صحف الخليج تفضح "الحمدين".. وتكشف آخر استثمارات الدوحة مع إيران

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تناولت الصحف الخليجية اليوم الخميس، عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما أشارت إليه صحيفة "الخليج" بأن الدوحة أنفقت عشرات الملايين من اليورو للسيطرة على المشهد الفرنسي، وكذلك ما أكدته صحيفة "عكاظ" بأن دويلة قطر انكشف غطاؤها الإرهابي وانفضح عملاؤها ومأجوروها بالوكالة في كثير من دول العالم. 

 

مأجورو الدوحة

نشرت صحيفة "عكاظ" تقريرًا بعنوان "مأجورة الدوحة" عن الهزائم المتلاحقة التي تصفع دويلة قطر يوما بعد يوم، بعد أن انكشف غطاؤها الإرهابي وانفضح عملاؤها ومأجوروها بالوكالة في كثير من دول العالم، بعد نجاح دول الرباعي في تضييق الخناق على تنظيم الحمدين لإيقاف دعمه وتمويله للإرهاب، الذي يريد من خلاله الإضرار بمصالح الدول وزعزعة أمنها.

 

ويرى مراقبون أن قطر تعيش على مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان"، في إشارة إلى استعدادها أيضاً لبيع أسرار أي دولة سواء كانت عسكرية أو مواقع حساسة أو معلومات خاصة لجهات معينة، من أجل تحقيق مكاسب سياسية، حتى لو على حساب أي دولة عربية أو إسلامية.

 

وأكد التقرير أنه النيابة البحرينية وجهت إلى علي سلمان الذي يمضي عقوبة في السجن، تهمة "التخابر" مع قطر "للقيام بأعمال عدائية" في المملكة، وأمرت بمواصلة التحقيق في القضية، وإحضار متهمين آخرين هاربين. وكان سلمان أوقف في عام 2014، وحكم عليه في يوليو 2015 بالسجن لأربعة أعوام بعدما أدين بتهمة "التحريض" على "بغض طائفة من الناس" و"إهانة" وزارة الداخلية.

 

وقررت محكمة الاستئناف زيادة المدة إلى تسعة أعوام بعدما أدانته أيضا بتهمة "الترويج لتغيير النظام بالقوة"، قبل أن تقرر محكمة التمييز خفض العقوبة إلى أربع سنوات وفي بيانها قالت النيابة العامة إنها استدعت سلمان وقامت باستجوابه "ومواجهته بالأدلة" في ضوء تحقيقات تجريها حيال اتصالات تقول إنها جرت بين سلمان ومسؤولين من قطر قبيل تظاهرات 2011.

 

وقررت النيابة أن توجه إلى سلمان "تهم السعي والتخابر مع دولة أجنبية ومع من يعملون لمصلحتها للقيام بأعمال عدائية ضد البحرين والإضرار بمركزها الحربي والسياسي والاقتصادي ومصالحها القومية"، واتهمته أيضا بتسليم وإفشاء سر من أسرار الدفاع لدولة أجنبية، وإذاعة أخبار وبيانات مغرضة في الخارج حول الأوضاع الداخلية للدولة من شأنها النيل من هيبتها.

 

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم احتياطيا على ذمة هذه القضية على أن ينفذ الحبس بعد انتهاء عقوبته في القضية المحكوم عليه فيها، كما أمرت بضبط وإحضار المتهمين الهاربين، وما زال التحقيق مستمراً في هذا الشأن.

 

الدوحة أنفقت عشرات الملايين من اليورو

كما برزت صحيفة "الخليج" التقرير الذي نشره موقع فرنسي عن المال القطري في فرنسا، وحجم الرشاوى التي دفعتها الدوحة من أجل الانتخابات التي شهدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، مشيرة إلى أن الأزمة التي تشهدها منطقة الخليج بين قطر من ناحية، والدول الداعية لمكافحة الإرهاب من ناحية أخرى، كانت وراء فوز المرشحة الفرنسية بالمنصب.

 

وقال التقرير: "خلال الشهر الماضي، جنّدت قطر جميع شبكاتها في فرنسا، لتعزيز فرصة مرشحها حمد عبد العزيز الكواري، وفي المقابل دعمت السعودية مرشحة حليفتها المصرية مشيرة خطاب"، وبحسب ما نشره الصحفي بيرنجير بونتي في موقع ماي يورب، فإن قطر أنفقت عشرات الملايين من اليورو، على مدى السنوات العشر الماضية، لتصبح لاعباً رئيسياً في المشهد السياسي والاقتصادي الفرنسي.

