خبراء يجيبون.. ما وراء إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في إيران؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في مفاجأة من العيار الثقيل، فجرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بشأن عملية إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإعادة توظيف عملها في إيران، الأمر الذي أكد عليه الخبراء أن السبب الرئيسي وراء تلك الخطوة من مدى التخوفات من أمريكا بقيادة الرئيس دونالد ترامب من افتعال أعمال إرهابية داخل طهران بالإضافة إلى عدم استقرار أوضاعها السياسية.

 

إعادة هيكلة الشرطة

وبعد إعادة الهيكلة، تبقى قوات الشرطة الوطنية بألويتها الأربعة من الوحدات الخاصة المحلية، ووزارة الاستخبارات مسئولة عن حفظ الأمن كما كان في السابق، إلا انه تم إسناد دور مساند لـ"الحرس الثوري" لحفظ الأمن في العاصمة، وتلقت كتيبتان تابعتان له تدريباً متخصصاً وتمّ تزويدهما بالعتاد الضروري لتولي هذه المهمة.

 

تقسيم إيران أمنيًا

طهران مُقسمة أمنيًا إلى 23 مقاطعة، وفي كل مقاطعة 11مركزًا يتبع دائرة مقاومة الباسيج، ولكل مركز 12 نقطة تتبع الباسيج أيضا، منتشرة حول الأحياء في المساجد والوزارات والمدارس والمواقع الأخرى، وضمن كل نقطة تتولى كتيبتا "عاشوراء" المؤلفة من الرجال وكتيبة "الزهراء" المؤلفة من النساء، العمليات "الثقافية" وخدمات الإنترنت وعمليات الدفاع المدني والبحث والإنقاذ والإغاثة.

 

منع الإطاحة بالمرشد

وكشفت الدراسة عن مهام قوات التدخل السريع، بأن طهران لديها كتيبتا وهما "بيت المقدس" التي تضم رجالاً فقط و"كوسار" النسائية بالكامل، وتنحسر مهام هاتان الكتيبتان هما منع الإطاحة بالمرشد في حال تفاقم الأمور.

 

كتائب الإمام على

كما نبهت الدراسة إلى أن كتائب الإمام على التي تم استحداثها مؤخرًا لمواجهة الاضطرابات والمظاهرات المحتملة في المناطق الشعبية، وهذه القوات مدربة خصيصاً من أجل قمع احتجاجات الشوارع والقيام باعتقالات بسرعة ودون رحمة.

 

تخوفًا من أمريكا

من جانبه، قال الدكتور أيمن سمير خبير علاقات دولية، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن السبب الرئيسي وراء عملية إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإعادة توظيف عملها في إيران لتخوفها من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب.

 

تجنيد الأمريكان داخل طهران

وأضاف سمير، أن إعادة الهيكلة جاءت من الهاجس الإيراني من احتمالية تجنيد أطراف أمريكية داخل طهران لإثارة الفوضى هناك، مؤكدًا أن اتهامات الرئيس الأمريكي ترامب بدعمها للإرهاب كان له محور أساسي في تخمين بأنه يستهدف تقليب الرأي العام ضد الخميني.

 

إعدام الإيرانيين الأمريكان

كما أكد خبير علاقات دولية، أن هناك حالات إعدام تقدر بالمئات من الإيرانيين المُجنسين بالأمريكية بتهمة التجسس لصالح أمريكا، مشيرًا إلى أن التفجير الإرهابي الأخير الذي وقع في طهران اتهمت فيه إيران أمريكا بأنها توجه تنظيم "داعش" الإرهابي لافتعال عمليات تكفيرية هناك، مُذكرًا أن النظام الحاكم هناك أعطى صلاحيات لقوات الحرس الثوري كي يكون جناح عسكري مُوازي للأجهزة الأمنية هناك.

 

مُعارضة الاتفاقيات النووية

وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن ما قامت به إيران مؤخرًا بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإعادة توظيف عملها لخوفها من التهديدات الأمريكية في المقام الأول بعد مُعارضة الولايات المتحدة اتفاقية 5+1 بالاتفاقيات النووية.

 

بسبب تصاعد الأزمة الخليجية

وأضافت بكر، أن تحيزها بجانب قطر وتركيا بشأن قطع كل من مصر والسعودية واليمن والإمارات العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة جعلها مُتخوفة من اتخاذ أي قرار حيالها، مؤكدة أن إيران في الآونة الأخيرة تعاني من عدم استقرار أوضاعها السياسية.