطة الفلسطينية، فى كتابه "ياسر عرفات.. وجنون الجغرافيا"
 
ويقول الوزير السابق نبيل عمرو: "كان "السادات" حريصًا على أن يتأبط ذراع "عرفات" فى كل خطواته تجاه إسرائيل، ولكن لم يكن الأخير بقادر على اللعب مع الرئيس المصري على طريقته الدرامية".


الحنين دفع "عرفات" لطرق باب مصر في عهد مبارك
وبعد سنوات من التوتر بين عرفات والسادات، جاء الرئيس محمد حسني مبارك ليعطي أملًا للرئيس الفلسطيني في عودة العلاقات كما كانت في عهد "ناصر".

ومثلما أنقذ عبد الناصر ، أبو عمار من حصار الأردن، نجح مبارك في انقاذه من طرابلس لبنان، بمساعدة الفرنسيين، حيث يقول "نبيل عمرو": "تعاون مبارك مع الفرنسيين وأنقذ الرجل من نهاية كان يمكن أن تصير فاجعة".