الصحفية الفرنسية ناتالى تروشو: السيسى ناصر الجديد والإعلام الغربى يقدم «نصف الحقيقة»

العدد الأسبوعي

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي


■ ما شعورك تجاه زيارة الرئيس المصرى للعاصمة الفرنسية باريس؟

- سرتنى زيارة الرئيس السيسى وأعتقد أن هذه المبادرة ممتازة من جانب الرئاسة الفرنسية فيما يتعلق بهذا البلد الشريك الرئيسى فى المنطقة، كما أنا سعيدة بزيارة الرئيس ماكرون إلى القاهرة فى الربيع المقبل.


■ وماذا عن تقييمك للعلاقات المصرية الفرنسية؟

- أعتقد أن العلاقات بين فرنسا ومصر تاريخية إلى حد كبير، ونحن نعرف الشغف المتبادل المتكرس بين هاتين الدولتين، وأعتقد أن العلاقات اليوم فى أقوى مراحلها التاريخية، ومما لا شك فيه أن السياق الجيوسياسى المتوتر فى المنطقة يدفع بهذه العلاقات إلى مزيد من القوة والفعالية.


■ عشت فى مصر لفترة طويلة، كيف ترين المشهد السياسى والاجتماعى فى مصر فى الوقت الحاضر فى ظل هجوم بعض وسائل الإعلام الغربية على مصر؟

- لقد كانت بعض وسائل الإعلام الغربية مجحفة ضد مصر، وفى هذا الإطار أشعر بالسعادة من موقف الرئيس ماكرون الذى لم يعط لهذه التقارير أى اهتمام.

ومشكلة هذه النوعية من الصحافة أنها تقدم نصف الحقيقة ولا تهتم بالصورة كاملة، وعلى سبيل المثال، القول إن مدينة القاهرة هى أخطر مدينة فى العالم بالنسبة للمرأة هو تحريف للحقيقة، لأننى عشت فى مصر 15 عاماً ولا أنكر أن المرأة تتعرض لكثير من المضايقات، ولكن على الناحية الأخرى هناك تدابير تم اتخاذها من قبل الحكومة، والنساء هناك يقاتلن من أجل مكافحة هذه الآفة. ولكن الصحافة الغربية لا تتحدث عن هذا الأمر، وسأتعرض لهذه القضية فى كتابى القادم الذى يتناول المواجهة المصرية لهذه القضية، وخلال زيارة السيسى، أصرت وسائل الإعلام بعناد على الحديث عن حقوق الإنسان ولكن الرئيس ماكرون قرر ألا يترك الصحافة تؤثر عليه، وأشعر بالسعادة من موقف الرئيس الفرنسى.


■ لماذا وصفت الرئيس السيسى فى حديثك التليفزيونى مع محطة TVL بأنه ناصر الجديد؟

- كنت أشير إلى 3 يوليو 2013، فى الشارع الذى كنت موجودة فيه وقتئذ هتف المصريون باسم السيسى كمحرر حقيقى وبطل.

إن الكاريزما التى يتمتع بها إلى جانب رغبته فى إعادة مصر إلى مكانتها الدولية يعيد إلى الأذهان صورة جمال عبد الناصر، ورغبته فى تحقيق استقلال مصر وحريتها، كما أن موقفه إزاء الأزهر ورغبته فى تجديد الخطاب الدينى يذكرنا بخطاب ناصر الشهير أمام البرلمان المصرى وهجومه على جماعة الإخوان، كما أن السيسى يعيد للمصريين شعورهم بالأمل والفخر ببلادهم.


■ وكيف ترين مستقبل العلاقات بين مصر وفرنسا كشركاء استراتيجيين؟

- بالنسبة لى، فإن مستقبل العلاقات الفرنسية المصرية يخرج من رحم علاقات تاريخية مكثفة، ليس فقط من الناحية الاستراتيجية ولكن أيضا ثقافيا وتربويا واقتصادياً والتنمية الفرنكوفونية على وجه الخصوص قريبة من قلبى ككاتبة وصحفية، وأتمنى أن أشارك بشكل أكبر فى هذا التطور من خلال التعاون مع السلطات المصرية الموجودة فى باريس، ويحدونى أمل كبير فى أن تسمح هذه الروابط القوية من أى وقت مضى بعودة حقيقية ودائمة للسائحين الفرنسيين إلى مصر، كما أتمنى أن يساعد كتابى القادم عن الصحراء الغربية المصرية الذى سيصدر فى يناير المقبل على إحياء مشاعر الفرنسيين الكبيرة تجاه مصر.