إلى وزير التربية والتعليم.. حفل "المثلية" بالتجمع الخامس جرس إنذار وفساد موظفيك السبب فيه

منوعات

الدكتور طارق شوقي
الدكتور طارق شوقي - وزير التربية والتعليم


■ افتح ملف المدارس الخاصة للسفارات الأجنبية ستجد الإجابة فى مناهج العربى والدين


وددت أن أبدأ العدد وافتتحه بعد بسم الله الرحمن الرحيم حول حفل الجمعة الماضى بالتجمع الخامس، والذى نظمته الجامعة الأمريكية لفرقة لبنانية اسمها مشروع ليلى، عازفها الرئيسى (مثلى) ويتفاخر بذلك، والذى نظم ذلك الحفل هو منظم الحفلات الذى اشتهر آخر (12) عاما ولعبت معاه.

وكما تابع الجميع أقامت حفلات مختلفة فى دول عديدة منها لندن، وعندنا بمصر كان الحفل الأول لها، والذى كان حسب عدد من أصدقائى شهود العيان الأولاد والبنات أعمارهم ما بين (12 حتى 18) عاما، أخطر الأعوام السنية، وكان الأولاد الذين غالبيتهم فى طور الطفولة ومن مدارس انترناشونال مبهورين بذلك الجو، وأعتقد أنهم بدون أن يعوا حيوا وصفقوا للشاب الذى رفع علم المثلية، تحية لعازف ومدير الفرقة المثلى.

هم أطفال ويجب أن نعلم ذلك، دعكم من كل هذا، وتعالوا نقف عند الأهم، أولا الذى نظم تلك الحفلة هو الجامعة الأمريكية، يعنى مكان تعليمى مقدس، وفتحت أبواب بيع التذاكر ليس فقط لأبنائها الطلاب تحت بند الحرية، وإنما فتحته للجميع، طلاب مدارس بريطانية وفرنسية وأمريكية، وهذه هى الكارثة، والذى لا يتصوره ويعتقده الكثيرون أن الأولاد يعايرون بعضهم البعض إذا ما حجز واحد من شلة لحضور حفل أو خلافه ولم يحضر الآخرون، فيضطر باقى الشلة إرغام الأهالى أن يدفعوا أو يعطوهم ثمن التذكرة لحضور الحفلات حتى يكونوا مسايرين الجو.

وأمامى عشرات النماذج سنويا، عندما تقوم مدرسة الأمريكان التابعة لقنصلية أمريكا بالإسكندرية بعمل حفل هالوين كل نهاية أكتوبر بتذكرة (300) جنيه، وكيف يتصارع الأولاد بل والأمهات مع الأسف من مدارس أخرى من أجل الذهاب لتلك الحفلة، لأن بها العجب وحتى يقال أنها وأولادها ذهبت حفل مدرسة (شوتس الأمريكان)، وتقوم وأولادها بإنزال صورهم على الفيس بوك فى إيحاء أنها ممن فى تلك المدرسة التى وصلت مصاريفها بالإسكندرية بعد ارتفاع الدولار لربع مليون جنيه، ده مش مبالغ فيه، إحنا عايشين ومعايشين كل ده.

فإذا كان هذا حال الأهالى وهذه تركيبتهم، «الفشخرة والفنجرة» والتهافت لذهاب الحفلات، «وإشمعنى فلانة وأولادها»، فما بالنا بالأولاد والبنات فى سن الطفولة، والذين يذهبون لأخطر مرحلة عمرية فى التمرد والمراهقة واللعب فى القواعد والثوابت الدينية، فى ساعة يمكن أن يتم عمل غسيل مخ لهم، المشكلة الأولى ليست فقط فى جامعة تعليمية أقامت حفلا، فتلك الجامعة ترغب فى التربح من خلال ذلك النشاط، وإنما المشكلة الأخطر هى فى الأهالى الذين يحبون «الفشخرة والفنجرة»، وما أكثرهم فى مجتمع مصر.

أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أتابع حفلات مجتمع مصر وأفراحها ومناسباتها والتحولات الاجتماعية التى طرأت عليها آخر (15) عاما، هذا أمر يحتاج لكتب، المجتمع المصرى غالبيته يعانى حالة شيزوفرنيا، وآتى للنقطة الأهم وهى الثانية، أن هناك مع الأسف منظمات مجتمع مدنى فى مصر وأكررها مجتمع مدنى فى مصر تتلقى دعما من الخارج ولها علاقات قوية بالخارج، تساعد على استقطاب الأولاد والشباب فى هذه المرحلة العمرية والذين يعانى غالبيتهم من مشاكل أسرية وخلافه، مع غياب القدوة والاهتمام الأسرى وكثرة المال والمصروف عند- مع الأسف- شرائح كبيرة فى مصر.

