إسرائيل: السيسى لغز.. خطواته منفردة ونتنياهو تراجع خوفا منه

العدد الأسبوعي

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي


رغم ما يشاع عن وجود تنسيق مستمر بين القاهرة وتل أبيب


ما زال الرئيس عبد الفتاح السيسى يمثل لغزاً كبيراً للإسرائيليين، حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على توليه مهام منصبه فى 2014، وعلى الرغم مما يُثار عن وجود تفاهم واضح وتنسيق مستمر، فى المواقف بين ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبين مكتب رئاسة الجمهورية المصرية.

وخلال العام الأول لولاية السيسى كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عنه: «أصابتنا الحيرة فى تحديد شخصية الرئيس المصرى، هل هو ديكتاتور يسعى إلى الحكم بأى شكل ويبطش بمعارضيه ولا يقبل مناقشة قراراته التى يتخذها، أم أنه رجل جاء ليحقق طفرة حقيقية للشعب المصرى ويرغب فى نقل مصر نقلة حضارية والقضاء على الإرهاب فى المنطقة».

الحيرة الإسرائيلية زادت مع اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير، الذى تم قبل عشرة أيام، وهو الاتفاق الذى لعبت فيه مصر دور الوسيط الأساسى، ولم يرق لها موقف الرئيس السيسى، لتقرر تل أبيب الاستعانة بواشنطن فى الخفاء لمعرفة نوايا الرئيس المصرى الحقيقية من المصالحة، وكشف موقع «ديبكا» الإسرائيلى تفاصيل الخطوة الإسرائيلية، وذكر أن الرئيس السيسى صرح يوم الثامن من أكتوبر الماضى، بأن المصالحة بين حركتى فتح وحماس ستمهد الطريق لعقد اتفاقية سلام بين إسرائيل وفلسطين، وأن الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية هى بداية الطريق للسلام بين الجانبين.

وأضاف الموقع الإسرائيلي: «هنا أضاءت الكثير من المصابيح الحمراء داخل مكاتب الحكومة الإسرائيلية، فالرئيس السيسى لم يوضح مقصده من عبارة الدولة الفلسطينية، وهنا أدرك الإسرائيليون أن الرئيس المصرى لا يُشرك تل أبيب فى الخطوات التى يقوم بها، وأن أفراد المخابرات المصرية الذين بحوزتهم ملف المحادثات مع حركتى فتح وحماس لا يبلغون تفاصيل وخطوات المفاوضات لنظرائهم الإسرائيليين، رغم تعهد مصر بفعل ذلك فى جلسات سابقة».

التقرير الذى نشره «ديبكا» أكد أن تل أبيب توجهت لواشنطن مؤخراً؛ لمعرفة ما يدور على وجه التحديد داخل القاهرة ورام الله وغزة، وأن إسرائيل غير مستعدة للاعتماد على مصر مرة أخرى وهى مغمضة العينين، ولهذا الغرض تم الإعداد لزيارة مبعوث ترامب «جيسون جرينبلت» للقاهرة؛ للاستقصاء عن نوايا مصر ولأى مدى يقود السيسى المفاوضات وهدفه منها.

ورغم ذلك.. خرجت تصريحات مكتب نتنياهو، بعد اتفاق المصالحة بيوم واحد، مغلفة بالحذر وضبط النفس، وقيل وقتها نصاً: «ستدرس إسرائيل التطورات، وستعمل وفقاً للمستجدات»، وذلك على عكس تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى الأخيرة، وكذلك تصريحاته السابقة، التى أطلقها فى إبريل عام 2014، بعد توقيع فتح وحماس على اتفاق مصالحة وإقامة حكومة وحدة وطنية، وقتها ثار نتنياهو ثورة عارمة، وأعلن عن فرض عقوبات اقتصادية ضخمة ضد السلطة، وتجميد جميع المحادثات معها.

صحيفة هاآرتس العبرية، أرجعت سبب صدور البيان الحذر من مكتب نتنياهو، وتراجع رئيس الحكومة عن تصريحاته، إلى الخوف من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأشارت إلى أن اتفاق المصالحة يتبناه الرئيس المصرى، الذى تربط بلاده علاقات أمنية قوية مع إسرائيل، وأنه سبق وسعى فى فبراير 2016 لإقامة حكومة وحدة وطنية بين نتنياهو وزعيم المعارضة السابق إسحاق هرتزوج، علاوة على موافقته الأخيرة على مقابلة نتنياهو بشكل علنى فى نيويورك، كل ذلك يعتبر من الأسباب الرئيسية لصمت إسرائيل على اتفاق المصالحة الفلسطينية حتى الآن، وإحالة ملفها لعناية الولايات المتحدة الأمريكية.