بالمستندات.. "الصحة" تعرقل تشغيل مصنع أدوية تكلف 50 مليون جنيه

العدد الأسبوعي

وزارة الصحة - أرشيفية
وزارة الصحة - أرشيفية


قرر الصيدلى الشاب هيثم دويدار، بعد سنوات من إنتاج الأدوية لصالحه فى مصانع الغير، أن يقوم بالمشاركة مع مجموعة من زملائه الشباب، بإنشاء مصنع خاص بهم، مستهدفين إنتاج «نواقص» الأدوية، لكنهم اصطدموا بصراع مفاجئ نشب بين وزارتى الصناعة والصحة، استمر 3 سنوات، كلفهم 50 مليون جنيه.

قبل 2017 كانت الإدارة المركزية لشئون الصيدلة، التابعة لوزارة الصحة، هى المنوط بها إصدار تراخيص مصانع الأدوية، عن طريق لجنة طبقا للقرار الوزارى رقم 2 لسنة 1994، تقوم بإجراء معاينة للمصنع، للتأكد من مطابقته لاشتراطات التصنيع الجيد GMP.

فى 18 نوفمبر 2014 تقدم هيثم دويدار، بطلب لإدارة التراخيص بوزارة الصحة، للقيام بمعاينة أولية للمصنع، وتم بالفعل إجراؤها فى 9 ديسمبر 2014، وفى 28 يونيو 2017، طلب إجراء معاينة نهائية، وتم تحديد موعدها فى 23 أغسطس 2017، لكنه فوجئ بخطاب رسمى فى 10 سبتمبر الماضى، من الإدارة المركزية لشئون الصيدلة، تؤكد فيه حفظ طلبه، وإخطاره بالتوجه إلى وزارة الصناعة، لانتقال شئون التراخيص إليها، حسب القانون 15 لسنة 2017، بشأن تيسير إجراءات منح تراخيص المنشآت الصناعية، ولائحته التنفيذية الصادرة فى 16 أغسطس، وحسب قرار رئيس مجلس الوزراء 1783 لسنة 2017، الصادر فى 24 أغسطس 2017. بعد استيفاء جميع المستندات التى طلبتها هيئة التنمية الصناعية، والشروط اللازمة لاستصدار الترخيص، صدر ترخيص للمصنع برقم ملف (2450)، وعندما تواصل هيثم دويدار، مع إدارة التسجيل بالإدارة المركزية لشئون الصيدلة، لتسجيل ما يقوم بتصنيعه- وهى أدوية مضادات حيوية وعلاجات للأمراض النفسية والعصبية ومضادة للجلطات– منحته الإدارة إيصال استلام بتاريخ 12 سبتمبر 2017، ثم فوجئ بعدها بعدة أيام باتصال من الإدارة لإبلاغه بعدم اعترافها بالرخصة الصادرة من وزارة الصناعة، وأن عليه التوجه إليها للتقدم بطلب لترخيص المصنع، وعندما طلب مخاطبته بالطلب رسميا رفضت الإدارة.

نتيجة لذلك وجه صاحب المصنع إنذارا رسميا للإدارة المركزية لشئون الصيدلة، اتهمها فيه بعرقلة عمله، وقال إنها لم تتجاوب مع إنذاره رغم مخالفة ذلك للقانون، وهو ما دعاه لرفع دعوى قضائية ضدها.

ما حدث يخالف تصريحات وزير الصحة د. أحمد عماد، المقروءة والمسموعة، عن أهمية الاستثمارات الدوائية المحلية، وعن دعمه الشخصى للصناعات المحلية، وكان آخر تلك التصريحات منذ عدة أيام أثناء افتتاحه معرض المستلزمات الصحية المحلية، حيث قال إن واجبه كجزء من الحكومة المصرية، يقتضى دعم الصناعات المحلية، والاقتصاد المصرى. المصنع يدعى «ميديسنيا فارم للصناعات الدوائية»، تكلف إنشاؤه 50 مليون جنيه، وكان من المفترض أن يعمل به 70 عاملا، و50 موظف تسويق، ومن بين الأدوية التى كان سينتجها «سيتيكولين»، الذى يعمل على تحسين وظائف الجهاز العصبى، فى مرضى الجلطات، وفى علاج صدمات الرأس، واضطرابات الإدراك، مع العلم أنه من بين قائمة «النواقص» التى نشرتها وزارة الصحة فى يناير الماضى، وليس له بدائل.