كتاب فرنسى جديد.. القذافى يصف ساركوزى بالمتسول.. ودور باريس فى اغتياله

عربي ودولي

معمر القذافى ونيكولا
معمر القذافى ونيكولا ساركوزى


نشر الصحفييْن الفرنسيين "فابريس أرفى، وكارل لاسكى" كتاباً جديداً يجمع سنوات من التحقيق حول العلاقة القوية والغربية فى ذات الوقت بين الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى، والزعيم الليبى الراحل معمر القذافى.


وووفقاً لصحيفة "لو انروك" اليوم، تطرّق الصحفيان فى الكتاب حول هدايا المرشد إلى بدء مرحلة الصداقة خلال تمويل القذافى لحملة ساركوزى الانتخابية عام 2006، فضلاً عن الهدايا الثمينة، ثم دور الأخير فى اغتيال القذافى بشكل مباشر عام 2012.

 

وبعد سنوات من التحقيق يشرح الكتاب حفاظ فرنسا ساركوزى على علاقة وثيقة جداً بالقذافى، كما تُظهر تسجيلات المكالمات الهاتفية الودية بين الزعيمين، ودور القذافى فى تحرير الممرضات البلغاريات، وتوقيع اتفاق دفاع مشترك يوليو 2007، ثم زيارة القذافى إلى ليبيا ديسمبر 2017، الذى كان أوج شهر العسل بين الجانبين.


وأشار الكتاب إلى التحقيقات مع ساركوزى يوليو الماضى حول ملف التمويل اللييبى، ثم ادّعاء رئيس وزراء ليبيا السابق "البغدادى المحمودى" الذى اعترف لقاضى تونسى خلال توقيفه هناك، أنّه أشرف بنفسه على تمويل حملة ساركوزى الانتخابية وتمو تحويل الأموال إلى سويسرا، مضيفاً أن الأخير كان ممتناً جداً للدعم الليبى.


كما أكدّ عبدالله السنوسى "صهر القذافى" للمحكمة الجنائية الدولية فى 2012، أنه تم دفع 5 مليون يورو إلى ساركوزى فى الترة بين 2006 إلى 2007.


كما اشترى سكرتير الإليزيه فى عهد ساركوزى شقة بقيمة 700 ألف يورو وسط تحقيقات من العدالة الفرنسية حول مصدر التمويل، الذى يُعتقد أنه ليبى.


وبدأت تلك القضية تتفشى فى مارس 2011، لدى اندلاع الثورة الليبية، حينها اعترف القذافى قائلاً "أنا الذى ساعد ساركوزى للوصول للسلطة، منحته المال ليصبح رئيساً، وجاء إلى هنا وزار خيمتى عندما كان وزيراً للداخلية وطلب منى المساعدة.

وأوضح الكتاب أن زيارة ساركوزى إلى ليبيا كانت فى أكتوبر عام 2015.

 

القذافى يصف ساركوزى بالمتسول بعد مطالبته بالتنحى

 

وأوضح الكتاب أنّه مع اندلاع الربيع العربى اتخذّت العلاقات الفرنسية-الليبية منحنى أخر، بعد أنّ أرسل ساكوزى رئيس أركان الجش إلى ليبيا حاملاً رسالة مفادها "إذا تركت السلطة، لن تذهب فرنسا إلى الحرب" فى إشارة لحملة حلف الناتو  لعزل القذافى بعد ارتكابه مجازر ضد المدنيين.


وكانت ردّ القذافى مدويّاً حين قال لرئيس الأركان الفرنسى "قل لساركوزى إنّه مجنون، لأنّه يجب أن يدرك وقوف قطر خلف الثورة، عبر تنظيم القاعدة، كما واصل القذافى غضبه من مواصلة تمويل الرئيس الفرنسى، ثم يتحول عليه، كما وصف ساركوزى بالمتسول.


وخلال مقابلة لصحيفة لو فيجارو" الفرنسية مارس 2011، وصف القذافى الرئيس الفرنسى بالمضطرب نفسياً، وقال "أنا من أوصلته للسلطة، وموّلت حملته الرئاسية، ثم بعد 4 أيام من تعرض المدنيين لخطر القصف، تسقط أول قنابل فرنسية فى ليبيا؟".

 

دور فرنسا فى اغتيال القذافى

 

وأشار الكتاب إلى دور فرنسار المباشر فى اغتيال القذافى، وفقاً لشهادات قيادات بالمجلس الانتقالى الليبى، حيث قال رامى العبيدية "منسق جهاز مخابرات الحكومة الانتقالية" إنّ عملاء فرنسا قاموا بإعدام القذافى بشكل مباشر.


كما شهد محمود جبريل رئيس الحكومة الانتقالية السابقة بأنّ عميل أجنبى تسلّل دخل صفوف الكتائب الثورية، وقام بقتل القاذفى.


وفى تحقيق لصحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية أكدّ أنّه فى حالة تورّط المخابرات الأجنبية فى قتل القذافى، ستكون فرنسا هى الجهة المسؤولة عن اغتياله.