غادة والي: اللاجئون في مصر لا يعيشون في مخيمات ويحصلون على كل الخدمات

أخبار مصر

الدكتورة غادة والي
الدكتورة غادة والي - أرشيفية


أكدت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي أن مصر بذلت جهدا كبيرا في استضافة اللاجئين دون أن تطلق عليهم هذا الاسم، بل دمجهم في المجتمع والتعامل معهم كمواطنين، مع توفير جميع الخدمات الصحية والتعليمية لهم، وقالت إن الحكومة لم وعزلهم داخل مخيمات منعزلة مثلما تفعل دول أخرى، كما لم تتعامل معهم كفئة يتم تحديد تحركها أو وضع قيود عليها.

وأضافت الدكتورة غادة والي في جلسة "التجربة المصرية في استضافة اللاجئين" في إطار منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ اليوم الثلاثاء إن مصر تستضيف لاجئين من ٥٩ دولة يعيشون في مختلف المحافظات، مما يعني ان المجتمع المصري منفتح عليهم ، ويتم استيعابهم داخل المجتمع حيث يمكنهن التحرك في أي مكان دون قيود أو حواجز دون وضع قيود على حركتهم، مشيرة إلى أن مصر سجلت مصر أعلى معدلات لالتحاق الأطفال السوريين بالمدارس حيث يبلغ عددهم حوالي ٤٠ ألف طالب.

وأوضحت الوزيرة أن هناك تعاونا وثيقا مع وكالات الامم المتحدة المعنية بمساعدة اللاجئين، كما ترحب بالمؤسسات الدولية التي نعمل على تقديم خدمات للاجئين بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، كما أوضحت أن منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية تقدم خدمات متنوعة لهم مثل خدمات التسجيل ودعم سبل العيش وإتاحة فرص اقتصادية لهم مثل توفير فرص عمل أو مساعدتهم على إقامة مشروعات متناهية الصغر لتوفير الحياة الكريمة لهم، إلى جانب خدمات حماية المرأة والطفل من العنف والاستغلال، وتقديم المعونات الغذائية ومواد الاغاثة والمساعدات النقدية. 

ونوهت الوزيرة إلى أنه تم إصدار استراتيجية وطنية وخطة عمل وطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، كما تم اعتماد قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية عام ٢٠١٦.

وأوضحت الدكتورة غادة والي أن مصر ترحب دائما باللاجئين السوريين، حيث أن هناك علاقات تاريخية تربط بين للشعبين، كما أن هناك علاقات مصاهرة بين المصريين والسوريين، وأنه من طبائع المصريين إكرام الضيف رغم الظروف الاقتصادية،الصعبة وهذا جزء من المكون الثقافي المصري.

وأشارت الوزيرة الى دور جمعية الهلال الأحمر الدولي في تقديم خدمات للاجئين إلى جانب دوره العابر للحدود حيث يقدم مساعدات للاجئين في دول أخرى، كما أشارت إلى أن عدد اللاجئين في كل من الأردن ولبنان يمثل ثلث عدد السكان فيهما، مما يمثل عبئا على الميزانية والأوضاع الاقتصادية فيهما.

ونوهت الدكتورة منى سالم عضو المجلس القومي للمرأة إلى الجهود التي بذلها المجلس في مصر لتوفير الدعم والحماية للاجئات التي أطلق عليهن " المرأة الوافدة "، من خلال مشروع ينفذ في مصر والأردن ولبنان بالتعاون مع الامم المتحدة والمجتمع المدني، لإتاحة التدريب المهني لهن مما يسعد على فتح أبواب العمل أمامهن، إلى جانبه التوعية بحقوق المرأة من خلال حملة "التاء المربوطة " التي تستهدف تعزيز القدرات الإيجابية للمرأة، حتى تستطيع المرأة الوافدة بدء مشروع خاص بها، ويستفيد من المشروع ٢٠ في المائة من المصريات مما يعني عدم الانعزال عن النساء الوفدات. 

وقال كريم أتاسي من مفوضية شئون اللاجئين بالأمم المتحدة إن دور المفوضية يتمثل في مساعدة الحكومة المصرية على توفير الحماية الإنسانية لحماية اللاجئين من الاضطهاد، وهي مساحة ورثها الجيل الحالي من المصريين من أجدادهم، مشيرا إلى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر التي مثلت وقتذاك استضافة مصرية للقادمين الأجانب وحمايتهم، ما يعني إن مساحة الحماية الإنسانية موجودة في مصر منذ قدم التاريخ.

وأضاف إن المفوضية تساعد مصر في ذلك ،ولا يوجد في مصر حاليا تشريعات وترتيبات إدارية تتعلق بالتعامل مع اللاجئين، ولكن ذلك لا يعني عدم توفير الخدمات والرعاية لهم، وقال إن أكثر قوانين خاصة بهم توجد في الاتحاد الأوروبي ، ولكن ما فائدتها وسط تيارات مجتمعية تعاديهم، ومع ذلك فإن وجود تشريعات يمكن أن يساعد على أن تتعاون المنظمات الدولية على تقاسم الأعباء مع مصر في رعايتهم.

وأكد أن مصر دولة محورية في الإقليم بكل المعايير ولا يمكن في العصر الحديث ألا يكون لقوة إقليمية دور إنساني، وعلى سبيل المثال أصبح الدور الإنساني لمصر خارج الحدود مثلما هو الحال مع جهود الهلال الأحمر.

وتحدث عدد من اللاجئين المقيمين في مصر ومن بينهم محمد جاسم وهو لاجئ عراقي يعيش في مصر وحاصل على الماجستير في القانون من جامعة الاسكندرية، ورفاء الرفاعي وهي لاجئة سورية في مصر وتعمل في شركة للتنمية البشرية ومساعدة اللاجئين، وسامي الأحمد وهو لاجئ سوري في مصر، وخالد العضم وهو لاجيء سوري ومؤسس شركة لمساعدة اللاجئين، فحكوا عن رحلة العذاب والمعاناة منذ لحظة الهروب من الصراعات في أوطانهم، إلى الوصول إلى مصر والاستقرار فيها.

وأكدوا أنهم يشعرون بالأمان والترحيب من الجميع في مصر، حيث تمكنوا من إكمال تعليمهم وبدء مشروعات خاصة بهم، والانضمام إلى العمل التطوعي، ووجهوا الشكر إلى مصر حكومة وشعبا لما يلقوه من رعاية ودعم ومساندة وترحيب.