السفير محمد العرابى مدير الحملة الانتخابية لمشيرة خطاب لـ "الفجر": الوضع كان «سايب» فى يونسكو

العدد الأسبوعي

السفير محمد العرابي
السفير محمد العرابي


■ لائحة المنظمة ليس بها ما يمنع الرشاوى


قال السفير محمد العرابى، مدير الحملة الانتخابية للسفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»، إن 7 دول إفريقية فقط منحت أصواتها لمصر فى الجولة الأولى من الانتخابات، من بين 17 صوتا إفريقيا.

وأضاف فى حوار مع «الفجر»، أن لائحة المنظمة ليس بها ما يمنع الرشاوى أو يجرمها، موضحا أنها إشكالية كانت بعيدة تماما عن خيال من وضعوا اللائحة، وأشار إلى أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، مرشح مصر السابق لتولى المنصب تعرض لنفس الأزمة، ومورست ضغوط كبيرة على دول بعينها حتى لا تمنح صوتها له.


■ هل هناك تحركات ستقوم بها مصر تجاه ما حدث من تجاوزات فى انتخابات يونسكو؟

- الموضوع انتهى بالنسبة لنا، نحن لم نعترض رسميا على النتيجة، أو الإجراءات برمتها، رغم أن الوضع فى الجولة الرابعة والأخيرة يمكن وصفه ببساطة بأنه كان «سايب»، حيث كنا نشاهد أشخاصا تدخل بحرية إلى المندوب القطرى، وتخرج دون أى رابط، أو مبرر لهذه التحركات، وكان هذا الوضع السبب الرئيسى لاحتجاجنا، لكن العملية الانتخابية نفسها سارت بالطريقة العادية التى لم نر فيها أى قصور.


■ فى رأيك ما الذى يحتاج للتغيير فى يونسكو؟

- منظمة يونسكو مؤسسة حساسة ومهمة جدا، وبالتالى لا يجوز أن يستمر الاقتراع فيها سريا، أو أن تكون فى يد مجلسها التنفيذى، ولابد أن يكون جميع الأعضاء الممثلين فى المنظمة مشاركين فى اختيار المدير العام، وأنا أعتقد أن المنظمة تحتاج إلى إصلاح سريع من الداخل، لوضع أسس جديدة لعملية انتخاب مديرها العام، وبالتالى لابد من إلغاء الاقتراع السرى، فنحن فى الأمم المتحدة عندما نصوت على قرارات مهمة وعاجلة جدا، يظهر أمام كل دولة رأيها إذا كان بنعم أم بلا، ولذلك لا أجد أى جدوى من الإبقاء على سرية الاقتراع على منصب مدير عام يونسكو، لأنها آلية تمنح ممثل الدولة أن يصوت بالطريقة التى يراها، حتى ولو كانت تعليمات بلاده تقضى بأن يصوت لدولة بعينها، وبالتالى فالتصويت السرى يعد فرصة للتلاعب، وممارسة الضغوط، وأن يكون المندوب سيد قراره، وهذا لا يصح فى المنظمات الدولية، ومن ثم لابد أن يكون لكل دولة خط واضح، ومعلن.


■ هل هناك مندوبون لم يلتزموا بتوصيات بلادهم بالتصويت لمصر؟

- بكل تأكيد، لكن من الصعب اكتشافهم، وهناك مثال صغير على ذلك، أن الاتحاد الإفريقى أكد أن هناك مرشحة واحدة إفريقية، هى مشيرة خطاب، وبالتالى لابد من دعمها، وهذا يعنى على أقل تقدير 17 صوتا فى أول جولة إذا التزم الجميع، لكن هذا لم يحدث، وحصدنا 12 صوتا فقط، من بينهم أصوات من دول أخرى من خارج القارة، مثل الهند وبعض الدول الأوروبية، وهذا يعنى أن الدول الإفريقية التى صوتت لنا فى أول جولة لم يتجاوزو الـ 7 دول.


■ الجميع يتحدث عن رشاوى داخل يونسكو ولم نر دليلا؟

- من الصعب أن تثبت أن مندوب دولة ما حصل على رشوة، ولا توجد فى لوائح المنظمة عقوبات خاصة فى مسألة الرشاوى، لأن هذه الإشكالية كانت بعيدة كل البعد عمن وضعوا اللائحة، وأزمة الرشاوى لا يوجد لها علاج ولا عقاب، لكن الرشاوى كانت موجودة بكل تأكيد، بدليل أن جمع الأصوات التى حصلت عليها كل من الصين وفرنسا فى الجولة الأولى، وهما عضوان دائمان فى مجلس الأمن، إضافة إلى حضارتهما وثقافتهما، يقول إنهما حصلا على عدد أصوات أقل من التى حصل عليها مرشح قطر.


■ هل إشكالية الرشاوى تكررت قبل ذلك مع فاروق حسنى؟

- أعتقد أنه كانت هناك ضغوط سياسية، ولعب أيضا المال دوره، رغم أن قطر لم تكن ممثلة وقتها.


■ ما الدروس المستفادة بعد إخفاقنا فى الحصول على المنصب؟

- هذه المرة الثالثة التى نفشل فيها فى الحصول على المنصب، ونحن الآن نعمل على إعداد تقرير سيرفع إلى وزير الخارجية سامح شكرى، وأنا أعد تقريراً يرفع إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أشرح فيه الدروس المستفادة، وما الذى يمكن أن نتجنبه فى المستقبل، وهذا التقرير لم ينته بعد.


■ ماذا عن مطالبة البعض بالانسحاب من يونسكو كما فعلت أمريكا؟

- الانسحاب غير مجد، علينا أن نحاول إصلاح يونسكو، فهو للأسف جهاز مريض بفقر كامل فى الإمكانيات المالية، وهناك ترهل كامل فى الجهاز الإدارى، وبالتالى يحتاج إلى إصلاح، لأنه فى النهاية يقوم بوظيفة نبيلة ومهمة للإنسانية كلها، ولابد أن نسمح له بأن يقوم بهذه الوظيفة عن طريق الإصلاح الداخلى.


■ هناك من يرى أن الحملة و"الخارجية" مقصران فى دورهما؟

- من يطلقون هذه الاتهامات مجموعة معروفة، وتنتظر أى شيء لتشويه صورتنا، لكن الشعب المصرى يعى كل شىء، واستقبلنا بشكل لائق بمجرد وصولنا إلى القاهرة.


■ معنى ذلك أنك راض عن دور الحملة والخارجية المصرية فى دعم السفيرة مشيرة خطاب؟

- راض بشهادة الغريب قبل القريب، قمنا بدورنا وبذل كل أعضاء الفريق المصرى أقصى جهد ممكن.