خالد صالح.. "فرعون الفن" الذي خطفه الموت من جمهوره

الفجر الفني

بوابة الفجر


"اللي مالوش خير في حاتم زهران مالوش خير في مصر" من أشهر عباراته على شاشة السينما خلال دوره في فيلم هي فوضى والذي استطاع أن يجسد خلاله واقع العلاقة بين المواطن البسيط وأمين الشرطة الذي يتعامل معه بقمع وبلطجة.

 

تخرج من الحقوق .. وشارك شقيقه بمصنع للحلويات

الفنان خالد صالح الذي بدأ نجوميته وظهوره الفني بعكس الكثير من الفنانين الذين في سنه في عمر متأخر، حيث بدأ ظهوره عام 2000 بعد أن ترك تجارته وتفرغ لتقديم العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية.

اسمه كاملاً خالد محمود صالح ولد يوم 22 يناير عام 1964 بـ أبو النمرس في محافظة الجيزة، وتخرج من كلية الحقوق عام 1987 وعمل بمهنة المحاماة في بداية حياته المهنية وتزوج أيضاً.

بدأ صالح التمثيل من خلال مسرح الجامعة، و مسارح الهواة مثل مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان هذا في الوقت الذي كان يمارس فيه أعماله التجارية الخاصة، حيث كان يشارك شقيقة في مصنع للحلويات

 

مشواره الفني على مدار 14 عام

وتفرغ خالد صالح تماماً للتمثيل في عام 2000 وهو في سن السادسة والثلاثون، ولمع نجمه سريعاً وبرع في أداء الأدوار المعقدة وفى ادوار الشر والجبروت.

 

كان أول أدواره في فيلم جمال عبد الناصر ، من إخراج أنوار القوادري عام 1999، والذي جسد فيه دور صلاح نصر أشهر رجل مخابرات في مصر بعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وفي نفس العام جسد شخصية مأمون الشناوي في مسلسل أم كلثوم والذي أخرجته إنعام محمد علي، ولقي هذا الدور صداً كبيراً.

 

وكان نجاحه في هذه الأدوار دافعاً لأن يفكر في احتراف الفن والتفرغ له، وهو ما قام به في عام2000، حيث شارك في فيلم النمس مع النجم محمود عبد العزيز.

 

وكان من الواضح أنه أراد أن يعوض ما فاته من سنوات لم يقم فيها باحتراف التمثيل، حيث قام في عام 2001 بتقديم أربعة أفلام الحب مسرحية من 3 فصول، كرسي في الكلوب، خلي الدماغ صاحي، شرم برم ، ولم يكتفي بذلك بل قام أيضاً بالمشاركة في أعمال تليفزيونية منها : في سماء الحضارة الإسلامية، الرقص على سلالم متحركة .

 

وفي 2002، شارك صالح في فيلم النعامة والطاووس وفيلم محامي خلع ، كما قدم سيت كوم شباب أون لاين .

 

وفي عام 2003، شارك الفنان أحمد حلمي في فيلم ميدو مشاكل ، ومسلسل حكايات زوج معاصر مع النجم أشرف عبد الباقي.

 

وفي 2004، عاد ليعمل مرة أخرى مع الفنان محمود عبد العزيز ليشاركه البطولة في مسلسل محمود المصري ، ومسلسل الدم والنار ، وفيلم أحلى الأوقات .

 

وفي نفس العام شارك الفنان أحمد السقا في فيلم تيتو ، والذي تجاوزت إيراداته خلال 16 أسبوع مدة عرضه، حاجز الـ 11 مليون جنية ليصبح الفيلم رقم 14 في قائمة الأفلام المصرية من حيث الإيرادات، كما حصل صالح على جائزة أفضل دور ثاني في فيلم تيتو، من المهرجان القومي الحادي عشر للسينما عام 2005 ، وهذا الفيلم كان يعد الانطلاقة الحقيقية لنجومية خالد صالح.

 

وفي عام 2005 شارك في مسلسل أحلام عادية، كما قدم أربعة أفلام سينمائية وهي : خالي من الكوليسترول، فتح عينيك، ملاكي إسكندرية، حرب أطاليا .

 

وعام 2006 كان له نفس النصيب من الأفلام أيضاً حيث قام بتقديم أربعة أفلام عن العشق والهوى، ثمن دستة أشرار، أحلام حقيقية، عمارة يعقوبيان .

 

وكانت أول بطولة حقيقية له على شاشة التليفزيون في مسلسل سلطان الغرام الذي تم اذاعته عام 2007، والذي جسد فيه واقع شاب من عائلة فقيرة لديه الأمل والطموح، ولكنه لا يملك المال الذي يقف عائقاً في وجه طموحه فيضطر لترك دراسته، والنزول إلى سوق العمل، وبمرور الأيام يصبح من كبار أصحاب رؤوس الأموال بعد مواجهته مصاعب الحياة.

