بعد "عض" نيجيرى 3 أطفال.. مخدر "الزومبى" يثير الرعب فى التجمع الثالث

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


انتشرت فى الآونة الأخيرة أنباء عن قيام شاب نيجيرى، بالهجوم على 3 أطفال بمنطقة التجمع الثالث، و«عضهم»، وهو ما أثار الذعر لدى أهالى المنطقة الذين ردد بعضهم أن ما حدث كان أشبه بهجوم من «زومبى» أو دراكولا الشهير فى أفلام الرعب السينمائية.

كثرت الأقاويل عن تلك الواقعة التى تبين فيما بعد أنها نتيجة تعاطى المعتدى مخدر «الفلاكا»، الذى أصبح حقيقة مؤلمة فى بعض الدول، رغم أنه قد يؤدى بالمدمن فى نهاية المطاف، إلى تحوله لكائن أشبه بـ«الزومبى».

وأكد البعض أن «الفلاكا»، يُصنّع فى الصين، وينتشر حاليا فى مصر بشكل تدريجى خطير.

الدكتور عبد الرحمن حماد، رئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية، قال إن مخدر الزومبى «الفلاكا»، يُطلق عليه مخدرات الشوارع، و«فلاكا» مشتقة من اسم مغنى راب أمريكى شهير، وتعنى الساحرة الجميلة، مشيرا إلى أن المخدر ظهر فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 3 سنوات، لكنه غير منتشر فى مصر على نطاق واسع، أو بما يشكل ظاهرة.

وأضاف «حماد» لـ«الفجر»، أن المخدر عبارة عن خليط من المواد التى تسبب «الهلوسة» والمواد المنشطة، مثل «الكابتينون»، الذى يشبه الكوكايين، والأنفتامين، فى تأثيره.

وأوضح أن المخدر ينشط نوعين من هرمونات الجسم، هما «الأدرينالين» الذى يقوم بزيادة ضربات القلب، ويرفع درجة الحرارة، ومعدلات التنفس، وضغط الدم، كما ينشط «الدوبامين الذى يُعطى المدمن إحساسا بالبهجة والسعادة. 

وكشف أن تعاطى «الفلاكا» يتم عن طريق الحقن، أو الفم، أو الشم، مؤكدًا أن استخدامه المتكرر يؤدى إلى الإحساس بالعظمة، والهلاوس، وأحيانا إلى الصرع، وأبرز أعراضه الجانبية الهياج الشديد، والعنف، والعدوانية.

وأشار إلى أن ارتفاع مستوى الأدرينالين، يمنح المتعاطى إحساسا بالقوة، وقد يقوم بخلع ملابسه، بسبب ارتفاع درجة حرارة جسده.

وعن سعر «الفلاكا» قال حماد، إنه رخيص جدًا، ويصنع فيما يمكن أن نطلق عليه «بير السلم»، موضحًا أن أبرز مورديه من الصين وجنوب شرق آسيا.

وعن واقعة النيجيرى الذى قام بالاعتداء على 3 أطفال بالتجمع الثالث، قال «حماد» إنه تعاطى «الفودو» أو «الإستروكس»، وهما يؤديان لنفس أعراض «الفلاكا»، وأشار إلى أن النيجيرى المعتدى كان يعانى من اضطراب نفسى.

وشدد على أن مخدر «الفلاكا» منتشر فى أوروبا، ويصعب دخوله مصر، وإن حدث فلن يكون ذلك عن طريق مواطن إفريقى، لأنه يأتى من الصين أو جنوب شرق آسيا مباشرة.

وأوضح أن مخدر «الفلاكا» يتم تصنيعه من مادة «الكاسينون»، وهى المادة الفعالة الموجودة بالقات الذى يباح تعاطيه فى بعض الدول مثل اليمن، وأكد أن صناعة المخدرات ليست منتشرة فى مصر.

وعن طرق التعامل مع مدمن «الفلاكا»، قال «حماد»، إنه يجب شل حركته أولا، ثم إيداعه فى مصحة نفسية، تمهيدًا لعرضه على الطبيب المختص.

وأكد أن الذوق العام فى المخدرات، تغير تمامًا مؤخرا، وأشهر الأنواع التى يتعاطاها المصريون، حاليا، الإستروكس، والفودو، والريكا.

وأضاف أن مخدر الإستروكس والفودو، يُطلق عليهما «القنبيات المصنعة»، وتأثيرهما أقوى من الحشيش، ويحتويان على مادة سامة، أكثر منها مخدرة، لكن الإقبال عليهما رهيب من المراهقين بصفة خاصة، ويبدأ سعرهما من 200 إلى 250 جنيها للجرعة الواحدة.

وعن أعراضهما الجانبية أوضح أنها تتمثل فى زيادة ضربات القلب، والقىء، والسلوك العنيف، بالإضافة إلى الأفكار الانتحارية، والهلوسة، ولهما طقوس أثناء التعاطى عن طريق «سيجارة»، يتم تداولها بين الأصدقاء، وزيادة الجرعة تسبب الوفاة، موضحا أن كل الحالات التى عرضت عليه، أغلبها من المراهقين، مشيرا إلى أن المخدر يؤثر على الوظائف المعرفية، وفى الغالب لا يستطيع المراهق إكمال دراسته.

وقال إن «لاريكا» مادة مسكنة ومضاد لالتهاب الأعصاب الطرفى لمرضى السكر، وتؤدى إلى الإحساس بالنشوة، وأدرجتها وزارة الصحة على جداول المخدرات، وهناك أيضًا مخدر مصرى «أقراص» يدعى «ليرولين»، ويباع بـ«30 جنيهاً» للشريط 6 أقراص، وتأثيره مثل الترامادول، ولا يظهر فى التحاليل، لكن الطبيب المتخصص يكتشف المدمن، وقد أدرجت دول الخليج هذه الاقراص على جدول المخدرات قبل مصر.

وأكد مصدر أمنى بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن النيجيرى تم الكشف عليه بمعرفة الطب الشرعى، مؤكدا أن سلوكه ناجم عن تعاطيه «الفلاكا»، أو «مخدر الزومبى»، لكنه ليس منتشرًا فى مصر.