هؤلاء هم الهدف لتلك المنظمات التى تقوم باستقطابهم فى حفلات خاصة وعامة وتقوم بتغيير أخلاقياتهم ومبادئهم وتنخر فيهم كالسوس فى الخشب، دون أن يشعروا تحت بنود الحرية وأنت مش صغير وأنت مش قليل وأنت مش هفية، و«شوف فلان وعلان» ممكن تكون الأفضل وأحسن منه.. هكذا يحدث فى مصر يا سادة، وآتى للنقطة الأخيرة، وهى التى نشرت فيها العام الماضى وقبل أعوام مقالات كثيرة، وصرخت بأعلى صوتى، يا سيادة وزير التعليم، وآخرها ثلاثة مقالات متتالية، عند تعيين طارق شوقى وزيرا للتعليم، وكنت استبشر به خيرا.

لكن مع الأسف، مثله مثل غيره فى قوائم وزراء تعليم مصر، كتبت إيه؟، كتبت عن مناهج اللغة العربية والدين التى يتم التلاعب فى طباعتها كل عام، والأخطر من كل هذا طالبت السيد وزير التعليم بأن ينشئ منهجا للعربية والدين للمدارس الانترناشونال، فيه ما قل ودل، بدلا من إعطاء كامل المنهج، مثل المدارس العربية الحكومية، التى تأخذ من 1 ــ 14 حصة عربى ودين كل أسبوع، فى حين المدارس الخاصة تأخذ ثلاث حصص أسبوعيا، ومطالبين بإنهاء ذات المنهج.

تكون النتيجة أن المدرس «يسلق بيض وروحوا البيت يا ولاد»، خذوا دروس طول الأسبوع، فتضطر الأسرة لتحفيظ الأولاد الكلمتين الذين سيأتون بالامتحان، ولا تعريف أصول دين ولا تعليم لغة القرآن العربية، التى أصبح آخر أربعة أجيال طلابية لا يعرفونها، هذه الأجيال والجيل الحالى مع الأسف من عشرة وطالع حتى الـ38عاما لا يعرفون عن أصول دينهم شيئا، فأصبح من السهل استقطابهم وغسل مخهم، لا يعرفون قوم لوط بالقرآن، ولا لماذا جاء شعيب لقومه، لذا لما يطلع واحد زى الأخ عمرو خالد يقول كلمتين فى الدين جيلى وأجيال قبلى وبعدى تعتبر الكلمتين دول من ثوابت الدين.

الشباب والأطفال دول بيفتحوا فمهم ويعتبرون الأخ عمرو خالد وأمثاله أبطال الدين، يا وزير التعليم غير مناهج العربى والدين، وللمرة الألف اجعل مناهج للمدارس الخاصة من أجل أولادنا، السوس ينخر يا معالى الوزير، والأخطر والذى طالبت السيد وزير التعليم الحالى والسابق والأسبق بفتح ملفه، لكن يبدو أن ذلك الملف أكبر منهم ومطلوب قرار رئاسى به، إن المدارس الأجنبية التابعة للسفارات ما عدا سفارة ألمانيا، لا تعطى اللغة العربية والدين بحجة أن تلك المدارس تتبع نظام دولها، بل ويقومون بإرغام الأهالى على كتابة إقرار أن المدرسة لن تعطى عربى ودين الدولة القائمة بها المدرسة، كما يحدث فى المدارس الفرنسية التابعة لقنصلية وسفارة فرنسا.

يضطر بعض الأهالى وليس كل الأهالى لإعطاء أولادهم دروسا خصوصية لتعليم الدين وتحفيظه وحروف العربية بالبيوت، كنوع من محو أميتهم فى العربية، نحن مصر بلد الأزهر التى كانت تصدر معلمى لغة الضاد حتى للسعودية بلد اللغة العربية والدين الإسلامى، ونشرنا علماءنا فى ربوع العالم والقارة السمراء، أصبح أولادنا وأجيال كاملة تكتب العربية بالحروف اللاتينية مثل جيل ثورة الجزائر، أثناء الاحتلال الفرنسى فى خمسينيات القرن الماضى، وأصبح أولادنا إذا فكر أحدهم يقرأ القرآن هذا إن حدث، يقرأه بالإنجليزية، ماذا دهانا، والله الاخوة المغاربة والجزائريون والتوانسة الذين يقيمون فى أوروبا ومولودون بها يجيدون العربية نطقا وكتابة والقرآن أكثر من أولادنا فى مدارس مصر الخاصة.

