من عالم الصحافة إلى المخابرات.. رؤية خاصة لزيارة السيسى لفرنسا

العدد الأسبوعي

آلن روديه
آلن روديه


"الفجر" تحاور خبراء فرنسيين


احتلت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لفرنسا، اهتمام الصحافة الفرنسية بشكل خاص والغربية بشكل عام، وفى إطار هذه الزيارة، أجرت جريدة «الفجر» عبر الإنترنت لقاء مع اثنين من الخبراء الفرنسيين بالمشهد العربى للتعليق على الزيارة.

اللقاء الأول مع آلن روديه، الضابط السابق فى المخابرات الخارجية، والذى يعمل حالياً مديراً للبحوث فى مركز بحوث المخابرات الفرنسي، وهو مسئول عن دراسة الإرهاب والجريمة المنظمة والذى يعتبر مصر لاعباً رئيسياً فى محاربة الإرهاب الدولي.

أما الحوار الثانى فهو مع الصحفية الفرنسية المستقلة، منتجة البرامج التليفزيونية ناتالى تروشو، التى سبق لها فى حوار تليفزيونى مع محطة «TVL» وصف الرئيس السيسى بأنه «عبدالناصر الجديد».


■ كيف وجدت زيارة الرئيس المصرى لفرنسا؟

- هذه الزيارة كانت أمراً عظيماً لأن مصر بلد شديد الأهمية سواء فى الشرق الأوسط أو فى القارة الإفريقية، ومصر كدولة كبرى تلعب دوراً محورياً فى كل ما يحدث فى هذه المناطق المضطربة، ولا يمكن معالجة أى مشكلة دون مشاركة فعالة من مصر، ولهذا أجد أن هذه الزيارة مهمة وضرورية فى نفس الوقت.


■ ما تقييمك للعلاقات الفرنسية المصرية؟

- هى علاقات جيدة جدا ولكن بالتأكيد يمكن تحسينها، خصوصاً فى مجالات التبادل الاقتصادى والثقافى وفى هذا المجال، لدينا تاريخ طويل من التعاون، وكذلك فى مجال التعاون الأمنى والاستخباراتي.


■ كيف تقيم تطور المشهد فى الشرق الأوسط خاصة بعد هزائم تنظيم داعش فى سوريا والعراق؟

- تعرض داعش بالفعل إلى نكسات بالغة الأهمية على الجبهة السورية العراقية ويمكن القول بشكل معقول إن التنظيم لم يعد موجوداً ككيان يحتل مساحة إقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى ناحية أخرى، ورغم الهزائم العسكرية للتنظيم إلا أنه أبعد ما يكون عن الهزيمة النهائية من حيث الأيديولوجية السلفية الجهادية التى ينقلها ويعمل على نشرها، لأن العمل على نشر هذه الأيديولوجية يسمح للتنظيم بالبقاء على قيد الحياة فى بعض الأماكن مثل أفغانستان وباكستان وسيناء والشرق الأقصى واليمن، وغيرها وتوسيع نطاق قدراته المزعجة، كما لايجب تجاهل حقيقة حرص تنظيم القاعدة على الاستفادة من المشكلات التى يواجهها فرعه السابق المنشق «داعش العراق» الذى كان فرعاً لتنظيم القاعدة فى العراق قبل انفصاله، لاستعادة مكانة بارزة، خصوصاً فى منطقة الساحل، وليبيا، وسوريا، والصومال.

تكمن المشكلة فى أن التنظيمين يتقاسمان نفس الفكر القاتل، وفصلهما الحالى ليس سوى مسألة متعلقة بصراع الأنا بين أيمن الظواهرى وأبوبكر البغدادي، وهذا الشجار سينتهي، ويتحد التنظيمان من أجل البقاء على قيد الحياة ومضاعفة قدرتهما على إحداث أضرار.


■ وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا كيف يمكن أن يلعب التعاون بين مصر وفرنسا دوراً فى مواجهة الأزمة؟

- لا أقول إن مصر وفرنسا يمكن أن تلعبا دورا فى حل الأزمة ولكنى أقول أنهما يجب أن تتعاونا من أجل محاولة إيجاد حلول للوضع هناك.

ولا يوجد حل وحيد للأزمة فى ليبيا، فهناك العديد من القضايا ومن الضرورى حل المشكلة تلو الأخرى، ومجرد إلقاء نظرة على الخريطة يوضح فعالية الدور المصرى الفرنسى فى حل الأزمة الليبية ويكشف أيضا صعوبة حل هذه القضية، فمصر تشترك فى حدود تصل إلى 1100 كيلو متر مع ليبيا وفرنسا تدعم عسكرياً تشاد والنيجر، جيران ليبيا من الجنوب، ومع هذه الحدود الواسعة جداً هناك صعوبات كبيرة من أجل السيطرة عليها بشكل دائم وهو الأمر الذى يستفيد منه الإرهابيون فيما يتعلق بالتزود بالأسلحة والذخيرة، والوضع فى ليبيا معقد للغاية ويجدر فى البداية العمل على محاولة إعادة الوحدة الليبية، حتى يكون الليبيون أنفسهم قادرين على اتخاذ القرارات التى تهمهم أولاً وقبل كل شيء، ويمكن لمصر وفرنسا أن تساعدانهم فى هذا.


■ فرنسا على استعداد لتعميق التعاون مع مصر فى معركة مكافحة الإرهاب، كيف يمكن لهذا التعاون أن ينجح؟

- التعاون بين فرنسا ومصر فى الحرب ضد الإرهاب ليس شيئاً جديداً خصوصاً فى مجال المعلومات، وبشكل عام أرى من الضرورى الإسراع فى تعميق التعاون بين البلدين خاصة أن التهديدات القائمة خطيرة ومتطورة.