الصحف الخليجية تكشف المخطط القطري التركي لتجنيد الشباب في صفوف "داعش"

تقارير وحوارات

قطر وتركيا
قطر وتركيا



تناولت الصحف الخليجية اليوم الجمعة عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما أكدت صحيفة "عكاظ" بأنقطر لا تمثل قضية كبرى بالنسبة للاستثمارات في المملكة العربية السعودية، وكذلك ما برزته صحيفة "سبق" بأن تنظيم قطر الإرهابي يعترف رسميًا بـ"التآمر" على السعودية.


قطر لا تمثل قضية كبرى بالنسبة للمملكة
اهتمت صحيفة "عكاظ" بالتصريحات التي أدلى بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال المقابلة التي أجراها مع وكالة "رويترز" العالمية، مساء أمس الأول، حول خلاف السعودية مع قطر المجاورة، في غاية الواقعية والشفافية، بتأكيده أن الخلاف لم يؤثر على استثمارات الدولة، وأن مسألة قطر هي "مسألة صغيرة جدًا جدًا جدًا"، وهذا التوصيف دقيق جداً، فالمملكة لديها شراكات إستراتيجية عالمية وطموحات ومشاريع مستقبلية عملاقة بمئات المليارات لتحقيق رؤيتها التي لفتت أنظار العالم الأول، وهذه الأولويات أكبر بكثير من التفكير والتركيز على الخلاف مع قطر واعتباره قضية ذات اهتمامات وأولوية قصوى.

وأكدت الصحفية أن تصريحات الأمير محمد بن سلمان كرد فعل وقتي ومباشر على تفاعل الأزمة مع قطر، فهي امتداد لسياسة المملكة في نظرتها الواقعية لقضية الخلاف مع قطر، فقد أوضح ذلك وزير الخارجية عادل الجبير الثلاثاء الماضي، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر المركز البريطاني للعلاقات الدولية "شاتام هاوس" في لندن، أن قطر لا تمثل قضية كبرى بالنسبة للمملكة، ودعا حينها الحكومة القطرية إلى تغيير سلوكها لتعزيز مجلس التعاون الخليجي.

وأشارت "عكاظ" إلى أن المملكة تعاملت مع الأزمة القطرية وفقاً لما يقتضيه الموقف، وهو موقف عربي إسلامي وعالمي اقترب من الإجماع على أن قطر دولة تسير على نهج خاطئ بدعمها وتمويلها للإرهاب بكافة أشكاله، ونظراً لتوفر الأدلة الكاملة التي تدينها، بناء عليه تم اتخاذ إجراءات رادعة لها، تمثلت في مقاطعتها وفقاً لأطر السياسة والأنظمة الدولية، والكفيلة بردعها وإجبارها على الالتزام بالمواثيق والعهود والكف عن أي أنشطة تهدد أمن وسلم المنطقة والعالم.

تنظيم قطر الإرهابي يعترف رسميًا بـ"التآمر" على السعودية
ونشرت صحيفة "سبق" تقريرًا تحليليًا عن التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الأسبق حمد بن جاسم في حواره مع التلفزيون القطري والتي أكدت فيه بأنه لم يجد مفرًا من أن يقر أمام الملايين بتآمر بلاده على المملكة العربية السعودية، مؤكدة أن اعترف "بن جاسم" بصحة المكالمة المسربة قبل نحو ثلاث سنوات والتي دارت بين الشيخ حمد آل ثاني أمير دولة قطر السابق، والرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وتناولت الشأن الداخلي السعودي بشكل غير لائق.