 

وقد صدم القراء الفرنسيون بعد معرفة أن العديد من الأسماء الكبيرة في الطبقة السياسية، حصلت على إقامات فاخرة في فندق ريتز كارلتون الدوحة، الذي دفعت تكاليفه سفارة قطر في باريس، وفقاً للكاتب، عاد هؤلاء إلى فرنسا بساعات فاخرة، أو هدايا بقيمة 10 آلاف يورو، قدمها المضيفون الأسخياء، وعلى الرغم من أن فرنسا قدمت مرشحاً في سباق رئاسة "اليونسكو"، فإنه ليس من المستغرب أن العديد من السياسيين الفرنسيين دعموا المرشح القطري.

 

وفي الوقت الذي خسرت فيه قطر، فازت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري أزولاي بالمنصب، وهذا الانتصار هو بالطبع نتيجة الكاريزما والذكاء؛ لكن انقسام الدول العربية بلا شك، أثر أيضاً في النتيجة النهائية، وفقًا للموقع.

 

وأوضح الموقع أن استراتيجية قطر المتمثلة في تخريب الحياة الاقتصادية لفرنسا، تنطوي أيضاً، على تقويض التأثير السياسي والاقتصادي للسعودية. ففي عام 2007، بعد انتخاب نيكولا ساركوزي مباشرة، وضعت الدوحة استراتيجية ضد الشيخ محمد بن عيسى الجابر؛ أكثر رجال الأعمال السعوديين تأثيراً في فرنسا، وهو أحد مالكي مجموعة جي جي دبليو، التي هي شركة دولية تعمل بشكل رئيسي في قطاعات الفنادق والمطاعم في أوروبا والشرق الأوسط.

 

الاستثمارات مع إيران

كما أبرزت صحيفة "الإمارات اليوم" التصريحات التي أعلن فيها وزير الطرق والمدن الإيراني، عباس آخوندي، عن اتفاق إيراني - قطري، حول إنشاء ممرين بحري وجوي بين البلدين، فيما أكد وزير الطرق والنقل القطري، جاسم سيف السليطي، من طهران، أن استثمارات الدوحة وطهران "باقية وستتضاعف".

 

وقال موقع وزارة الطرق والمدن الإيرانية، إن آخوندي أعلن خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات مع السليطي، في طهران، عن تشكيل لجنة إيرانية - قطرية مشتركة، للاستفادة من الإمكانات الواسعة المتاحة في مجال النقل الجوي والبحري، وخصوصاً التجارة والموانئ والترانزيت، من خلال الاستفادة من ممر قطر ـ إيران.

 

وأكد الوزير الإيراني أن هناك خطة إيرانية من خمس سنوات، تم اقتراحها على قطر للنقل بين موانئ البلدين، وقال آخوندي إن المفاوضات تركزت أيضاً على التعاون بين الشركات الإيرانية والقطرية، لإفساح المجال أمام هذه الشركات للعمل في إيران وقطر والمناطق الحرّة التابعة للبلدين.

 

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن وزير الطرق والنقل القطري، قوله إن بلاده "تشعر بكامل الارتياح إزاء الخدمات الجوية"، التي تقدمها إيران في المنطقة للطائرات التابعة لشركة قطر للطيران، مضيفاً أن جميع الرحلات القطرية عبر أجواء إيران "أنجزت بصورة مهنية"، على حد تعبيره.

 

وأضاف: "أنه مما لاشك فيه أن الطيارين الإيرانيين عملوا بشكل جيد خلال هذه الفترة، ونحن سعداء جداً بسلامة وأمن رحلاتنا من إيران، لأنها اتبعت جميع المعايير الدولية للطيران خلال هذه الفترة"، وبحسب الوكالة الإيرانية، فإن السليطي لفت إلى إجراء محادثات مناسبة بما يسمح للبلدين بالاستفادة من الفرص المتاحة، بهدف التعاون في مجالات النقل والشحن.

 

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الوزير القطري قوله إن استثمارات قطر مع إيران "ستستمر وستتضاعف في المستقبل".