ما لا تعرفه عن مصطفى محمود.. وسر اشتهار بـ"المشرحجي"

منوعات

مصطفى محمود
مصطفى محمود


تحل اليوم الذكرى الثامنة، على وفاة الفيلسوف المصري مصطفى محمود، والذي سطع نجمه في العديد من المجالات المختلفة منها الطب والفلسفة والكتابة.

من هو مصطفي محمود؟

هو مصطفي كمال محمود حسين ال حافظ، من مواليد "27 ديسمبر 1921م"، كما أن "محمود" من الأشراف حيث ينتهي نسبه إلى علي زين العابدين، درس الطب وتخرج عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.

تزوج عام"1961"، وانتهى الزواج بالطلاق، ولكنه قد نتج عنه طفليين وهما "أمل" و"أدهم"، ثم تزوج ثانية عام 1983 من السيدة زينب حمدى وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987.

كما قدم "مصطفى محمود" 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير "العلم والإيمان"، وأنشأ عام 1979م مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود"، ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرًا لسمعتها الطبية، كما شكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفًا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. 

ويروى أنه عندما عرض على التلفاز مشروع برنامج العلم والإيمان، وافق التلفاز راصدًا 30 جنيه للحلقة، وبذلك فشل المشروع منذ بدايته إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج التلفازية وأوسعها انتشارًا على الإطلاق. 

ويذكر أنه قد عاش في بدايته في ميت الكرماء، بجوار مسجد "المحطة" الشهير الذي يعد أحد مزارات الصوفية في مصر، مما ترك أثره الواضح على أفكاره وتوجهاته، كما أنه بدأ حياته متفوقًا في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية، فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة.

لماذا أشتهر "مصطفي محمود" بالـ"مشرحجي"؟

وفي منزل والده أنشأ معملًا صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.

أزمة كتاب الشفاعة

الأزمة الشهيرة أزمة كتاب الشفاعة "أي شفاعة رسول الإسلام محمد في إخراج العصاة من المسلمين من النار وإدخالهم الجنة" عندما قال إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبى محمد وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعنى تغييرًا لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه وقتها هوجم الرجل بألسنة حادة وصدر 14 كان تابًا للرد عليه على رأسها كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الشريعة الإسلامية.. كان ردًا قاسيًا للغاية دون أي مبرر، واتهموه بأنه مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الدينى.

ولابد من لفت الانتباه إلي أن مصطفى محمود لم ينكر الشفاعة أصلا ! رأيه يتلخص في أن الشفاعة مقيدة أو غيبية إلى أقصى حد وأن الاعتماد على الشفاعة لن يؤدى إلا إلى التكاسل عن نصرة الدين والتحلى بالعزيمة والإرادة في الفوز بدخول الجنة والاتكال على الشفاعة وهو ما يجب الحذر منه.. والأكثر إثارة للدهشة أنه اعتمد على آراء علماء كبار على رأسهم الإمام محمد عبده، لكنهم حمّلوه الخطيئة.

كانت محنة شديدة أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلًا وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة، وفي عام 2003 أصبح يعيش منعزلًا وحيدًا. وقد برع الدكتور مصطفى محمود في فنون عديدة منها الفكر والأدب، والفلسفة والتصوف، وأحيانًا ما تثير أفكاره ومقالاته جدلًا واسعًا عبر الصحف ووسائل الإعلام. 

قال عنه الشاعر الراحل كامل الشناوي ”إذا كان مصطفى محمود قد ألحد فهو يلحد على سجادة الصلاة، كان يتصور أن العلم يمكن أن يجيب على كل شيء، وعندما خاب ظنه مع العلم أخذ يبحث في الأديان بدءا بالديانات السماوية وانتهاء بالأديان الأرضية ولم يجد في النهاية سوى القرآن الكريم“.