بعد تحذيرات تركيا لمصر.. خبير دولي يؤكد: "الإخوان" خلف هذه التهديدات

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي واردوغان
الرئيس السيسي واردوغان


عقب التحذيرات المتكررة من الجانب التركي تجاه مصر، كشف بعض المختصين في الشأن الدولي، أن الأولى ترى  من وجهة نظرها التعاون مع الإخوان وداعش سياعدها كثيرًا على تحقيق حلم الخلافة الإسلامية التي يحلم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لذا يستمر في تهدايدته.

 

مناورات عسكرية بحرية قرب سواحل جزيرة رودس

وأعلنت تركيا عن معارضتها لإجراء كل من اليونان ومصر مناورات عسكرية بحرية قرب سواحل جزيرة رودس، واصفة إياها بغير القانونية.

 

وقالت الخارجية التركية، في بيان نشرته أمس، إن الوزارة علمت من مصادر تركية عسكرية أن اليونان ومصر تنفذان خلال الفترة بين 30 أكتوبر الماضي و4 نوفمبر الجاري، تدريبات بحرية مشتركة في سواحل جزيرة رودس التي تدخل ضمن الأراضي اليونانية.

 

وأشار البيان، حسب ما نقلته وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، إلى أن اتفاق باريس المؤرخ بالعام 1947 يحظر كل الأنشطة العسكرية على الجزيرة، التي تم إحالتها لليونان من إيطاليا نتيجة للحرب العالمية الثانية، شريطة أن تكون منطقة منزوعة السلاح، متابعًا: "بالتالي فإن هذا التدريب العسكري الجاري في رودس يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي".

 

وذكرت الخارجية التركية أنها قدمت احتجاجا خطيا للسفارة اليونانية في أنقرة على هذا التدريب، محذرة من إجرائه، فيما أعادت إلى أذهان المسؤولين اليونانيين "أهمية تجنب الخطوات أحادية الجانب التي من شأنها أن تزيد من حدة الخلافات في بحر إيجة"، الذي تقع رودس في مياهه الجنوبية قريبا من تركيا.

 

الحديث عن القاعدة التركية في قطر

وفي السادس والعشرين من يونيو ماضي، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، من الرد التركي في حالة المطالبة بإغلاق القاعدة العسكرية في قطر، مؤكدا أن تركيا دولة ليست عادية.

 

وقال " أوغلو"، إن القاعدة التركية في قطر تهدف لحماية جميع الأشقاء في الخليج، مشيرًا إلى أن على دول الخليج إدراك أن تركيا دولة ليست عادية إذا ما أرادت استهدافها بسبب نزاعات داخلية، وذلك خلال حفل مركز حزب العدالة والتنمية بمنطقة إلمالي في ولاية أنطاليا جنوب، بمناسبة عيد الفطر.

 

التهديد بالحرب بعد توقيع مصر وقبرص واليونان

وفي الحادي عشر من نوفمبر 2014، دخلت المواجهة بين مصر وتركيا مرحلة "التهديد بالحرب" بعد توقيع مصر وقبرص واليونان "إعلان القاهرة"، حيث فوضت الحكومة التركية قواتها البحرية بتطبيق قواعد الاشتباكات لمواجهة التوتر المتزايد مع دول الحدود الساحلية التى تشمل قبرص واليونان ومصر، بسبب مشروعات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعى شرق البحر المتوسط.

 

ونقلت صحيفة "حرييت" التركية ووكالات أنباء عالمية عن الأدميرال بولنت بستان أوغلو، خلال مشاركته في التدريبات البحرية التركية، قوله إن "عناصر قواتنا البحرية ستواصل مهمتها الخاصة بالتأهب إزاء الأوضاع والظروف، والقوات البحرية التركية تقدم الدعم والحماية لسفينة الأبحاث (خير الدين بارباروس باشا)، وتواصل مراقبة سفينة التنقيب المستأجرة من قبَل الإدارة القبرصية اليونانية من على بُعد 9 كيلومترات، والأوامر التى صدرت لنا حتى هذه اللحظة هى عدم دخول هذه المنطقة التى تبلغ مساحتها 9 كيلومترات".

 

وقالت مصادر سيادية مصرية مسئولة، آنذاك إن "الموقف التركى لا يستحق الرد، والقوات المسلحة المصرية تحمى الحدود الإقليمية من أى اعتداءات، إضافة إلى أن عقيدتها القتالية دفاعية بالأساس"، وأوضحت أن مصر ملتزمة باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار الصادرة عام 1982 والتى تهدف لصون السلم وتحقيق العدالة لشعوب العالم الموقعة عليها، والتى قسمت المياه إلى مناطق إقليمية ومتاخمة ومناطق اقتصادية خالصة. واعتبر خبراء عسكريون واستراتيجيون أن الموقف التركي "رد فعل رسمى" على "إعلان القاهرة" الذي يتضمن الاتفاق على إعادة ترسيم الحدود البحرية وتقسيم الثروات الاقتصادية فى مناطق الدول الثلاث.

 

تهديدات خلفها جماعة الإخوان المسلمين

في سياق ما سبق قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تهديد تركيا لمصر ليس بجديد، فهو استمرارًا  لسوء العلاقات بين البلدين، فالأولى  لديها توجهه معين، ورغبة في أن  يكون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خليفة المسلمين، وعودة الدولة الإسلامية في هذا الإطار تتعاون مع جماعات الإخوان المسلمين وتجعل لهم ملاذًا آمن في حين أن مصر أعلنت أن الجماعة إرهابية.

 

وأضافت "بكر"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن تركيا لديها خلاف أيضًا مع "قبرص" وحين تحدد مصر الحدود البحرية مع قبرص ويتم توضيح كل منافع التي من البحر سواء أبار غاز أو غيرها لايقع ذلك في إطار مصلحى تركيا كما تراها هي، لذا تستمر في تهديداتها والانذارات.

 

دور الخارجية المصرية

وأشارت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن تركيا كانت تدعم "داعش" عن طريق شراء البترول منها، وبالتأكيد هذا لايصب في مصلحة الإقليم، فكان أن لابد من وجود تناغم لحل الأزمات الأمنية في الإقليم، إلا أن تركيا تصر على أخذ توجه لصالح تركيا من وجهة نظرها ضد الإقليم ككل.

 

وبسؤالها عن دور الخارجية المصرية في الرد على تهديدات تركيا، قالت إنها سترفض اسلوب التهديد، وتستمر في البيانات التي تستنكر ما تفعله تركيا تجاه الإقليم، لاسيما في هذا التوقيت التي تحارب فيه دول الإقليم الإرهاب.