وأبرزت الصحيفة حديث "بن جاسم" حين أكد أن المكالمة صحيحة، وغير مفبركة، كما ادعى قطريون في وقت سابق، وقال إن "الشيخ حمد آل ثاني طلب منه التوجه إلى السعودية، وطلب العفو والسماح من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وكشف المكالمة بين القذافي والشيخ حمد، عن نية الأخير ورغبته الصادقة، في الإطاحة بالحكم في المملكة العربية السعودية، وتقسيمها. وارتبك "بن جاسم" لدى سؤاله عن حقيقة هذه المكالمة. وقال بلغة لا تخلو من ارتباك: "بالفعل، وصل إلينا شريط هذه المكالمة، قبل أن يصل إلى القنوات الفضائية، عن طريق الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق والأمير مقرن بن عبد العزيز، اللذين عبرا عن استياء المملكة، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من مضمون المكالمة التي تحمل التآمر المباشر ضد المملكة وشعبها".

وتابع "بن جاسم": "عقب هذا اللقاء، تلقيت تعليمات من الأمير حمد آل ثاني، بضرورة شرح الأمر للملك عبدالله بن عبد العزيز، وبالفعل سافرت إلى المملكة، والتقيت خادم الحرمين الشريفين، وأكدت له أن قطر، سبق أن تحدثت عن هذه المكالمة مع عددٍ من المسؤولين السعوديين دون أن يبرر الأسباب التي دعت قطر للتآمر على المملكة".
 
المُخطط "القطري - التركي" مع "الإخوان" 
كما نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا عن الندوة التي نظمها الدكتور حنيف حسن القاسم رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، حول واقع الإسلام في أوروبا وتحدث فيها الدكتور محمد البشاري الكاتب المعروف وأمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، ورئيس أكاديمية ابن سينا للعلوم الإنسانية في فرنسا، بحضور عدد من كبار الشخصيات والأكاديميين.
وركز الدكتور البشاري على المشاكل التي تعاني منها الأقليات الإسلامية في أوروبا، خصوصاً الدور السلبي الذي تقوم به بعض الدول والجماعات مثل إيران من جانب وجماعة الإخوان من جانب آخر، مؤكدًا أن إيران استطاعت أن تتغلغل في الأقليات الدينية التي تتبع مذهبها، وأن تقوم بالتبشير بهذا المذهب لدى غير المسلمين ومن ثم بذلت جهوداً هائلة في محاولات اختراق النخب الثقافية والسياسية، ومراكز البحوث وبيوت الخبرة وصناعة الأفكار، وهذا ما يفسر الموقف الأوروبي المؤيد لإيران، فذلك الموقف نابع من ضغوط الجماعات التابعة لإيران داخل النخب السياسية والثقافية في أوروبا.

ثم تناول الدكتور البشاري ما قامت به قطر وتركيا من استثمار في جماعة الإخوان المسلمين في الغرب، بحيث تحولت قيادة جماعة الإخوان إلى أوروبا، وصارت تجند الشباب، وتغرس فيهم إيديولوجية تؤهلهم للانخراط في صفوف "داعش" بمنتهى السهولة من خلال تركيز الخطاب الإخواني على مسألة "الدولة والحكم والخلافة والجهاد"، موضحاً أنه قام بإعداد دراسة في هذا الشأن وتوصل إلى بعض المعلومات غير مسبوقة منها على سبيل المثال، أن الشباب المسلم يبحث عن الفتاوى والرأي الديني في 20 موقعاً تابعة لجماعات متشددة.

 واستطاعت أن تتصدر السوشيال ميديا بمهنية كبيرة، مشيراً إلى أن تنظيم داعش وحده يصنع يومياً حوالي 46 ألف معلومة ب 90 ألف حساب علي تويتر ب 12 لغة مؤكداً أننا نواجه حرباً إلكترونية مطالباً الأمم المتحدة بضرورة تجريم الإرهاب الإلكتروني وأوضح البشاري تداعيات الظواهر الإرهابية علي الشباب المسلم مشيراً على سبيل المثال أيضاً، إلى أن أكثر من نصف مقاتلي داعش من عام 2014 حتى 2016 من أبناء الأقليات المسلمة وعددهم 25 ألف مقاتل من أوروبا وروسيا والهند.