يا وزير التعليم، الجيل الذى ذهب لحفل الجامعة الأمريكية الذى تم رفع علم المثليين فيه وبعضهم يدرى معنى الحفل ورغم ذلك كان يصفق، هؤلاء هم أولاد المدارس الخاصة التى تمنع تدريس العربية والدين داخلها، هؤلاء الذين أصبح التقليد فى قلة الدين منهج حياة.. حياة أمريكا وأوروبا فى كل بيت، اذهب للكافيهات والفنادق والساحل وعلى قارعة طريق، أى مدرسة خاصة أثناء الخروج ستعلم أن أمريكا احتلت أولادنا فلذة أكبادنا بعقائدها الأسوأ وليس الأفضل ونحن مبهورون.

سيدى الوزير، هناك مدارس أخرى بخلاف مدارس السفارات والقنصليات تمنع تدريس العربية والدين والأولاد فى حرية غير موجودة بالخارج، تربية هذا الجيل والجيل الذى سبقه هم نتاج كثير من تلك المدارس سلفا، بخلاف اللى عايزة تساير العصر والموضة، تعمل مثل الست خريجة تلك المدارس وأدخلت أولادها تلك المدارس بتربية وحياة غير حياتنا، سيدى وزير التعليم حفل الجامعة الأمريكية نتاج إهمال فى أولادك بالمدارس ونظام الأسرة أيضا، ونتاج عدم متابعة بعض المنظمات التى تعمل داخل مصر على النخر فى ثوابت وعقائد أجيال كاملة.

يدك فى يد وزراء الداخلية والتضامن، الست غادة لو عندها اهتمام بذلك الملف قبل فوات الأوان، ولا حضرتك شايف أنه فات، أو الملف ليس ملفك، سيدى الوزير موظفوك فى القاهرة والإسكندرية يساعدون ويستفون الأوراق لأصحاب المدارس التى لا تدرس العربى والدين، رغم أن القانون فى الوزارة يطالب بذلك، لكن حضرتك عارف إن فى مصر وبالذات فى التربية والتعليم (القانون فيه زينب)، سيدى الوزير كيف يمتحن طلاب المدارس الإنجليزية والفرنسية والأمريكان اللغة العربية والدين والدراسات تابعة لوزارة تعليم مصر وأصلا طلابها المصريون غير مقيدين فى وزارة تعليم مصر؟

تعرف معاليك إزاى.. ببركة دعاء الوالدين وموظفى تعليمك، يتم تقييد الأولاد بتلك المدارس على مدارس مصرية مرخصة، يعنى الاسم للمدارس التابعة لسفارات تلك الدول والفعل للمدارس المرخصة التى يقوم موظفوك بتقييدهم فوق الكثافة، وكل عيل يدفع الكوتة وكله بيرزق، حتى صاحب المدرسة، يا سيادة الوزير هتقول لى الآن الأولاد بتأخذ عربى ودين، سأرد على معاليك لا بيمتحنوا فيه «كدا وكدا»، يكون أمام ولى أمر الطالب كل الخيارات، إما يدخله جامعة خارج مصر، وساعتها لا يهمه رخصة عربى ودين المدارس المصرى، أو يدخله الجامعات الخاصة فى مصر، والتى تشترط وزارة التعليم العالى أن الطالب فيها يكون مجتازا امتحان العربى والدين والدراسات بتاع حكومة مصر.

ساعتها بيكون الطالب اللى أصلا خريج مدارس سفارة الدول الأجنبية فى مصر مقيدا اسمه على مدرسة مصرية يسهل بها الدخول لتلك الجامعات وهو لا يعرف «الألف من كوز الذرة» فى العربى والدين ولا تاريخ بلده، هذا هو الجيل الذى ذهب لرفع علم الشواذ بالتجمع، افتحوا الملف وإلا حاسبكم الله فى الدنيا والآخرة، واللهم لا تولى علينا وزراء لا يتقوك فينا وفى أولادنا ويضيعوننا ويتركون الموظفين ومناهج التعليم تضيع جيلا وراء جيل، اللهم بلغت اللهم فاشهد.