أحمد شوبير يكتب: عقدة الأهلي

الفجر الرياضي




خسر الأهلى بطولة إفريقيا فى مباراتها النهائية أقصى الأهلى فى طريقه للنهائى فرقا كبرى لها تاريخ كبير فى القارة الإفريقية مثل الترجى التونسى وبعدها النجم الساحلى بجدارة واستحقاق.. لعب الأهلى المباراة النهائية منقوصا من أفضل لاعبيه حسام عاشور وعلى معلول ومع ذلك كانت المباراة من جانب واحد تقريبا هو جانب النادى الأهلى.

تعرض الأهلى لانحياز تحكيمى واضح صحيح لم يكن مؤثرا فى النتيجة النهائية للمباراة ولكنه على الأقل أعطى الأمان للاعبى الفريق المنافس وأضاعه على فريق الأهلى.

كسب الأهلى احترام جميع خبراء اللعبة فى القارة الإفريقية لأدائه الراقى معظم مباريات البطولة.. نعم توقع الجميع أن يفعلها الأهلى أمام الوداد ويكرر ما فعله أمام النجم الساحلى والترجى التونسى ولكنها كرة القدم أرادت أن تبتسم للأخوة الأشقاء فى المغرب بعد غياب استمر 25 عاما بالتمام والكمال فكان من حقهم أن يفرحوا ويسعدوا بالبطولة خصوصا أنهم لم يفقدوا نقطة واحدة على ملعبهم بل الأكثر من ذلك أن شباكهم فى 7 مباريات لم تهتز سوى مرة وحيدة وهم يلعبون بعشرة لاعبين فى مباراة نصف النهائى أمام اتحاد العاصمة الجزائرى ومع ذلك فازوا 3/1 وصعدوا إلى المباراة النهائية وفى المباراة الأولى فى مصر نجحوا فى إحراز هدف التعادل ليكون مع جماهيرهم المتحمسة خير سند لهم فى مباراة العودة وينجحون فى خطف اللقاء والفوز به بهدف والفوز بالكأس أى أن الأهلى لاقى فريقا كبيرا فى المباراة النهائية يمتلك مدربا رائعا ولاعبون شبابًا كلهم من أبناء المغرب لا يوجد بينهم محترف واحد ولكن يوجد لديهم إصرار وعزيمة على النصر والفوز وهو ما تحقق لهم وعلى الرغم من الأجواء الصعبة جدا التى أحاطت باللقاء إلا أن البعض يبدو أن لديه عقدة رهيبة من النادى الأهلى إما لأنه لا يستطيع الوقوف أمامه فى البطولات المحلية أو لأنها عقدة نقص متأصلة فى النفوس لتاريخ الأهلى وبطولاته الكبيرة والتى تحتاج إلى عشرات السنين من المنافسين كى يلحقوا به أو يساووه على الأقل وواضح أن هذا لن يحدث أبدا.

لذلك أجد نفسى مندهشا وبشدة من هذه الفرحة الهستيرية من بعض الجماهير المنافسة ومن بعض لاعبى الفرق المنافسة للأهلى بل من بعض الإعلاميين الذين فجأة أصبحوا مشجعين للوداد فرحين بإنجازه مهللين لانتصاره فى ظاهرة أصبحت غريبة على الإعلام المصرى وإذ كنا لا نتوقف كثيرا أمام سلوك بعض الجماهير المتعصبة المتربصة بالأهلى فإننى أبدى اندهاشى الشديد من هذا السلوك الشاذ من بعض السادة الإعلاميين والذى لم نعتده من قبل إلا أنه ظهر وبشدة عقب خسارة الأهلى المباراة النهائية وكأن الأهلى ناد من تل أبيب أو عدو لهم وعندما نتكلم ونوضح أن هذا لا يليق يخرج عليك البعض من أن الأهلى يمثل نفسه فقط ولا يمثل الكرة المصرية! وهى النغمة التى بدأها لاعب مغمور ثم أتبعه إعلامى صغير والتقطتها السوشيال ميديا لتنتشر مثل التفاهات التى نراها الآن فى كل هذه الوسائل والأغرب من ذلك هو سلوك بعض لاعبى الأندية والذين احتفلوا بهزيمة الأهلى أمام فريق غير مصرى مع أن أمامهم الفرصة السانحة للفوز على الأهلى فى البطولات المحلية ولكن لأنهم عاجزون حتى عن إحراز هدف فى شباك الأهلى فقد تحولوا إلى حاقدين وكارهين للنادى الأهلى ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى بعض السادة المرشحين لمجالس إدارات الأندية فوجدنا أحدهم وأشك تماما فى قواه العقلية يخترع قصة من وحى خياله مفادها أن هناك مؤامرة من بعض لاعبى الفريق على مجلس الإدارة لإسقاطه وذلك ليلة مباراة النجم الساحلى بل إنه أشار إلى مراكز اللاعبين والحمد لله أن رد الأهلى كان قاسيا فى الملعب بالفوز بسداسية لتخرس كل الألسنة ولكن الأغرب أن الأفاضل فى مجلس إدارة الأهلى لم يتحركوا ليردوا عليه بدعوى قضائية عاجلة توقفه وتوقف أمثاله عند حدهم ولكن وبكل أسف ترك مجلس إدارة الأهلى الاتهامات لتنهش فى جسد لاعبيه الشرفاء الذين اجتهدوا بكل قوتهم لرفع اسم الأهلى دائما والحصول على البطولات والتى تزين صدر الأهلى دائما ويفتخر بها كل أهلاوى فى جميع أنحاء العالم وليس فى مصر فقط ويكفى الرسائل التى تأتينا من كل أنحاء العالم من أهلاوية يذوبون عشقا وحبا فى هذا الصرح الكبير جدا.

خسارة بطولة لن تؤثر فى جسد الأهلى بل تزيد لاعبيه وجهازهم الفنى إصرارا على الفوز وتحقيق الانتصارات والبطولات وليزداد الحاقدون على الأهلى وتزداد عقدهم المتأصلة فى نفوسهم ويظل الأهلى دوما فوق الجميع.