لوكليرك يستعيد ذكرياته القديمة

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


يتذكر شارل لوكليرك وهو في الثالثة من عمره عندما كان يلعب بإحدى سيارات فورمولا 1 في شرفة منزل أحد أصدقائه في موناكو فيما يتسابق السائقون على الحلبة الشهيرة في الأسفل.

وقال لوكليرك في مقابلة مع رويترز "وقعت في غرامها على الفور".

ويتذكر السائق البالغ عمره 20 عاما قيام فيليب بيانكي، والد السائق الفرنسي الراحل جول بيانكي، بمرافقته في حلبة لسباقات الكارتنج بعد ذلك بعام ونصف والوقوع أكثر في غرام رياضة السيارات.

ويقف لوكليرك حاليا على أعتاب مرحلة جديدة تماما، فبطل فورمولا 2 والمدعوم من فيراري اقترب كثيرا من الانضمام إلى فريق ساوبر السويسري في الموسم المقبل.

وستكون لحظة عاطفية عندما تحدث ولن يكون وحيدا. فستنضم عائلتان، متحدتان في الحزن والفخر، إلى العديد الذين يرغبون في دعمه على طول الطريق.

وتوفي بيانكي، وهو أحد المواهب التي تخرجت في أكاديمية فيراري، في 2015 بعد عام من تعرضه لإصابة في الرأس خلال حادث في جائزة اليابان الكبرى عندما كان يقود لفريق ماروسيا.

وفي يونيو/ حزيران من العام الماضي توفي ايرف والد لوكليرك والذي كان حاضرا معه طيلة مسيرته.

وفي كل سباق منذ ذلك الحين يتذكر لوكليرك رجلين اثنين يستلهم من ذكراهما القوة لتخطي كل الحواجز.

وقال لوكليرك "كنت أقود من أجل جول والآن منذ ستة أشهر من أجل والدي أيضا. هما الشخصان اللذان أفكر فيهما في الأوقات الصعبة واستمد منهما القوة.

وأضاف "والدي كان المشجع رقم واحد لي وفي كل مرة أحقق الفوز كان هو الأب الأكثر سعادة على الإطلاق. أريد أن أقدم أداء جيدا من أجلهما ليشاهداني ويشعران بالفخر".
 
* صداقة قوية

وتعود صداقة عائلتي بيانكي ولوكليرك إلى عقود ماضية حيث كان فيليب وايرف صديقين مقربين منذ الطفولة قبل أن تتقاطع مسيرتي نجليهما.

وكان جول الأب الروحي لشارل لوكليرك وصديق شقيقه الأكبر سنا ومصدر دائم للنصائح والمساعد الذي دعمه في التقدم في سباقات السيارات.

وكانت العائلتان تقضيان عطلة نهاية الأسبوع في الحلبة التي يمتلكها فيليب بيانكي لسباقات الكارتنج في برينول ما بين مرسيليا ونيس.

وجلس لوكليرك للمرة الأولى في سيارة كارتنج بعدما أبلغ والده أنه في حالة صحية لا تسمح له بالذهاب إلى المدرسة ليأخذه معه إلى الحلبة.

ويتذكر السائق المولود في موناكو "قمت بأول لفة خلف والد جول بحبل ربط في سيارتي ليضمنوا أنه يمكنني توجيه السيارة وايقافها.. في طريق عودتي أبلغت والدي أنها الوظيفة التي أريدها عندما أصبح أكبر سنا".

وتوفي ايرف قبل ثلاثة أيام من جائزة اذربيجان الكبرى مع مشاركة لوكليرك مع فريق بريما ريسنج في سباق فورمولا 2 في باكو.

ويقول لوكليرك إن بداية هذا الأسبوع كانت ضبابية والأسوأ فيما يتعلق بالإعداد الذهني لكن الجماهير شاهدت أداء مذهلا.

وقال "تفكيري كان في مكان آخر... كان من الصعب التركيز على السباق في هذه اللحظات. الأمور لم تكن جيدة في التجارب الحرة الأولى.

وأكمل "بعد التجارب الحرة سألت نفسي ما الذي كان يريد والدي أن أفعله. الإجابة جاءت سريعا وهي أنه كان يريد مشاهدتي أفوز وأقدم أفضل ما لدي. هذا ما فعلته".

وتأهل لوكليرك لمركز أول المنطلقين وفاز بالسباقين وحقق أسرع لفة رغم أن عقوبة زمنية إعادته إلى المركز الثاني بدلا من الأول في السباق الثاني.

وأحرز لقب فورمولا 2 قبل ثلاثة سباقات من النهاية وشارك في التجارب الحرة ليوم الجمعة مع ساوبر، الذي يستخدم محركات فيراري، في سباقات ماليزيا وامريكا والمكسيك.

ويدير نيكولا تود، المدير السابق لجول ونجل جان تود رئيس فيراري السابق ورئيس الاتحاد الدولي للسيارات الحالي، أعمال لوكليرك الذي يعلم أن فيراري يريده في فورمولا 1.

وقال "عندما تفوز ببطولة فورمولا 2 فلا يوجد أكثر من ذلك لإظهار أنك جاهز لفورمولا 1. لذا اتمنى أن أحصل على هذه الفرصة الآن.

وواصل "لو عدت بالزمن ثماني سنوات فالجانب الذهني ربما كان نقطة ضعفي. الآن أصبح نقطة قوتي".

واختتم"هذا ساعدني كثيرا لتجاوز كل الأوقات الصعبة في آخر عامين. اعتقد أن الحادثين المؤلمين اللذين مررت بهما ساعداني كثيرا لكي أكون أكثر نضجا".