 

وفي نفس العام كان الدور الأقوى والأهم في حياة خالد صالح الفنية، في فيلم هي فوضى والذي لعب فيه دوراً رئيسياً، وقد أثار هذا الفيلم ضجة كبيرة لتعرضه لقضايا الفساد بالمجتمع، ولأول مرة كان يُصور شخصية رجل الشرطة والدور الفاسد والقمعي، والذي أداه باقتدار الفنان خالد صالح .

 

وفي عام 2008، جسد صالح خلال دوره في مسلسل بعد الفراق حيث أدى دور الصحفي المحنك يوسف ، الذي اثبت براعته في مهنة الصحفي ووقوفه مع الحق وكشف الفساد، وتحقيقه نجاح ملحوظ، كما قدم في العام نفسه فيلم الريس عمر حرب .

 

وفي عام 2009، قدم خالد صالح فيلم آخر أيام الأرض ، ومسلسل تاجر السعادة الذي حصل من خلاله على جائزة أحسن ممثل في مهرجان الإعلام، وقد أهدى هذه الجائزة إلى زوجته.

 

في 2010 قدم مسلسل موعد مع الوحوش ، وفيلم ابن القنصل ، وبعد تجربته لدور الصعيدي في موعد مع الوحوش قدم دور صعيدي أيضاً في فيلم كف القمر عام 2011، ومسلسل الريان .

 

وفي عام 2012، قدم مسلسل 9 جامعة الدول العربية ، وفيلم المصلحة مع الفنان أحمد السقا.

 

في 2013 قدم فيلم فبراير الأسود ، كما قدم مسلسل مشوار فرعون الذي تم عرضه خلال شهر رمصان من نفس العام، كما قدم في شهر رمضان الماضي مسلسل حلاوة الروح .

 

أعماله الأخيرة قبل مرضه ووفاته

في الفترة الأخيرة، وقبل تعرضه للحالة المرضية المفاجأة، شارك الفنان خالد صالح في عدد من الأعمال الفنية منها المكتمل مثل الجزء الثاني من فيلم الجزيرة ، بطولة مناصفة مع الفنان أحمد السقا، والفنان خالد الصاوي، ومن المقرر عرضه في موسم عيد الأضحى المبارك، وأفلام أخرى في طور الإعداد منها المخلوع والمعزول ، و حجر الأساس »، و الولد ، كما كان ينوي اللحاق بموسم الأعمال الدرامية القادمة في رمضان بمسلسل جريمة قتل.


موقفه الحقيقي تجاه 25 يناير و 30 يوينو

كان لخالد صالح موقف جريء وشجاع حينما كان جميع فناني مصر ما بين موالي لنظام مبارك أو ملتزم بالصمت في الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، إلا أنه كان من أول من أعلنوا على الهواء في فيديو مسجل أنه يؤيد مطالب الشعب المشروعة، وأنه مع ما يحدث في التحرير ، وأعلن عن أنه سيتوجه إلى الميدان لمشاركة المتظاهرين، وبالفعل لم ينقطع عن التواجد في ميدان التحرير طوال أيام الثورة الثمانية عشر.

 

وعن ثورة 30 يونيو، كان أيضاً أول من شارك بها، حيث كان له مشاركة فعالة في اعتصام وزارة الثقافة الذي كان هو النواة والمسمار الذي دق نعش حكم الإخوان وكان شرارة لثورة 30 يونيو.

 

اهتمامه بالأعمال الخيرية

يُعد خالد صالح من المهتمين بالأعمال الخيرية حيث كان يحرص على زيارة إحدى الجمعيات الخيرية أو مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في كل بلد يذهب إليها منها زيارة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في دبي، وحضر افتتاح مستشفى سرطان الأطفال في السودان.

 

مرضه ووفاته

كان خالد صالح قد تعرض لأزمة قلبيه إثر الإجهاد الشديد الذي بذله أثناء تصوير مسلسل موعد مع الوحوش وقد قرر الأطباء المعالجين له السفر إلى ألمانيا للاطمئنان على صحته، وتدهورت حالته الصحية مرة أخرى حيث ذهب منذ 21 يوم إلى مؤسسة مجدي يعقوب لجراحة القلب في أسوان، لمعاناته مع أمراض شرايين وصمامات القلب، وبعد تدهور حالته راسل يعقوب جهات عالمية لإنقاذ الموقف لكن هذه الجهات كان ردها أن الحالة أصبحت صعبة.

 

لكن حالته الصحية تدهورت، ودخل إلى غرفة العناية المركزة على إثر نزيف وقصور بعضلة القلب، ليرحل عن عالمنا فجر 25 سبتمبر ويشكل رحيله صدمة لجمهوره وزملائه.